منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يدعو إلى أخذ حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا

محمود، طفل مصري مصاب بالتوحد.
© UNICEF/Rehab El-Dalil
محمود، طفل مصري مصاب بالتوحد.

الأمين العام يدعو إلى أخذ حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا

حقوق الإنسان

تحيي الأمم المتحدة، اليوم الخميس، اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، اعترافا واحتفالا بحقوق الأشخاص المصابين بمرض التوحد. ويقع احتفال هذا العام في خضم أزمة صحية لم نشهد لها مثيلا طوال حياتنا - أزمة تعرض الأشخاص المصابين بالتوحد لخطر لا يتناسب مع وضعهم نتيجة لفيروس كورونا وتأثيره في المجتمع.

ويهدف احتفال هذا العام 2020 إلى تركيز الانتباه على القضايا ذات الأهمية المتعلقة بالانتقال إلى مرحلة البلوغ من مثل أهمية المشاركة في الثقافة الشبابية وتقرير المصير المجتمعي وعملية صنع القرار، والحصول على التعليم العالي وفرص العمل، والعيش المستقل.

وفي رسالة بهذه المناسبة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن للأشخاص المصابين بالتوحد الحق في تقرير المصير، والاستقلال وإدارة شؤونهم بأنفسهم، وكذلك الحق في التعليم والعمل على قدم المساواة مع الآخرين.

وقال الأمين العام إن انهيار نُظم وشبكات الدعم الحيوي نتيجة لمرض كـوفيد-19 يزيد من صعوبة العقبات التي يواجهها الأشخاص المصابون بالتوحد في سياق ممارسة هذه الحقوق، داعيا إلى أن نضمن ألا يؤدي أي تعطيل مطول ناجم عن حالة الطوارئ إلى انتكاسات في الحقوق التي جهد الأشخاص المصابون بالتوحد والمنظمات الممثلة لهم للنهوض بها. وأضاف الأمين العام:

"يجب عدم انتهاك حقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، عندما تتفشى الأوبئة. وتقع على عاتق الحكومات مسؤولية ضمان أن تشمل استجابتها مراعاة الأشخاص المصابين بالتوحد. وينبغي ألا يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد أبدا التمييز عند التماس الرعاية الطبية."

سامر طفل عراقي في العاشرة من العمر، مصاب بالتوحد. فر مع أسرته من الموصل أثناء أعمال العنف، ولجأوا إلى لبنان. على مدى سنين كان سامر يعيش في عزلة، إلى أن منحه مركز مجتمعي في لبنان فرصة للتواصل مع الأطفال الآخرين.
UNIFEED
سامر طفل عراقي في العاشرة من العمر، مصاب بالتوحد. فر مع أسرته من الموصل أثناء أعمال العنف، ولجأوا إلى لبنان. على مدى سنين كان سامر يعيش في عزلة، إلى أن منحه مركز مجتمعي في لبنان فرصة للتواصل مع الأطفال الآخرين.

 

إتاحة إمكانية الوصول إلى نظم الرعاية

وشدد الأمين العام على ضرورة الاستمرار بإتاحة إمكانية وصولهم إلى نظم الدعم اللازمة لبقائهم في بيوتهم ومجتمعاتهم المحلية طوال فترات الأزمات، بدلا من مواجهة احتمال الإيداع القسري في المؤسسات.

ودعا الجميع إلى ضرورة القيام بدور في كفالة تلبية احتياجات الأشخاص الذين يتأثرون أكثر من غيرهم بمرض فيروس كورونا خلال هذه الفترة الصعبة، وتقديم معلومات عن التدابير الوقائية في أشكال يسهل الوصول إليها.

دعونا نقف معا، وندعم بعضنا بعضا ونبدي تضامننا مع الأشخاص المصابين بالتوحد

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه يجب علينا أيضا أن نعترف بأنه عندما تستخدم مدارس التعليم عبر الإنترنت، فإن الطلاب الذين يستخدمون طرقا غير معيارية للتعلم يمكن أن يكونوا في وضع غير مؤات. وينطبق الأمر نفسه على مكان العمل وعلى العمل من بعد.

ضرورة التشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة

وحتى في هذه الأوقات التي لا يمكن التنبؤ بها، شدد السيد غوتيريش على أن نلتزم بالتشاور مع الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات التي تمثلهم، وضمان أن تكون أساليبنا غير التقليدية في العمل، والتعلم والتواصل بعضنا مع بعض، وكذلك استجابتنا العالمية لفيروس كورونا، شاملة للجميع وفي متناول الناس كافة، بمن فيهم الأشخاص المصابون بالتوحد. وأضاف:

"يجب أن تؤخذ حقوق الأشخاص المصابين بالتوحد في الاعتبار عند صياغة جميع الاستجابات لمرض فيروس كورونا. وفي اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، دعونا نقف معا، وندعم بعضنا بعضا ونبدي تضامننا مع الأشخاص المصابين بالتوحد."

ماذا تعرف عن التوحد؟

طوابع أصدرتها الأمم المتحدة في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد
Photo: UNPA
طوابع أصدرتها الأمم المتحدة في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد

 

التوحد هو حالة عصبية مدى الحياة تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي. ويشير مصطلح التوحد إلى مجموعة من الخصائص. وإن من شأن تقديم الدعم المناسب لهذا الاختلاف العصبي والتكيف معه وقبوله أن يتيح للمصابين بهذا المرض التمتع بتكافؤ الفرص والمشاركة الكاملة والفعالة في المجتمع.

وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 2 نيسان/أبريل بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى المساعدة على تحسين نوعية حياة الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من العيش حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع.