منظور عالمي قصص إنسانية

كورونا: منظمة الصحة العالمية تنصح باتباع التباعد الجسدي في جميع الأوقات خلال شهر رمضان

سيدة تحمل طفلها حيث تقضي ليلها في مخيم مؤقت بقرية عتمة قرب الحدود التركية ليس لديها سوى البطانيات، بسب استمرار الأعمال العدائية في شمال حماة وجنوب إدلب ومحافظات حلب الغربية في سوريا.
© UNICEF/UN0318979/Ashawi
سيدة تحمل طفلها حيث تقضي ليلها في مخيم مؤقت بقرية عتمة قرب الحدود التركية ليس لديها سوى البطانيات، بسب استمرار الأعمال العدائية في شمال حماة وجنوب إدلب ومحافظات حلب الغربية في سوريا.

كورونا: منظمة الصحة العالمية تنصح باتباع التباعد الجسدي في جميع الأوقات خلال شهر رمضان

الصحة

يحلّ شهر رمضان المبارك ضيفا على بيوت المسلمين هذا العام بين شهري نيسان/أبريل وأيّار/مايو في ظل استمرار جائحة كوفيد-19، ومع اتخاذ العديد من البلدان إجراءات احترازية لمنع تفشي المرض منها منع التجمعات الدينية وإغلاق الجوامع، رغم أن السمة الأساسية لهذا الشهر تمتاز بالاعتكاف في المساجد والتجمعات الاجتماعية حول موائد الرحمن ومع الأسر والأصدقاء.

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية إرشادات خاصة تُعنى بالقيام "بممارسات رمضانية آمنة في سياق جائحة كوفيد-19" في الوقت الذي تتواصل الجهود الدولية لإيجاد لقاح وعقار للمرض، لاسيّما أن العدوى تنتشر بسبب المخالطة اللصيقة وعبر الرذاذ التنفسي وملامسة الأسطح الملوثة.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية اتباع الأفراد في أي تجمّع إجراءات التباعد الجسدي، والحفاظ على مسافر متر واحد على الأقل وفي جميع الأوقات، والالتزام بالتسليم عن بُعد دون ملامسة الأيدي أو التقبيل.

التجمع للضرورة

Tweet URL

وتؤكد المنظمة على أهمية منع أي تجمعات مرتبطة بشهر رمضان، مثل تلك التي تحدث في الولائم والأسواق والأماكن الترفيهية، والتعويض عنها ببدائل افتراضية مثل التلفزيون والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

لكن إذا دعت الضرورة للتجمع، فأشارت المنظمة أنه ينبغي أخذ الحيطة والحذر واتخاذ كافة التدابير الممكنة للحد من انتقال كوفيد-19.

ودعت المنظمة في إرشاداتها من تظهر عليهم الأعراض إلى تجنّب التجمعات والتوجه لطلب العلاج في حال الشعور بالتوعك أو ظهور أعراض، كما أهابت بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة تجنب التجمعات الدينية والاجتماعية باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة بمرض وخيم قد يؤدي للوفاة.

التخفيف من أثر التجمعات

ومن النصائح التي تقدمها منظمة الصحة العالمية للتخفيف من أثر التجمعات خلال شهر رمضان المبارك: إذا سُمح بإقامة تجمع في رمضان فيُنصح بإقامته في أماكن مفتوحة أو أماكن مغلقة فيها تهوية كافية، مع تقصير مدة الفعالية بأكبر قدر ممكن.

ويمكن تقسيم التجمعات إلى مجموعات صغيرة بدلا من إحياء الفعاليات في تجمعات كبيرة، والحفاظ على التباعد الجسدي من خلال تعيين أماكن خاصة بكل فرد عند أداء الصلاة والقيام بالوضوء، وتنظيم الدخول إلى المساجد وأماكن التجمعات والخروج منها لمنع التدافع والتجمهر.

وأشارت المنظمة إلى إمكانية تزويد أماكن التجمعات بعروض مرئية للتذكير بآداب السعال والعطس ورسائل عامة عن الوقاية من المرض.

تدابير خاصة بالنظافة

كما أوصت منظمة الصحة العالمية بتوفير الصابون إلى جانب مرافق الوضوء والمحاليل الكحولية لتعقيم اليدين عند الدخول أو الخروج من المساجد. وتشجع المنظمة على استخدام سجادات الصلاة الخاصة بكل شخص والامتناع عن الصلاة على السجادات العامة.

ومن تدابير الوقاية أيضا، التنظيف الروتيني لأماكن التجمع والوضوء ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة وقضبان السلالم باستخدام المطهرات والكحوليات.

هل يؤثر كوفيد-19 على الصوم؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، لم تُجر دراسات حتى الآن لمعرفة ارتباط المرض بالصيام، لكنّها أكدت أن بإمكان الأشخاص الأصحاء الصوم، لكن يُنصح المرضى بكـوفيد-19 بأخذ رخصة شرعية للامتناع عن الصوم وذلك بالتشاور مع أطبائهم.

يجب شرب كميات كافية من الماء بين فترة الإفطار والسحور وتناول الأغذية الطازجة وغير المعالجة -- منظمة الصحة العالمية

ودعت المنظمة إلى التغذية الصحية والسلمية خلال فترة الصيام وشرب كميات كافية من الماء بين فترة الإفطار والسحور وتناول الأغذية الطازجة وغير المعالجة. وفيما يتعلق بالمدخنين، شددت المنظمة على ضرورة الامتناع عن تعاطي التبغ في كل الظروف خاصة في شهر رمضان وفي ظل انتشار الجائحة، لاسيّما أن تلامس الأصابع والفم بالسجائر والشيشة، خاصة عند التشارك مع أكثر من شخص فيها، يسهل كثيرا من انتقال العدوى.

دور رجال الدين

وشددت منظمة الصحة العالمية على أهمية دور رجال الدين في توعية ونصح الأفراد والمجتمعات بأهمية التباعد الجسدي للحفاظ على صحة الجميع، وإبلاغهم بآخر المستجدات المتعلقة بتعليق الأنشطة أو طرق تطبيق التدابير المخففة خلال التجمعات في شهر رمضان.

كما يضطلع رجال الدين وقيادات المنظمات الدينية بدور مهم في مناهضة العنف ضد النساء والأطفال وذلك عبر خطاباتهم، مع تزايد حالات العنف الأسري خلال فترة القيود المفروضة في الكثير من دول العالم، وتقديم الدعم للضحايا وتشجيعهم على التماس المساعدة.