منظور عالمي قصص إنسانية

في الذكرى الأولى لشنّ المشير حفتر هجوما على العاصمة الليبية طرابلس، أونسميل تكرر أهمية وقف القتال وتوحيد الصف لدحر جائحة كورونا

الأطفال من أكثر المتضررين من الصراع في ليبيا. (من الأرشيف)
UNOCHA/Giles Clarke
الأطفال من أكثر المتضررين من الصراع في ليبيا. (من الأرشيف)

في الذكرى الأولى لشنّ المشير حفتر هجوما على العاصمة الليبية طرابلس، أونسميل تكرر أهمية وقف القتال وتوحيد الصف لدحر جائحة كورونا

السلم والأمن

كررت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) دعوتها جميع الأطراف الليبية إلى وقف القتال وتوحيد الصف، خاصة وأن جائحة كوفيد-19 أطالت برأسها، في ظل تقارير تفيد بوقوع 10 إصابات حتى الآن ووفاة واحدة في ليبيا.

وفي بيان أصدرته اليوم السبت، في الذكرى الأولى لشنّ قوات قائد "الجيش الوطني الليبي"، المشير خليفة حفتر، هجومها للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، أوضحت أونسميل أنه في ظل جائحة كوفيد-19، التي تتفشى في ليبيا كما هو الحال في جميع أنحاء العالم، "ينبغي على أطراف النزاع الليبية والأطراف الخارجية الداعمة لها الاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والعديد من الليبيين المعنيين، لوقف هذه الحرب على الفور".

وفي بيانها أشارت البعثة إلى أن هذه الجائحة لا تعترف بالحدود الوطنية ولا الخطوط الأمامية وتمثل أكبر تهديد قريب المدى على سلامة الشعب الليبي.

وفي هذا السياق، ناشدت البعثة جميع المعنيين "تفعيل الهدنة الإنسانية على الفور ووقف جميع العمليات العسكرية بغية إتاحة المجال للسلطات الليبية للتصدي لخطر جائحة كوفيد-19".

آثار الحرب المدمرة

ومنذ الرابع من نيسان/أبريل 2019، "تصاعدت حدة النزاع ليأخذ شكل حرب بالوكالة خطيرة- وربما حرب لا نهاية لها تغذيها قوى خارجية مغرضة، مما أدى إلى توسيع النطاق الجغرافي لهذه الحرب والمدنيون هم من يدفع أبهظ الأثمان".

بدد هجوم قوات المشير حفتر آمال الكثير من الليبيين بتحقيق انتقال سياسي سلمي من خلال الملتقى الوطني --أونسميل

كما تدهور الوضع الإنساني إلى مستويات لم تشهدها ليبيا من قبل. ففي الفترة بين 1 نيسان/ أبريل 2019 و31 آذار/ مارس 2020، وثقت بعثة الأمم المتحدة للدعم في لبيبا وقوع ما لا يقل عن 685 ضحية بين المدنيين (356 قتيلاً و329 جريحاً). فيما أضطر حوالي 149 ألف شخص داخل طرابلس وما حولها إلى الفرار من منازلهم منذ بداية الهجوم. ولا يزال ما يربو على 345 ألف مدني في مناطق المواجهة بالإضافة إلى 749 ألف شخص يقدر أنهم يعيشون في مناطق متضررة من الاشتباكات. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 893 ألف شخص في حاجة إلى المساعدة الإنسانية.

كما ألحقت الحرب، التي مضى عليها عام حتى الآن، خسائر فادحة بالاقتصاد المتعثر أصلاً.

وقد بدد هجوم قوات المشير حفتر آمال الكثير من الليبيين بتحقيق انتقال سياسي سلمي من خلال الملتقى الوطني الذي كان يمكن أن يمهد السبيل لتوحيد مؤسسات البلاد التي طال أمد انقسامها وذلك عبر انتخابات برلمانية ورئاسية..

ما الذي تقوم به الوكالات الإنسانية في الميدان؟

Tweet URL

ولم تدخر بعثة الأمم المتحدة وأسرة الأمم المتحدة في أي جهد لمعالجة الآثار المدمرة التي تسببت بها الحرب بالفعل. كما تعكف وكالات الأمم المتحدة الإنسانية الآن على العمل على مدار الساعة مع السلطات الليبية المعنية في جميع أنحاء البلاد للتصدي لجائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، اجتمع اليوم كل من الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني ويليامز(عبر تقنية الفيديو عن بعد) ونائبها ومنسق الشؤون الإنسانية يعقوب الحلو، وممثلة منظمة الصحة العالمية إليزابيت هوف، ومدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نيلز سكوت مع اللجنة الوطنية العليا لمواجهة كوفيد-19.

ووفقا لما أعلنته أونسميل اليوم عبر توتير، ناقش فريق الأمم المتحدة واللجنة - المكونة من المركز الوطني لمكافحة الأمراض وعدة وزارات بينها وزارات الصحة، والخارجية، والداخلية، والمالية والحكم المحلي، وجهات أخرى - سبل تعزيز التنسيق القائم وضمان الجهوزية التامة لدى مختلف الجهات لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

وبحسب المتحدث باسم مفوضية اللاجئين، بابار بالوش، "توفر المفوضية والشركاء مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف والحاويات والعيادات المتنقلة في الخيام لدعم خدمات الرعاية الصحية المحلية." كما تسعى المفوضية إلى رفع مستوى الوعي إزاء كوفيد-19 في البلد التي أثقل كاهله النزاع، خاصة في صفوف المهاجرين وطالبي اللجوء والمواطنين الليبيين عبر النشرات التوعوية والرسائل النصية ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف تقليل مخاطر التعرّض للمرض.

دعوة إلى الانخراط مجددا في المسارات الثلاثة

ووفق بيان البعثة  يستمر تدفق المقاتلين الأجانب ومنظومات الأسلحة المتطورة إلى البلاد دون انقطاع، مما أدى إلى تصاعد العنف كنتيجة مباشرة لاستخدامها في ساحة المعركة. وعلى الرغم من الالتزامات التي تعهد بها جميع المشاركين في مؤتمر برلين، إلا أن بعض هذه الدول قد استمرت رغم ذلك وبكل تعنت في إعادة إمداد هذا الطرف أو ذاك باستخفاف صارخ بحظر التسليح.

وكانت ستيفاني وليامز، الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، قد أدانت بشدة، القصف المتكرر الذي استهدف منطقة عين زارة، بما في ذلك سجن الرويمي، والذي شنّته، بحسب التقارير، قوات تابعة لـ "الجيش الوطني الليبي."

وحذرت الممثلة الخاصة بالإنابة من أن "استمرار الاقتتال ينذر بخطر انتشار كـوفيد-19". وجددت مناشدتها جميع أطراف النزاع في ليبيا احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، والالتزام بالتعهدات التي قطعتها علنا بوقف جميع العمليات العسكرية، ووضع مصالح شعبها والمجتمعات المحلية أولا وفوق أية اعتبارات أخرى.

وفي بيانها اليوم، كررت البعثة الأممية هذا النداء، ودعت "أطراف هذا النزاع، ومن يقف وراءهم من جهات خارجية، إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار المقترح في جنيف، وتبني مخرجات مؤتمر برلين وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2510 والانخراط دون إبطاء في المسارات الثلاثة (العسكرية والسياسية والاقتصادية)، التي يدعو إليها هذا الاتفاق بقيادة الليبيين، وتيسرها الأمم المتحدة".