منظور عالمي قصص إنسانية

غوتيريش ينعي الأمين العام الأسبق خافيير بيريز دي كوييار قائلا إنه كان رجل دولة ودبلوماسيا بارعا ترك "أثرا عميقا" على العالم

خافيير بيريز دي كوييار في خطاب أمام الجمعية العامة في نيويورك بعد أن تم تعيينه كأمين عام للأمم المتحدة للمرة الثانية في عام 1987
UN Photo/Yutaka Nagata
خافيير بيريز دي كوييار في خطاب أمام الجمعية العامة في نيويورك بعد أن تم تعيينه كأمين عام للأمم المتحدة للمرة الثانية في عام 1987

غوتيريش ينعي الأمين العام الأسبق خافيير بيريز دي كوييار قائلا إنه كان رجل دولة ودبلوماسيا بارعا ترك "أثرا عميقا" على العالم

شؤون الأمم المتحدة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزنه العميق لرحيل خافيير بيريز دي كوييار، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الذي توفي يوم أمس الأربعاء عن عمر 100 عام.

وفي بيان صادر باسم المتحدث باسمه، مساء الأربعاء، أشار الأمين العام إلى أن دي كوييار كان رجل دولة بارعا ودبلوماسيا ملتزما. كما أنه كان مصدر إلهام شخصي وترك أثرا عميقا على الأمم المتحدة وعلى العالم.

 ولد السيد دي كوييار، المحامي والأستاذ الجامعي، في ليما، بيرو، في 19 كانون الثاني/يناير 1920، وتم تعيينه لقيادة الأمم المتحدة بعد 42 عاما من الخدمة الدبلوماسية. وشغل منصب الأمين العام الخامس لدورتين في الفترة ما بين 1982 و1991. وهو الأول والوحيد الذي شغل هذا المنصب من أميركا اللاتينية.

وفي بيان صادر باسم المتحدث باسمه، مساء الأربعاء، أشار الأمين العام إلى أن دي كوييار كان رجل دولة ودبلوماسيا بارعا وملتزما، كما أنه كان مصدر إلهام شخصي وترك أثرا عميقا على الأمم المتحدة وعلى العالم.

مسيرة مهنة ودبلوماسية متميزة

وأضاف الأمين العام أن حياة السيد بيريز دي كوييار لم تمتد فقط عبر قرن من الزمن بل عبر تاريخ الأمم المتحدة برمته، حيث شارك في الاجتماع الأول للجمعية العامة في عام 1946.

وعلى مدار حياته المهنية، بالإضافة إلى شغله منصب سفير بلاده في سويسرا - وكذلك الاتحاد السوفياتي آنذاك، وبولندا وفنزويلا – تدرج السيد بيريز دي كوييار في العديد من المناصب الرفيعة في وزارة الشؤون الخارجية في بيرو، بما في ذلك الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة في عام 1971.

وخلال فترة الشهر التي ترأس فيها مجلس الأمن الدولي، في تموز/يوليو 1974، تمكن من إدارة الأزمة في قبرص باقتدار. وبعد عام من ذلك، تم تعيينه ممثلا خاصا للأمين العام في قبرص لمدة عامين، ثم أصبح وكيلا للشؤون السياسية بالأمم المتحدة وممثلا للأمم المتحدة في أفغانستان.

فترة الحرب الباردة ودور الأمم المتحدة المتزايد

UN News
خافيير بيريز دي كوييار: السلام نصر بلا خاسرين

وقال السيد غوتيريش إن فترة ولاية سلفه كأمين عام تزامنت مع عصرين متميزين في الشؤون الدولية: أولا، بعض من أقسى سنوات الحرب الباردة، ثم مع المواجهة الإيديولوجية في نهايتها، في وقت بدأت فيه الأمم المتحدة للعب بشكل كامل الدور المتوخى من قبل المؤسسين.

وفي عام 1982، بدأت فترة ولايته كأمين عام للأمم المتحدة بمفاوضات مكثفة بين المملكة المتحدة والأرجنتين، بشأن النزاع حول السيادة على جزر فوكلاند.

من خلال التحديات الكبيرة، استحدث السيد بيريز دي كوييار عبارة مشهورة الآن، في إشارة إلى محادثات السلام قائلا: "المريض في العناية المركزة لكنه لا يزال على قيد الحياة." وعلى الرغم من المتاعب الصحية، وافق على تولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة لولاية ثانية.

وفي خطاب التنصيب الذي ألقاه عام 1986، أشار إلى الأزمة المالية التي كانت تمر بها الأمم المتحدة في ذلك الوقت، قائلاً إن "التراجع في مثل هذه الظروف كان بمثابة التخلي عن واجب أخلاقي تجاه الأمم المتحدة."

وجدد التأكيد على "إيمانه الثابت" بـ "الصلاحية الدائمة" للمنظمة، مضيفا أن "الوضع الصعب" للأمم المتحدة يوفر "فرصة مبتكرة للتجديد والإصلاح."

الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار يلتقي الأم تيريزا، تشرين الأول/أكتوبر 1985.
UN Photo/John Isaac
الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة خافيير بيريز دي كوييار يلتقي الأم تيريزا، تشرين الأول/أكتوبر 1985.

نجاحات دبلوماسية

وقال الأمين العام، أنطونيو غوتيريش إن السيد بيريز دي كوييار لعب دورا مهما في عدد من النجاحات الدبلوماسية - بما في ذلك استقلال ناميبيا وإنهاء الحرب بين إيران والعراق، وإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المحتجزين في لبنان، واتفاق السلام في كمبوديا، واتفاق سلام تاريخي في السلفادور.

وقد تميزت ولايته الثانية بانسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان. ومن بين أمور أخرى، قام فريقه بتسهيل عملية الاستقرار السياسي في نيكاراغوا.

جوائز عديدة

خافيير بيريز دي كوييار، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة يزور المقر العسكري لفريق المساعدة الانتقالية التابع للأمم المتحدة في قاعدة سويديرهوف، ويندهوك ، ناميبيا في يوليو 1989.
UN Photo/Milton Grant
خافيير بيريز دي كوييار، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة يزور المقر العسكري لفريق المساعدة الانتقالية التابع للأمم المتحدة في قاعدة سويديرهوف، ويندهوك ، ناميبيا في يوليو 1989.

 

في عام 1987، حصل على جائزة أمير أستورياس لتعزيز التعاون الأيبيري الأمريكي. في عام 1989، حصل على جائزة Olof Palme للتفاهم الدولي والأمن المشترك، وجائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي.

وبعد فترة طويلة من انتهاء ولايته كأمين عام في عام 1991، بقي صادقا ووفيا لقيم الأمم المتحدة، مستمرا في الدعوة إلى السلام والعدالة وحقوق وكرامة الإنسان طوال حياته. تم تكريمه من قبل حوالي 25 دولة، كما حصل على العديد من الدرجات الفخرية.

وفي خطابه أمام لجنة نوبل، التي منحت جائزة نوبل للسلام لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في عام 1989، حدد دور المنظمات الحكومية الدولية مثل الأمم المتحدة على أنه "رسم الخط الفاصل بين الكفاح والصراع." وبفضل تصميمه الثابت، ساعد العديد من الدول "على البقاء على الجانب الأيمن من هذا الخط."

وقال السيد غوتيريش:

 "أقدم خالص التعازي لعائلة السيد بيريز دي كوييار والشعب البيروفي والكثيرين في جميع أنحاء العالم الذين تأثرت حياتهم بزعيم عالمي رائع وعطوف ترك عالمنا مكانا أفضل بكثير."