منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحذر من توقف العمليات اللوجستية المتعلقة بالاستجابة لكوفيد-19 في حال عدم توفر دعم عاجل

يتلقى العاملون الصحيون في مستودع في جاكرتا معدات طبية من اليونيسف لدعم السلطات الصحية الإندونيسية في الاستجابة ل COVID-19.
©UNICEF/Arimacs Wilander
يتلقى العاملون الصحيون في مستودع في جاكرتا معدات طبية من اليونيسف لدعم السلطات الصحية الإندونيسية في الاستجابة ل COVID-19.

الأمم المتحدة تحذر من توقف العمليات اللوجستية المتعلقة بالاستجابة لكوفيد-19 في حال عدم توفر دعم عاجل

المساعدات الإنسانية

دعا مديرو جميع وكالات الأمم المتحدة الرئيسية مجتمع المانحين إلى توفير دعم عاجل لنظام إمدادات الطوارئ العالمي بمبلغ أولي قدره 350 مليون دولار بهدف تمكين التوسع السريع في الخدمات اللوجستية المشتركة خلال التصدي لجائحة كوفيد-19.

وجاء النداء الأممي بعد تعهد المانحين الدوليين بحوالي ربع المبلغ الذي طلبته الأمم المتحدة من أجل الاستجابة الطارئة لكوفيد-19 في مارس/آذار، والبالغ ملياري دولار.

وحذر المسؤولون الأمميون، في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، من أن كوفيد-19 يشكل خطرا جماعيا تواجهه البشرية وأكبر تحدٍ تمر به منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكدين أن هذه الجائحة لا تعرف حدودا، ولا تستثني أي دولة أو قارة، وتضرب بشكل عشوائي، وأن اللقاح ضد المرض قد يستغرق عاما على الأقل.

ومن بين الموقعين على الرسالة، مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة في حالات الطوارئ؛ ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي؛ د. تيدروس أدهانوم غبريسوس، مديرمنظمة الصحة العالمية؛ هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف؛ فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين.

أضرار غير متكافئة بسبب تعطل طرق الإمداد

وفي هذا السباق ضد عدو غير مرئي، دعا مسؤولو الأمم المتحدة جميع الدول إلى أن تقاوم، ولكن ليس عليها كلها أن تبدأ من نفس خط البداية. ففي البلدان التي يحتاج فيها أكثر الناس ضعفا في العالم إلى مساعدات وإمدادات إنسانية للقضاء على الجائحة، تسبب إلغاء الرحلات الجوية وتعطل طرق الإمداد في إلحاق أضرار بشكل غير متناسب. من مصلحة الجميع منع الفيروس من الانتشار، والتسبب في تدمير الأرواح والاقتصادات، والاستمرار في الدوران حول العالم.

وأشارت الرسالة إلى خطة الاستجابة الإنسانية العالمية المنسقة بقيمة 2 مليار دولار لمكافحة كوفيد-19، والتي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، في 25 آذار/مارس، بهدف تعزيز الاستجابة العالمية، كاشفة عن توفير حوالي 550 مليون دولار لتنفيذ الخطة حتى الآن، مع التعبئة والتعهد بموارد إضافية كبيرة.

كما أصدر صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ أيضا 95 مليون دولار لبدء الاستجابة لكوفيد-19، والمساعدة في احتواء انتشار الفيروس، والحفاظ على سلاسل التوريد، وتوفير المساعدة والحماية لأكثر الأشخاص ضعفا، بمن فيهم النساء والفتيات واللاجئون والمشردون داخليا. ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به.

يتم تحميل المعدات الطبية في طائرة بأديس أبابا، إثيوبيا، كجزء من "رحلة تضامن" أممية لتوصيل الإمدادات إلى البلدان الأفريقية التي تكافح جائحة الفيروس التاجي.
WFP/Edward Johnson
يتم تحميل المعدات الطبية في طائرة بأديس أبابا، إثيوبيا، كجزء من "رحلة تضامن" أممية لتوصيل الإمدادات إلى البلدان الأفريقية التي تكافح جائحة الفيروس التاجي.

 

استجابة سريعة تستهدف الأشخاص الأكثر ضعفا

وفي سبيل القيام بإنجاز أكبر على أرض الواقع، تشير الرسالة إلى قيام برنامج الأغذية العالمي بإعداد نظام لوجستي حيوي سيساعد في إنقاذ الأرواح ووقف انتشار الفيروس. يحتاج برنامج الأغذية العالمي الآن بشكل عاجل إلى تمويل إضافي لإنشاء محاور النقل الضرورية وتأجير السفن وتوفير طائرات الشحن والعاملين الصحيين وغيرهم من الموظفين الأساسيين.

تعد جميع عناصر خطة الاستجابة الإنسانية العالمية حاسمة وتحتاج إلى تمويل مستمر، ولكن بدون هذه الخدمات اللوجستية المشتركة، يمكن أن تتوقف الاستجابة العالمية. الآن ليس الوقت المناسب للإبطاء. لا أحد آمن حتى يصبح الجميع بأمان.

ستتيح هذه الخدمات، التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي، نيابة عن المجتمع الإنساني العالمي بأكمله، استجابة سريعة وفعالة لكـوفيد-19 للأشخاص الأكثر ضعفا. وأي تأخير في عملنا يمكن أن يقوض الجهود العالمية للسيطرة على الجائحة، وفقا للرسالة.

ويشمل توسيع نطاق خدمات الاستجابة المتعلقة بكوفيد-19 ما يلي: 

• إنشاء وتجهيز وإدارة محاور توحيد دولية ومناطق انطلاق إقليمية.

• خدمات الطيران والشحن الجوي.

• خدمات طيران الركاب، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب المزيد من انتشار الفيروس.

• خدمات الإخلاء الطبي للعاملين في الخطوط الأمامية.

• البنية التحتية وبناء مراكز العلاج.

• الجمع الفوري للبيانات عن بعد.

• استثمارات حاسمة مطلوبة لتقديم العمليات والخدمات بأمان.

ومهما تكن جسامة المهمة، أعرب المسؤولون الأمميون عن عزمهم على تلبية احتياجات الناس الملحة، مشددين على أن ترقية الخدمات المشتركة التي نعتمد عليها جميعا تعد أمرا بالغ الأهمية لتمكيننا من تلبية هذه الاحتياجات.

"كل إنسان، في كل دولة حول العالم، يواجه نفس التهديد المميت. كل خطوة إنجاز سريعة، تنقذ الأرواح. لقد شكلت جائحة كوفيد-19 تحديا فريدا للبشرية جمعاء، ولا يمكن إيقاف انتشارها إلا باستجابة عالمية فريدة."