منظور عالمي قصص إنسانية

غوتيريش: تغيّر المناخ وفيروس كورونا مشكلتان خطيرتان تتطلبان استجابة محددة ويجب قهرهما

الأحوال الجوية المتطرفة أدت إلى فيضانات في دول مثل سلوفينيا
WMO/Matej Štegar
الأحوال الجوية المتطرفة أدت إلى فيضانات في دول مثل سلوفينيا

غوتيريش: تغيّر المناخ وفيروس كورونا مشكلتان خطيرتان تتطلبان استجابة محددة ويجب قهرهما

المناخ والبيئة

يأتي تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية السنوي بشأن مظاهر تغيّر المناخ وتداعياتها على كوكبنا وحياتنا تزامنا مع تفشي فيروس كورونا المستجد في العديد من الدول ومساعي احتواء الفيروس والقضاء عليه.

ويرجّح تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المعنون "بيان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن حالة المناخ العالمي في 2019" أن يشهد العالم في السنوات الخمس المقبلة رقما قياسيا جديدا كل عام في درجات الحرارة العالمية. ووثقت المنظمة ظواهر الطقس والمناخ وتداعياتها على التنمية الاجتماعية-الاقتصادية، والصحة البشرية والهجرة والنزوح والأمن الغذائي والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.

2020 سنة محورية لمعالجة حالة الطوارئ المناخية -- الأمين العام أنطونيو غوتيريش

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مع الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد في المقرّ الدائم بنيويورك، قال السيّد غوتيريش إن 2020 سنة محورية لمعالجة حالة الطوارئ المناخية. وأضاف: "المؤشرات واضحة وضوح الشمس، فالاحترار العالمي يتسارع، وعام 2019 سجّل ثاني أعلى حرارة (بعد عام 2016) والعقد الماضي كان الأكثر حرارة في تاريخ البشرية."

تغيّر المناخ وفيروس كورونا

وأشار الأمين العام إلى أن تفشي فيروس كورونا المستجد لن يشتت الانتباه عن قضية تغيّر المناخ أو انعدام المساواة أو غيرها من القضايا الملحة. وأضاف: "كلاهما فيروس كورونا والتغيّر المناخي مشكلتان خطيرتان تتطلبان استجابة محددة من الحكومة والمؤسسات والمواطنين. ويجب قهرهما."

إلا أن الأمين العام شدد على أن المشكلتين تختلفان في طبيعتهما، إذ أن إحداهما ( كورونا) مؤقتة ومن المتوقع أن تكون تداعياتها مؤقتة. لكن التغير المناخي موجود منذ سنوات وسيظل معنا لعقود ويتطلب عملا متواصلا.

شهدنا أحرّ شهر للتو

في كرواتيا، الهواء البارد القريب من الأرض محاصر بطبقة من الهواء الدافئ، وهي ظاهرة جوية معروفة باسم انعكاس درجة الحرارة
WMO/Sandro Puncet
في كرواتيا، الهواء البارد القريب من الأرض محاصر بطبقة من الهواء الدافئ، وهي ظاهرة جوية معروفة باسم انعكاس درجة الحرارة

بدوره أفاد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، بأن الفترة الواقعة بين عامي 2015 و2019 كانت أدفأ خمسة أعوام في التاريخ، ومنذ ثمانينيات القرن الماضي كان كل عقد من العقود المتعاقبة أحرّ من أي عقد سابق منذ 1850.

وأضاف: "شهر كانون الثاني/يناير كان أحر شهر شهدناه للتو. وكان الشتاء معتدلا على خلاف المعتاد موسميا في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي." وأضاف أن الدخان والملوثات الناجمة عن الحرائق المدمرة في أستراليا تلمّ بالعالم مما يتسبب في ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

عمرو بدّور: ارتفاع تركيز الغازيات الدفيئة وصل إلى أرقام قياسية

وفي حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، قال السيّد عمر بدّور، المشرف على تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن الملاحظ من خلال التقرير أن ارتفاع تركيز الغازات الدفيئة وخاصة ثاني أكسد الكربون قد وصل إلى أرقام قياسية وهو ما أدّى إلى ارتفاع درجات الحرارة. وهذا يدفع إلى التساؤل حول مصير البشر في السنوات المقبلة.

شهر كانون الثاني/يناير كان أحر شهر شهدناه للتو. وكان الشتاء معتدلا على خلاف المعتاد موسميا في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي -- المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

وفيما يتعلق بتداعيات تغيّر المناخ على منطقة الشرق الأوسط، قال السيّد بدّور إن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لم تتسلم الكثير من المعطيات من دول الشرق الأوسط، إلا أنه قال: "في 2019 لم تكن الصورة بالقتامة التي نراها في باقي البلدان فيما يخص دول الخليج العربي والشام، ولكن المغرب العربي شهد حرارة قصوى وجفاف وفيضانات مدمرة في بعض الأحيان."

وأشار بدّور إلى مسألة كورونا حيث أوضح أن بعض الأوبئة في الماضي كانت متصلة بالتغيّرات المناخية، أما الآن فمن المبكّر القيام بأية استنتاجات. إلا أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أنه في الصين في المناطق التي كانت بؤرة لهذا الوباء كانت انبعاثات الغازات قليلة جدا وهذا يعني أن الحركة الاقتصادية والنشاط الاقتصادي يساهم في تلوّث الهواء.

للاستماع إلى المقابلة كاملة مع عمر بدّور المشرف على تقرير المنظمة العالمية للأرصاد:

Soundcloud

أولويات مؤتمر تغيّر المناخ COP26

وأوضح السيّد غوتيريش أن العالم يحصي تكلفة الجفاف والحرائق والفيضانات والعواصف الشديدة على حياة البشر وسبل معيشتهم، داعيا إلى رفع سقف الأهداف خلال مؤتمر تغيّر المناخ في غلاسكو في تشرين الثاني/نوفمبر من أجل تخفيض الانبعاثات بنسبة 45% من مستويات عام 2010 في هذا العقد، ووصول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر للحفاظ على حرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية.

وقال الأمين العام: "بلغت حرارة المحيطات مستويات قياسية، فالحرارة ترتفع بما يعادل خمس قنابل هيروشيما في الثانية."

وحدد الأمين العام أولويات مؤتمر تغيّر المناخ COP26:

  • وضع خطط وطنية لتغيّر المناخ.
  • تبني استراتيجيات لوصول انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى الصفر مع حلول 2050. وحتى الآن أعلنت 70 دولة التزامها بحياد الكربون مع حلول 2050، وهو ما يمثل أقل من ربع الانبعاثات العالمية.
  • وضع حزمة قوية من البرامج والمشاريع والمبادرات التي ستساعد المجتمعات والدول على التكيّف مع آثار تغيّر المناخ وبناء المرونة.
  • على الدول المتطورة أن تتمسك بالتزاماتها لحشد 100 مليار دولار مع حلول عام 2020.

وقال الأمين العام: "حان الوقت لوقف إدماننا على الفحم. وعلى مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ أن يظهر أن العالم يسير بسرعة في الاتجاه الصحيح. أنا أعوّل على المملكة المتحدة في رئاستها للمؤتمر وعلى الدول الأعضاء والشركاء بينهم القطاع الخاص والمؤسسات المالية والمدن والمجتمعات الإنسانية والمجتمعات المدنية للالتزام بالعمل من أجل المناخ قبل فوات الأوان."