منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات أممية تدعو للتحرك عاجلا لتفادي "كارثة جوع" بالنسبة لملايين الأطفال ممن فقدوا وجباتهم المدرسية بسبب كوفيد-19

طفلة في 9 من عمرها تحصل على وجبة الغذاء في مدرستها الابتدائية في مدينة تركستان في كزاخستان.
© UNICEF/Kaliyev
طفلة في 9 من عمرها تحصل على وجبة الغذاء في مدرستها الابتدائية في مدينة تركستان في كزاخستان.

وكالات أممية تدعو للتحرك عاجلا لتفادي "كارثة جوع" بالنسبة لملايين الأطفال ممن فقدوا وجباتهم المدرسية بسبب كوفيد-19

المساعدات الإنسانية

مع تفشي جائحة كوفيد-19 وإغلاق المدارس، حثّت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة الحكومات على التحرك الآن لدعم مستقبل 370 مليون طفل حول العالم يعتمدون على الوجبات المدرسية.

وأعرب كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن خشيتهما على حياة الصغار وتأثر تغذيتهم وصحتهم بسبب الأزمة.

وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، إنه بالنسبة لملايين الأطفال حول العالم، فإن الوجبة التي يحصلون عليها في المدرسة هي الوجبة الوحيدة التي يحصلون عليها خلال اليوم. وأضاف:

"بدونها، سيجوعون، وسيواجهون خطر الإصابة بالأمراض والتسرب من المدرسة وفقدان فرصتهم الأفضل للخروج من الفقر".

وأشار إلى ضرورة التحرك الآن كي لا تصبح الجائحة الصحية (كـوفيد-19) كارثة جوع ولضمان ألا يتخلف أحد عن الركب.

المدرسة هي شريان الحياة

تُعدّ الوجبات المدرسة مهمة وخاصة بالنسبة للفتيات، إذ يرسل بعض الأهالي في الدول الفقيرة بناتهم إلى المدرسة لقاء تقديم الوجبات لهنّ هناك، بحسب وكالات الأمم المتحدة. وهذا بدوره يسمح للفتيات بالهروب من العمل الشاق المنزلي أو حتى يجنبهنّ الزواج المبكر القسري.

المدرسة هي بمثابة شريان حياة يوصلهم للأمان والخدمات الصحية والتغذية -- مديرة اليونيسف

وتُعتبر المدرسة مكانا يتلقى فيه الطلاب التعليم ويحصلون على خدمات أخرى، حيث يستفيد الأطفال خاصة في الدول الفقيرة من الخدمات الصحية مثل اللقاحات وعلاج القمل. وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، هنرييتا فور:

"بالنسبة للعديد من الأطفال، فالمدرسة هي بمثابة شريان حياة يوصلهم للأمان والخدمات الصحية والتغذية. إذا لم نتحرك الآن عبر زيادة الخدمات المنقذة لحياة الأطفال الأكثر ضعفا، فإنه سنعاني من التداعيات المدمّرة الناجمة عن كوفيد-19 لعقود قادمة".

نظرة على المستقبل

يعمل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف مع الحكومات لدعم الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، تماشيا مع تقرير صدر مؤخرا عن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وسلّط الضوء على تأثير الجائحة على الوجبات الغذائية المدرسية، والتي غالبا ما تكون الكمية الوحيدة الموثوقة، التي يمكن للأطفال تلقيها يوميا.

ويتم تزويد الأطفال في نحو 70 دولة بحصص غذائية منزلية وقسائم أو تحويلات نقدية كبديل. وفي الأشهر المقبلة، ستساعد وكالات الأمم المتحدة الحكومات أيضا على ضمان استفادة الأطفال من الوجبات المدرسية والبرامج الصحية عند إعادة افتتاح الفصول الدراسية، مما سيشكل حافزا للأهالي لإرسال أبنائهم مجددا إلى المدرسة.

ولكن سيحتاج الشركاء إلى 600 مليون دولار للقيام بهذا العمل، والذي سيركز في البداية على 10 ملايين طفل في 30 دولة هشة أو تعاني من انخفاض في الدخل.