منظور عالمي قصص إنسانية

الخوف من تفشي فيروس كورونا يعم مخيم باريشا للنازحين السوريين في ريف إدلب

 مخيم باريشا للنازحين من ذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل اللواتي نزحن من قرى إدلب
Video Screen Shot
مخيم باريشا للنازحين من ذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل اللواتي نزحن من قرى إدلب

الخوف من تفشي فيروس كورونا يعم مخيم باريشا للنازحين السوريين في ريف إدلب

المهاجرون واللاجئون

مع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، تخشى بعض العائلات الأكثر ضعفاً في سوريا من الأسوأ، لأنها لا تزال تعيش في ظروف سكنية مزدحمة في ظل رعاية صحية محدودة.

قصي الخطيب، هي أرملة نزحت من "كفر نابل" بمحافظة إدلب مع اشتداد القصف والقتال على البلدة. تعيش قصي مع أطفالها السبعة وحفيديها في مخيم “باريشا” للنازحين منذ أكثر من عشرة أشهر.

نحن تسعة أشخاص في غرفة واحدة. نحن نواجه الكثير من المصاعب في هذا المكان--قصي الخطيب، نازحة سورية 

وعن ذلك تشرح قصي: "أعيش في غرفة واحدة مع أطفالي. ولدى ابنتي طفلان. نحن تسعة أشخاص في غرفة واحدة. نحن نواجه الكثير من المصاعب في هذا المكان ".

قصي قلقة كثيرا من العواقب في حال وصول جائحة فيروس كورونا إلى المخيم.

عام 2019، تأسس مخيم باريشا للنازحين من ذوي الاحتياجات الخاصة والأرامل اللواتي نزحن من "كفر نابل". وهناك 410 عائلة تعيش في هذا المخيم.

هناك 410 عائلة تعيش في مخيم باريشا للاجئين
Video Screen Shot
هناك 410 عائلة تعيش في مخيم باريشا للاجئين

كيف السبيل لحماية العائلة من الجائحة في ظل حياة المخيم؟

ويعتري الخوف قصي من انتشار فيروس كورونا في المخيم، خاصة وأنه ينتشر في جميع أنحاء العالم، على حد قولها: "نحن خائفون لأن هناك عددا كبيرا من الناس هنا في المخيم ونحن على اتصال دائم مع بعضنا البعض. مياهنا مشتركة. طعامنا مشترك. نتشارك الخبز فيما بيننا. الخيام قريبة من بعضها البعض. نحن خائفون جدا من انتشار الجائحة هنا ".

الاحتياجات الإنسانية في شمال غرب سوريا لا تزال مرتفعة جدا، فيما نواصل توسيع استجابتنا عبر الحدود مع تركيا، لتلبية احتياجات 2.8 مليون شخص-- الأمم المتحدة

وأكدت أنها تفعل كل ما في وسعها لحماية عائلتها من الفيروس. وتشعر بتوتر في كل مرة يلعب فيها الأطفال في الخارج، فتهرع إلى غسل أيديهم بالماء والصابون لدى عودتهم إلى الخيمة، ولكنها شددت على أن إمدادات المياه محدودة وغير كافية في المخيم.

وفيما أشارت إلى أن متطوعين قدموا إلى المخيم وعقموا الخيام وما حولها، غير أنها لفتت الانتباه إلى عدم توفر مواد التعقيم أو معدات الحماية الشخصية مثل أقنعة الوجه، وأن سكان المخيم غير قادرين على شرائها.

هناك مصدر واحد للمياه في مخيم باريشا للنازحين
Video Screen Shot
هناك مصدر واحد للمياه في مخيم باريشا للنازحين

المخيم بحاجة ماسة إلى الدعم الطبي

ما يستدعي القلق أيضا عدم وجود طبيب في المخيم.

وتوضح قصي أن هناك مركزا طبيا ولكن "لا يوجد لدينا طبيب". ويساعد هذا المركز في تطبيب بعض العوارض البسيطة مثل نزلات البرد والصداع.

وتقول قصي إن الجميع قلق من احتمال إصابة أحدهم بهذا الفيروس، وذلك "لعدم وجود مختبرات، أو أطباء للكشف عن الإصابة بسرعة حتى نتمكن من اتخاذ الاحتياطات".

وقالت "نحن قلقون جدا بشأن هذه الأزمة. ليس لدينا طبيب. فقط مركز طبي بسيط"، مشيرة بخوف إلى مستقبل عائلتها.

"أنا لا أعرف إلى أين تأخذنا هذه الحياة. أين سينتهي بنا الأمر؟ أين سنذهب؟ هل سنعود يوماً ما إلى بيوتنا، أم سنبقى هكذا؟ "

تأسس مخيم باريشا للنازحين عام 2019
Video Screen Shot
تأسس مخيم باريشا للنازحين عام 2019

مساندة ودعم الأمم المتحدة للمخيم

هذا ويعمل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) مع شركائه على مدار الساعة للتخفيف من مخاطر كوفيد-19، غير أنه أشار إلى حاجة ماسة إلى المزيد من الموارد.

ولا تزال الأمم المتحدة قلقة بشأن سلامة وحماية أكثر من أربعة ملايين مدني في شمال غرب سوريا، أكثر من نصفهم من النازحين داخلياً. وقد نزح حوالي 940,000 شخص منذ 1 ديسمبر/ كانون الأول 2019 في شمال غرب سوريا. أكثر من 80 في المائة من النازحين هم من النساء والأطفال.

وذكرت الأمم المتحدة أن الاحتياجات الإنسانية في شمال غرب سوريا لا تزال مرتفعة بشكل كبير، فيما تواصل توسيع استجابتها عبر الحدود من تركيا، لتلبية احتياجات 2.8 مليون شخص.

أنا لا أعرف إلى أين تأخذنا هذه الحياة. أين سينتهي بنا الأمر؟ أين سنذهب؟ هل سنعود يوماً ما إلى بيوتنا، أم سنبقى هكذا؟--قصي الخطيب، نازحة سورية

خلال شهر آذار/مارس، عبرت أكثر من 1480 شاحنة إلى سوريا من تركيا، مما وفر المساعدة الضرورية لإنقاذ الأرواح. ويعد ذلك أكبر عدد من الشاحنات المرسلة في شهر واحد منذ بدء الشحن عبر الحدود في عام 2014.

وأكدت الأمم المتحدة  أنها تواصل الدعوة إلى الوقف الكامل للأعمال العدائية وتحث جميع الأطراف، ومن لهم تأثير عليها، على ضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.