منظور عالمي قصص إنسانية

بمناسبة مرور 26 عاما على الإبادة الجماعية في رواندا: الأمين العام يحث على مناهضة خطاب الكراهية وكره الأجانب

اللاجئون الروانديون الذين فروا من البلاد أثناء الإبادة الجماعية تم تصويرهم وهم يعودون إلى ديارهم في عام 2005.
UN Photo/John Isaac
اللاجئون الروانديون الذين فروا من البلاد أثناء الإبادة الجماعية تم تصويرهم وهم يعودون إلى ديارهم في عام 2005.

بمناسبة مرور 26 عاما على الإبادة الجماعية في رواندا: الأمين العام يحث على مناهضة خطاب الكراهية وكره الأجانب

شؤون الأمم المتحدة

تخليدا لذكرى أكثر من مليون شخص قُتلوا بشكل منهجي في رواندا، على مدار 100 يوم فقط، قبل 26 عاما، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى عدم السماح أبدا لمثل هذه الفظائع بأن تحدث مجددا.

وتحيي الأمم المتحدة في السابع من نيسان/ إبريل اليوم الدولي للتفكّر في الإبادة الجماعية التي وقعت في عام 1994 ضد التوتسي في رواندا. ويصادف هذا اليوم بداية الإبادة الجماعية التي وقعت في ذلكم العام.

وتكريما لكل من لقوا حتفهم وكذلك الناجين من المذبحة ضد الغالبية من التوتسي، ولكن أيضا الهوتو وغيرهم ممن عارضوا المذبحة، قال السيد أنطونيو غوتيريش، في رسالته:

"يجب أن نناهض خطاب الكراهية وكره الأجانب ونرفض قوى الاستقطاب والنعرات القومية والحمائية."

وفي حين أن جائحة كـوفيد-19 قد حالت دون قيام الحدث التذكاري المعتاد في مقر الأمم المتحدة، فقد تم إحياء اليوم من خلال احتفال افتراضي، حيث تم تذكر الضحايا والناجين من الإبادة الجماعية لعام 1994، بتجديد الالتزام بوضع علامات الإنذار المبكر والحماية الجماعية لكافة الأشخاص المتضررين من النزاعات والأزمات. وأوضح الأمين العام قائلا:

"إننا لن نقوى على التصدي للتحديات العالمية العديدة التي تواجهنا، سواء تعلق الأمر بفيروس COVID-19 أم بتغير المناخ، إلا إذا اعترفنا بأننا جميعا أسرة بشرية واحدة نعيش معا في الكوكب نفسه."

وقال الأمين العام إن أولئك الذين نجوا من الإبادة الجماعية يلهمون "المصالحة والإصلاح،" مشددا على أنه ومنذ أن وقعت الإبادة الجماعية أثبتت رواندا أن من الممكن النهوض من تحت الأنقاض وتضميد الجراح وبناء مجتمع أقوى وأكثر استدامة.

وفي الختام، حث الأمين العام الجميع على الاستلهام من العبرة التي ما زلنا نستمدها من رواندا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة ذكرىالإبادة الجماعية المرتكبة ضد التوتسي في رواندا عام 1994

 

محاربة الكراهية

وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي إن الإبادة الجماعية في رواندا قد هزت ضمير العالم، مشيرا إلى أن مسؤوليتنا الجماعية تحتم إعادة الالتزام بحماية المدنيين ومنع وقوع الإبادة الجماعية مرة أخرى.

وأوضح السيد باندي أن "التدخل المبكر هو أمر أساسي، ويجب أن نعطي الأولوية للشمول من خلال تعزيز التسامح، ومكافحة خطاب الكراهية، وتعزيز الحوار بين الثقافات."

وفي ذكرى الضحايا، حث السيد باندي الجميع على "مواجهة الكراهية في جميع مظاهرها،" محييا الناجين الشجعان والذين حاولوا منع القتل. وأثني على جميع القوات الرواندية المنتشرة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام حول العالم، قائلا إن خدمتهم المنبثقة من التضحية "تمنحنا الأمل."

وقال رئيس الجمعية العامة إنه وعلى مدى السنوات الـ 26 الماضية، أصبحت البلاد معروفة بالسلام والازدهار، قائلا: "نتطلع إلى أيام أكثر إشراقا أمام الروانديين، الذين لا يزالون متحدين في التزامهم بالمصالحة." ودعا إلى التعلم من تجربتهم.

ندوب وصدمات عميقة في حياة الناجين

وعلى الرغم من مرور 26 عاما، أشارت المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، تاتيانا فالوفايا إلى أن "ذكريات هذه المأساة ما زالت حية إلى حد كبير،" قائلة إن الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 أدت إلى تغيير العقلية الجماعية لأمة بأكملها وتركت ندوبا وصدمات عميقة في حياة الناجين."

وأشارت إلى أن الأجيال القادمة ستستمر في "تحمل الألم الذي لا يطاق الناجم عن فقدان أفراد الأسرة والأصدقاء." وقالت إنه وعلى الرغم من أن رواندا تعلمت من مأساتها، إلا أن تواتر حدوث الفظائع الجماعية المنذرة بالخطر، تبين أن المجتمع الدولي لم يتعلم. ففي جميع أنحاء العالم، هناك موجة كبيرة من كراهية الأجانب والعنصرية ومعاداة السامية والتعصب. وأضافت بالقول:

"إن الخطاب الذي يحض على الكراهية لا يتحدى قواعد ومبادئ حقوق الإنسان فحسب، بل يقوض أيضا التماسك الاجتماعي، ويقوض القيم المشتركة ويضع الأساس للعنف - ويعيق قضية السلام والاستقرار وإعمال حقوق الإنسان للجميع."

وقالت المسؤولة الأممية إنه وبعد أكثر من عقد من الزمان، يظل منع الإبادة الجماعية "مهمة أساسية في عصرنا، مشيرة إلى أن الحفاظ على الذاكرة حية وتعزيز التسامح والقيم الإنسانية والتعايش السلمي سيثبت أن التنوع مصدر قوة وليس تهديدا.