منظور عالمي قصص إنسانية

استطلاعات الرأي تتوالى، وظهور جائحة كوفيد-19 يعزز دعم التعاون الدولي

تيجاني محمد باندي، رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة، يختتم المناقشة العامة السنوية. (30 أيلول/سبتمبر 2019)
UN Photo/Cia Pak
تيجاني محمد باندي، رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة، يختتم المناقشة العامة السنوية. (30 أيلول/سبتمبر 2019)

استطلاعات الرأي تتوالى، وظهور جائحة كوفيد-19 يعزز دعم التعاون الدولي

شؤون الأمم المتحدة

تواصل الأمم المتحدة جمع آراء ووجهات نظر الملايين حول العالم ضمن مبادرة UN75 التي تهدف إلى تحديد الاتجاه المستقبلي للمنظمة. وكشفت النتائج الأولية عن وجود دعم ساحق لأهمية التعاون الدولي، ويتنامى هذا الدعم بشكل ملحوظ منذ ظهور جائحة كوفيد-19 حول العالم.

وجُمعت المعطيات من المئات من المحادثات ومسح أجري عبر الإنترنت بمشاركة نحو 186 دولة، وتشكل المعطيات جزءا من مبادرة الذكرى 75 على إنشاء الأمم المتحدة، وهو الأكبر على الإطلاق الذي تقوم به الأمم المتحدة منذ كانون الثاني/يناير 2020 لتحصيل آراء عامة ووضع حلول جماعية لمواجهة التحديات.

وتظهر النتائج الأولية أن نحو 95% ممن قدّموا آراءهم (من جميع الفئات العمرية والمستويات التعليمية) يتفقون على أن البلدان بحاجة إلى العمل معا لإدارة القضايا العالمية. وشهدت هذه الاستجابة ارتفاعا ملحوظا منذ نهاية شباط/فبراير فصاعدا، حيث بدأ انتشار كوفيد-19 في إحداث اضطرابات كبيرة في النظم الصحية والاقتصادية والعادات الاجتماعية، واحتلت قضية المخاطر الصحية الصدارة في قائمة الشواغل التي عبّر عنها المستجيبون حيث ارتفعت بشكل حادّ منذ آذار/مارس.

كوفيد-19 معاينة للكارثة العالمية التي نسير باتجاهها بإصرار إن لم نجد طرقا أفضل للعمل معا -- المستشارة الأكاديمية في الأمم المتحدة

وفي مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، قالت سيسيليا كانون، وهي مستشارة أكاديمية لدى الأمم المتحدة وإحدى عضوات الفريق الذي جمع تقرير UN75، إن كوفيد-19 هو تذكير صارخ بضرورة أن يعمل العالم معا، وعبارة عن "معاينة للكارثة العالمية التي نسير باتجاهها بإصرار إن لم نجد طرقا أفضل للعمل معا."

وأضافت أنه حتى قبل أن يبدأ كوفيد-19 بالتشويش على الحياة الاقتصادية-الاجتماعية حول العالم، "فإن التحديات والاتجاهات العالمية التي تتطلب التعاون عبر الحدود تتنامى، على سبيل المثال لا الحصر: النزوح القسري والتحديات الجديدة التي تفرضها التكنولوجيا والتدهور البيئي والكوارث والمخاطر الصحية."

تشجيع الحوار المفتوح في عالم مستقطب بشدة

نساء من سامبورو، كينيا، يتجمعن لمناقشة رفضهن لختان الإناث.
نساء من سامبورو، كينيا، يتجمعن لمناقشة رفضهن لختان الإناث. , by UNICEF/Samuel Leadismo

وتؤكد السيّدة كانون أن المبادرة تأتي في وقت يتضاءل التعاون الدولي ويتزايد عدم رغبة الناس في الدخول في حوار مفتوح فيما بينهم، خاصة بين أولئك الذين لديهم وجهات نظر وآراء مختلفة.

