منظور عالمي قصص إنسانية

الوكالات الأممية في لبنان تساند الوزارات المعنية لضمان استمرارية التعليم في ظل الجائحة بما في ذلك لمجتمعات اللاجئين

ممرضة تقيس درجة حرارة طفلة في مركز للرعاية الصحية الأولية في بيروت، لبنان، أثناء تفشي COVID-19.
© UNICEF/Fouad Choufany
ممرضة تقيس درجة حرارة طفلة في مركز للرعاية الصحية الأولية في بيروت، لبنان، أثناء تفشي COVID-19.

الوكالات الأممية في لبنان تساند الوزارات المعنية لضمان استمرارية التعليم في ظل الجائحة بما في ذلك لمجتمعات اللاجئين

الثقافة والتعليم

تحث الأمم المتحدة في لبنان على العمل الجماعي للتخفيف من تأثير جائحة كورونا على الأطفال والشباب. وتقدم الدعم لوزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الزراعة، من بين شركاء آخرين في لبنان، عبر تطوير حلول بديلة لإغلاق المدارس لضمان عدم توقف التعلم أبدا.

تساعد وكالات الأمم المتحدة في لبنان في إعداد حلول التعلم الشاملة عن بعد ونشرها. يشمل دعم التعلم عن بعد أنشطة تعتمد على التكنولوجيا لإنتاج دروس التعليم تعنى بمرحلتي ما قبل التعليم الابتدائي والأساسي، بالإضافة إلى مواد ترفيهية وأخرى تعنى بالتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي والوعي الصحي، مخصصة للطلاب وأولياء الأمور.

 الإجراءات الجماعية التي نعتمدها لا تساعد فقط في ضمان استمرارية التعليم، لكن يمكنها المساهمة أيضاً في بناء نظام تعليمي أكثر مرونة للمستقبل--د. حمد الهمامي، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي

وبحسب بيان صادر عن وكالات الأمم المتحدة في لبنان، فإن المكاتب القطرية ساهمت في تطوير مواد تعليمية ترتكز على التواصل. كما ساعدت في إنتاج حلقات تلفزيونية خاصة بالمعلّمين والأهل لتوعيتهم حول كيفيّة معالجة الإجهاد، وتلبية احتياجات الأطفال النفسية والاجتماعية خلال فترة التعلم عن بعد.

التحديات الماثلة أمام التعليم والحلول المبتكرة

ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في لبنان يوكي موكو أشارت إلى آثار إغلاق المدارس والعزلة والشعور المستمر بالخوف والقلق على الأطفال في جميع أنحاء العالم. ودعت إلى اكتشاف كل السبل الآيلة إلى ضمان تعليم الأطفال ومساعدتهم في هذا الوقت العصيب.

"لم نشهد قط اضطراباً تعليميّاً بهذا الحجم"، وفقا لما جاء على لسان مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية الدكتور حمد الهمامي، الذي أكد أنه "على الرغم من الأزمة، يجب ألا يتوقف التعلم أبداً".

يعدّ هذا التكيّف بمثابة تذكير قويّ بما قد يمكن أن نحقّقه معاً في سبيل الأطفال، بما أنّ نهاية الأزمة ما زالت بعيدة-- السيدة يوكي موكو، ممثلة اليونيسف في لبنان

بينما يقوم لبنان بتطوير حلول بديلة مع إغلاق المدارس، تقع على عاتق الوكالات الأممية مسؤولية خاصة لضمان الإدماج والإنصاف لجميع الطلّاب، كي لا يتخلف أحد عن الركب.

وأضاف الدكتور الهمامي: "إن الإجراءات الجماعية التي نعتمدها لا تساعد فقط في ضمان استمرارية التعليم، لكن يمكنها المساهمة أيضاً في بناء نظام تعليمي أكثر مرونة للمستقبل".

من ناحتها أشارت ممثلة اليونيسف في لبنان إلى تمكن وزارة التربية والتعليم العالي بشكلٍ سريع من نشر حلول مبتكرة وقابلة للتطوير للأطفال والشباب. وقالت "يعدّ هذا التكيّف بمثابة تذكير قويّ بما قد يمكن أن نحقّقه معاً في سبيل الأطفال، بما أنّ نهاية الأزمة ما زالت بعيدة".

دعم المهارات الفنية ضروري لسوق العمل

ساندي لين فنانة حرفية لبنانية تعمل في مجال الأخشاب. مثل العديد من النساء اللبنانيات المتعلمات اليوم، تعمل ساندي على خلق فرص جديدة ومبتكرة للعمل الذاتي من خلال الاستفادة من سوق لبنان المتنامي للسلع الحرفية محلية الصنع.
UN Women/Joe Saade
ساندي لين فنانة حرفية لبنانية تعمل في مجال الأخشاب. مثل العديد من النساء اللبنانيات المتعلمات اليوم، تعمل ساندي على خلق فرص جديدة ومبتكرة للعمل الذاتي من خلال الاستفادة من سوق لبنان المتنامي للسلع الحرفية محلية الصنع.

