منظور عالمي قصص إنسانية

اليمن: أكثر من 5 ملايين طفل مهددون بالإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في خضم المخاوف من انتشار كوفيد-19 والفيضانات

طفل في 13 من عمره يجمع الماء في مخيم عمّار بن ياسر للنازحين بسبب الصراع في اليمن
© UNICEF
طفل في 13 من عمره يجمع الماء في مخيم عمّار بن ياسر للنازحين بسبب الصراع في اليمن

اليمن: أكثر من 5 ملايين طفل مهددون بالإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في خضم المخاوف من انتشار كوفيد-19 والفيضانات

الصحة

يواجه أكثر من خمسة ملايين طفل في  اليمن خطر الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها مثل الكوليرا والإسهال المائي الحادّ في وقت يتنامى فيه خطر تفشي جائحة كوفيد-19.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، من الخطر المحدق بأطفال اليمن المتمثل بأمراض الكوليرا والإسهال المائي الحادّ، بعد تسجيل أكثر من 110 آلاف حالة اشتباه بالكوليرا في 290 من مقاطعات اليمن الـ 331 منذ كانون الثاني-يناير 2020، ويشكل الأطفال تحت سن الخامسة ربع هذا العدد.

وتأتي هذه التطورات في وقت يتواصل فيه هطول الأمطار الغزيرة، منذ منتصف نيسان-أبريل. ويواجه اليمن تأثير جائحة كـوفيد-19 العالمية. ورغم أنه لم تُسجل، حتى الآن، سوى إصابة واحدة بالفيروس في البلاد، إلا أن خطر تفشي المرض لا يزال قائما.

تهديد لحياة الأطفال

أشارت سارة بيسولو نيانتي، ممثلة اليونيسف في اليمن، إلى أن الأطفال يواجهون العديد من المخاطر التي تهدد حياتهم، كالانتشار الواسع للكوليرا وارتفاع مستويات سوء التغذية، وتفشي أمراض يمكن الوقاية منها عبر التطعيم. وقالت:

"ستفاقم هذه الأمراض مجتمعة، مع كوفيد-19، العبء الذي يواجهه الأطفال وأسرهم، هذه المأساة تتواصل وتتكشف في اليمن على مرأى ومسامع العالم."

 تتواصل وتتكشف هذه المأساة في اليمن على مرأى ومسامع العالم -- ممثلة اليونيسف في اليمن

هذا وقد أدّت الأمطار الغزيرة والفيضانات في عدن وأبين ولحج وصنعاء إلى انقطاع الوصول إلى المياه المأمونة ومرافق الصرف الصحي ودمّرت المنازل وشرّدت الأسر، مما يُعدّ وصفة مثالية لانتشار الكوليرا.

وقد سعت اليونيسف بشكل عاجل للاستجابة إلى الأسر المتضررة بسبب الفيضانات عبر تقديم حزمات النظافة الأساسية بما فيها المعقمّات والكلور والمناشف، إضافة إلى إصلاح البنية التحتية للمياه المعطلة لاستعادة الوصول الفوري إلى مياه الشرب الآمنة من أجل الأطفال وأسرهم.

وبحسب اليونيسف، فإن المستويات المنخفضة من خدمات الصرف الصحي وخاصة في المناطق الحضرية، واستخدام المياه الملوثة ونقص الوعي إزاء الممارسات الصحية، ومن بينها غسل الأيدي ونظافة الطعام، كل ذلك يدفع بانتشار الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، حيث تقف الخدمات الأساسية على حافة الانهيار، أو في أحسن الأحوال، يتم الحفاظ عليها ولكن بشكل غير كاف بسبب الصراع وسنوات من الفقر والإهمال.

في أبين في اليمن، تتشرد الأسر بسبب انعدام الأمن، وتجمع حزمات النظافة الأساسية وفي الوقت نفسه تمارس التباعد الاجتماعي.
©UNICEF
في أبين في اليمن، تتشرد الأسر بسبب انعدام الأمن، وتجمع حزمات النظافة الأساسية وفي الوقت نفسه تمارس التباعد الاجتماعي.

أمراض يمكن الوقاية منها

في عام 2017، استطاعت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والشركاء احتواء انتشار الكوليرا عبر رفع الوعي في المجتمع، وتوفير الماء والصحة والصرف الصحي والاستجابة الصحية، من بينها تعزيز الرقابة وتدقيق الحالات، ونشر فرق الاستجابة السريعة في العديد من المناطق المتضررة، ورفع مستوى علاج الكوليرا والإسهال المائي الحاد، واتخاذ إجراءات ستتواصل هذه السنة لرفع المعاناة عن الأطفال والأسر.

وقالت ممثلة منظمة اليونيسف في اليمن:

"يمكن الوقاية من الكوليرا والإسهال المائي الحاد ويمكن علاجهما. إن استجابتنا تركز على ضمان أن العائلات ومجتمعاتها لديها إمكانية للوصول إلى مياه نظيفة وصرف صحي محسّن واطلاع بسبل تقليل المخاطر الصحية."

وتؤكد اليونيسف أنه من دون وضع حد للصراع الوحشي المستمر في اليمن منذ خمسة أعوام، ستستمر هذه الأمراض المدمّرة والتي يمكن الوقاية منها في حصد أرواح الكثيرين، وأولهم وقبل كل شيء الأطفال الضعفاء.