وقالت: "على الصعيد العالمي، نرى ذلك بوضوح عندما يتم وصف أي خلاف بين الدول الأعضاء بأنه فشل أو تراجع عن التعددية، إلا أنه في الواقع جزء ضروري منها. وعلى المستوى المحلي، نشهد استقطابا متزايدا بين المجتمعات، إذ سهلت وسائل التواصل الاجتماعي من عدم متابعة شخص يختلف معنا في الرأي أو إبطال الصداقة على المواقع أو الحظر. على الرغم من اتصالنا، فإن عوالمنا ووجهات نظرنا أصبحت أصغر وأضيق، ونشهد تزايدا في التعصب وخطاب الكراهية والاستقطاب داخل مجتمعاتنا وضمن سياساتنا."

وتُعدّ مبادرة UN75 محاولة لمواجهة هذه الاتجاهات، وتشجيع نقاش منفتح وصادق ويحترم آراء الغير. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعرب عن أمله في أن تكون علامة الـ 75 سنة على إنشاء الأمم المتحدة بمثابة فرصة "للتفكير في التعاون متعدد الأطراف الذي يحتاجه العالم في هذا الوقت، سواء معالجة الجائحة بشكل مباشر أو تحقيق الأهداف بعيدة المدى التي تأسست من أجلها الأمم المتحدة."

ملايين الأصوات تنضمّ للمحادثة

تأمل UN75 في جمع ملايين وجهات النظر والآراء المتباينة في النقاش. وفي حين أن جائحة كوفيد-19 جعلت الحوار وجها لوجه شبه مستحيل، إلا أن المبادرة أصبحت أكثر شعبية، حيث جمعت أعدادا أكبر من المستجيبين، وهو انعكاس لأهمية مسألة التعاون الدولي خلال الأزمة التي يشعر بها العالم بأجمعه.

عوالمنا ووجهات نظرنا أصبحت أصغر وأضيق ونشهد تزايدا في التعصب وخطاب الكراهية والاستقطاب داخل مجتمعاتنا وضمن سياساتنا -- المستشارة الأكاديمية في الأمم المتحدة

وتقول السيّدة كانون: "نعمل الآن مع الشباب ومنظمات المجتمع الدولي والشركات والجامعات ومراكز الفكر والمدارس ووسائل الإعلام والتكنولوجيا والشركاء الآخرين لزيادة الحوارات الرقمية وبثها وإيجاد طرق مبتكرة لإشراك الجماهير."

وأضافت أن العمل يجري على قدم وساق من أجل صقل الاستراتيجية لإشراك الأشخاص الذين يصعب الوصول إليهم مثل من يعيشون في مناطق ليس فيها إنترنت، وهذا يشمل العمل مع شركات الاتصالات وشركاء الأمم المتحدة مثل برنامج الأغذية العالمي لجمع الاستجابات على الاستطلاعات عبر الرسائل النصية والهواتف ووجها لوجه، حيث تسمح الإرشادات واللوائح الصحية المتعلقة بكـوفيد-19 بذلك.

كما طُلب من المشاركين اقتراح أفكار لتعزيز التعاون الدولي، وتشمل الحلول المحتملة لإقامة شراكات أكثر فعالية مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وزيادة مشاركة النساء والشباب والشعوب الأصلية والفئات الضعيفة في صنع القرارات.

مبادرة UN75

أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مبادرة UN75 والتي تركز بشكل كبير على الإصغاء لجميع الناس حول العالم وخاصة أصوات الشباب. ويعمل فريق UN75 على جمع وجهات النظر العامة بشأن التحديات العالمية، ووضع حلول لها، وذلك من خلال إجراء استطلاعات لمدة دقيقة (في 53 لغة) وإجراء حوارات، غالبيتها الساحقة تتم عبر الإنترنت، وينظمها الشركاء في جميع أنحاء العالم.

ويتم جمع المعطيات الأخرى عبر استطلاعات الرأي والأبحاث الأكاديمية وتحليل ما يدور في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نحو 70 دولة.

وسيتم عرض النتائج في الاحتفال الرسمي بالذكرى السنوية 75 على إنشاء الأمم المتحدة، في أيلول/سبتمبر 2020، وستركز UN75 على أفضل الطرق للمضي قدما وسيُنشر تقرير نهائي في كانون الثاني/يناير 2021.