دعم الأمم المتحدة وشركائها في لبنان شمل أيضا برامج وزارة الزراعة لتحديث نظام التعليم الزراعي في لبنان، الذي يقدم للشباب اللبنانيين والنازحين السوريين فرصة اكتساب المهارات التقنية اللازمة لدخول سوق العمل في قطاعي الزراعة والأعمال التجارية الزراعية في لبنان أو سوريا عند عودتهم.

لطالما لعبت منظمة الأغذية والزراعة دوراً مهماً في إنتاج ونشر المعرفة والمواد التعليمية التقنية في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والزراعة المستدامة والتنمية الريفية--د.موريس سعادة، ممثل الفاو في لبنان

وتضمن ذلك توفير التعلم عن بعد للطلاب المسجلين في برامج البكالوريا الفنية (BTA) في المدارس الفنية الزراعية السبع في لبنان. وتم نشر برامج التدريس على موقع الوزارة الالكتروني على هذا الرابط كما ويقوم المعلّمون بمتابعة تعليم الطلاب افتراضيا.

وبحسب ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان (الفاو)، د. موريس سعادة، "لطالما لعبت منظمة الأغذية والزراعة دوراً مهماً في إنتاج ونشر المعرفة والمواد التعليمية التقنية في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والزراعة المستدامة والتنمية الريفية"، مشددا على التزام المنظمة بدعمها المستمر لوزارة الزراعة في تطوير نظام التعليم الفني الزراعي، وتوسيع فرص التعلم عن بعد للطلاب اللبنانيين والسوريين المسجلين في المدارس الزراعية الفنية.

عدم إغفال اللاجئين

طفل لاجئ من سوريا يبلغ من العمر تسع سنوات يجلس على كرسي خارج ملجأه الذي غمرته المياه في مخيم الدهمية غير الرسمي ، لبنان.
© UNHCR/Diego Ibarra Sánchez
طفل لاجئ من سوريا يبلغ من العمر تسع سنوات يجلس على كرسي خارج ملجأه الذي غمرته المياه في مخيم الدهمية غير الرسمي ، لبنان.

تراقب الأمم المتحدة، منذ تفشي الجائحة، أثر الأزمة على القطاع التعليمي، وتزود وزارة التربية والتعليم العالي بالخبرة الفنية وتبادل المعلومات والممارسات الجيدة. كما تركز في مراقبتها أيضاً على تقدّم عملية التعلم عن بعد، وتحديد الثغرات وتوفير الدعم الفني.

تم الانتهاء من تحضير "التقييم السريع للاستعداد للتعلم" بدعم من الأمم المتحدة ومشاركة أكثر من عشرة آلاف عائلة سورية لديها أطفال مسجلين في برامج التعليم النظامي وغير النظامي المعلقة حاليا-- الأمم المتحدة في لبنان

ويشمل دعم الأمم المتحدة للطلّاب، توسيع نطاق التعلم عن بُعد إلى دوام ما بعد الظهر (الدوام الثاني)، وبرامج التعليم غير النظامي، بهدف الوصول إلى المجتمعات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك مجتمعات النازحين. وقد طوّرت فرق الأمم المتحدة في البقاع حلول التعلم عن بُعد، وأنشأت مجتمعًا تعليميًا افتراضيًا يساهم في ضمان استمرار وصول الأطفال إلى التعليم.

ويقوم المعلمون وكوادر التعليم المعيّنة من قبل الأمم المتحدة في المخيمات الفلسطينية، بتنفيذ برنامج التعلم الذاتي، واستخدام المواد التعليمية التي طورتها الأمم المتحدة لدعم تعلم الطلاب خلال أزمة فيروس كورونا.

بالإضافة إلى كل ذلك، تم الانتهاء من تحضير "التقييم السريع للاستعداد للتعلم" بدعم من الأمم المتحدة ومشاركة أكثر من عشرة آلاف عائلة سورية لديها أطفال مسجلين في برامج التعليم النظامي وغير النظامي المعلقة حالياً. ويوفّر هذا التقييم معلومات مهمة تساهم في تحديد قدرة هذه العائلات على الوصول إلى فرص التعلم عن بُعد واستخدامها، كما وتمكّن الجهات المعنية من تصميم المحتوى التعليمي وطرق ايصاله في ظل الإغلاق الحالي للمدارس.