منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى توفير حماية أكبر للأطفال المتأثرين بأزمة كوفيد-19

ممرضة تقيس درجة حرارة طفلة في مركز للرعاية الصحية الأولية في بيروت، لبنان، أثناء تفشي COVID-19.
© UNICEF/Fouad Choufany
ممرضة تقيس درجة حرارة طفلة في مركز للرعاية الصحية الأولية في بيروت، لبنان، أثناء تفشي COVID-19.

الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى توفير حماية أكبر للأطفال المتأثرين بأزمة كوفيد-19

الصحة

كشف تقرير جديد للأمم المتحدة، صدر يوم الخميس، أن تسارع وتيرة الركود العالمي، يمكن أن يسفر عن وفيات إضافية بين صفوف الأطفال تتراوح بين 180 و300 ألف حالة وفاة في عام 2020، مما يعكس المكاسب الأخيرة في الحد من وفيات الرضع.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لدعم أطفال العالم في خضم الأزمة العالمية.

ولحسن الحظ، يشير الأمين العام إلى نجاة الأطفال، حتى الآن، إلى حد كبير، من أشد أعراض هذا المرض حدّة، إلا أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب، مناشدا العائلات، في كل مكان، والقادة على جميع المستويات حماية أطفالنا.

ويخلص التقرير إلى أن التأثير الاجتماعي والاقتصادي للوباء، إلى جانب تدابير التخفيف من انتشار الفيروس التاجي الجديد، يمكن أن تكون كارثية لملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم.

ويفصل كيف تعرض الأزمة حياة الأطفال للخطر في المجالات الرئيسية التي تشمل التعليم والغذاء والسلامة والصحة.

التعليم في ظل الحجر

عمليا، أصبح جميع الطلاب في جميع أنحاء العالم خارج المدرسة بسبب الجائحة.

ما يقرب من 190 دولة فرضت إغلاق المدارس، مما أثر على 1.5 مليار طفل وشاب.

وأشار التقرير إلى أن جميع التلاميذ لا يذهبون تقريبا إلى المدرسة. وبالرغم من أن بعض المدارس تتيح فرصة التعليم عن بعد، إلا أن هذا غير متاح للجميع. والأطفال في البلدان التي تكون فيها خدمات الإنترنت بطيئة وباهظة التكلفة محرومون بشدة من هذه الفرصة.

ملعب فارغ في مدرسة ابتدائية في ريدجفيلد، بولاية كونيتيكت الأمريكية، في أعقاب إغلاق مؤقت للمدرسة.
©UNICEF/JC McIlwaine
ملعب فارغ في مدرسة ابتدائية في ريدجفيلد، بولاية كونيتيكت الأمريكية، في أعقاب إغلاق مؤقت للمدرسة.

ملايين الأطفال محرومون من التغذية المدرسية

ووفقاً للتقرير، تعتبر تغذية الأطفال مصدر قلق كبير آخر.

وأوضح الأمين العام أن 310 ملايين من التلاميذ - وهو رقم مذهل يضاهي نصف مجموع عدد التلاميذ على الصعيد العالمي – يعوِّلون على المدرسة للحصول على مصدر للتغذية اليومية بشكل منتظم. وحتى قبل أن تظهر جائحة كوفـيد-19، كان العالم يواجه معدلات غير مقبولة من سوء التغذية والتقزم لدى الأطفال.

وفي الوقت نفسه، فإن إجراءات الإغلاق التي تم تنفيذها على عجل تخاطر بتعطيل سلاسل الإمدادات الغذائية والأسواق المحلية، مما يشكل تهديدا خطيرا محتملا على أمكانية الحصول على الغذاء.

السلامة في المنزل ومن خلال الإنترنت

فتاة صغيرة في بودغوريتشا، الجبل الأسود، تجلس أمام كمبيوتر محمول ممسكة برأسها بين يديها.
©UNICEF/Dusko Miljanic
فتاة صغيرة في بودغوريتشا، الجبل الأسود، تجلس أمام كمبيوتر محمول ممسكة برأسها بين يديها.

 

مع خروج الأطفال من المدارس، وفي ظل الحجر المفروض على مجتمعاتهم المحلية وتزايد حدة الركود العالمي، يبين تقرير الأمين العام أن مستويات إجهاد الأسرة آخذة في الارتفاع. وقد يكون الأطفال ضحايا وشهودا في آن واحد فيما يخص حوادث العنف المنزلي والاعتداء.

وتطرق التقرير إلى خطر تسرب الفتيات من المدرسة، مما يؤدي إلى زيادة حالات حمل المراهقات.

الوقت المتزايد وغير المنظم الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت قد يعرضهم لمحتوى ضار وعنيف

وشدد التقرير على ضرورة عدم إغفال المخاطر المتزايدة التي يواجهها الأطفال وهم يقضون وقتا أطول على شبكة الإنترنت، مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يعرض الأطفال للاستغلال الجنسي والإغواء على الشبكة، وقد يؤدي عدم التواصل وجها لوجه مع الأصدقاء والرفقاء إلى زيادة المخاطرة مثل إرسال الصور الإباحية.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وشركاؤها بأنه مع اعتماد المزيد من الأطفال على التكنولوجيا للتعلم والتواصل الاجتماعي، يزداد خطر إساءة المعاملة والاستغلال عبر الإنترنت.

وأكد الأمين العام المسؤولية الخاصة التي تتحملها شركات وسائط التواصل الاجتماعي في ضمان حماية الطفل على الإنترنت.

كما أن الوقت المتزايد وغير المنظم الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت قد يعرضهم لمحتوى ضار وعنيف بالإضافة إلى زيادة خطر التنمر عبر الإنترنت، بحسب تقرير الأمين العام.

وأشار التقرير إلى أن الحكومات وأولياء الأمور يقع عليهم جميعا دور في الحفاظ على سلامة الأطفال. وتقع على عاتق شركات وسائل التواصل الاجتماعي مسؤولية خاصة لحماية الضعفاء.

صحة الأطفال

أشار التقرير إلى أن انخفاض الدخل سيؤدي إلى إجبار الأسر الفقيرة على تقليص نفقاتها الصحية والغذائية الأساسية، وهو ما يؤثر بصفة خاصة على الأطفال والنساء الحوامل والأمهات المرضعات.

وقد عُلِّقت حملات التحصين ضد شلل الأطفال. وتوقفت حملات التحصين ضد الحصبة فيما لا يقل عن 23 بلدا. وعندما تتحمل الخدمات الصحية عبئا يتجاوز طاقتها، تقل فرص حصول الأطفال المرضى على الرعاية الصحية.

وحذر الأمين العام من أنه مع تسارع وتيرة الركود العالمي، قد تحدث مئات الآلاف من وفيات جديدة بين صفوف الأطفال في عام 2020.
 

الأطفال في حالات النزاع؛ والأطفال اللاجئون والمشردون؛ والأطفال ذوو الإعاقة

طفل يتلقى الطعام في مخيم كوكس بازار في بنغلاديش. يقوض كوفيد-19 جهود القضاء على الجوع.
WFP/Saikat Mojumder
طفل يتلقى الطعام في مخيم كوكس بازار في بنغلاديش. يقوض كوفيد-19 جهود القضاء على الجوع.

وقال الأمين العام، في تقريره، إن ما بدأ كحالة طوارئ في مجال الصحة العامة قد تحوَّل إلى اختبار هائل لمدى قدرة العالم على الوفاء بوعده بعدم ترك أي أحد يتخلف  عن الركب.

وحث التقرير الحكومات والجهات المانحة على إعطاء الأولوية لتعليم جميع الأطفال. كما أوصى بتقديم المساعدة الاقتصادية، بما في ذلك التحويلات النقدية، إلى الأسر منخفضة الدخل والتقليل إلى أدنى حد من حالات توقف الخدمات الاجتماعية وخدمات الرعاية الصحية للأطفال. وأضاف التقرير:

"يجب علينا أيضا أن نعطي الأولوية لأكثر الفئات ضعفا - الأطفال في حالات النزاع؛ والأطفال اللاجئون والمشردون؛ والأطفال ذوو الإعاقة."

وأخيرا، دعا الأمين العام إلى أهمية أن نلتزم بإعادة البناء على نحو أفضل باستغلال فرصة التعافي من مرض كوفيد-19 للوصول إلى اقتصاد ومجتمع أكثر استدامة وشمولا للجميع، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.