منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية في طريقها إلى شمال غرب سوريا

في 7 شباط/فبراير، طفلة تحمل طفلا مع نزوح الأطفال والعائلات من جنوب إدلب وغرب حلب باتجاه المناطق الشمالية من إدلب وحلب في سوريا
© UNICEF/Khaled Akacha
في 7 شباط/فبراير، طفلة تحمل طفلا مع نزوح الأطفال والعائلات من جنوب إدلب وغرب حلب باتجاه المناطق الشمالية من إدلب وحلب في سوريا

الأمم المتحدة: شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية في طريقها إلى شمال غرب سوريا

السلم والأمن

قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن شحنة كبيرة من المساعدات الغذائية والطبية والمساعدات غير الغذائية في طريقها إلى مساعدة المدنيين في سوريا في ظل تنامي الاحتياجات.

وأضاف دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليوم من مقرّ الأمم المتحدة الدائم بنيويورك أن نحو 900 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية ستقدم مساعدات لـ 1.4 مليون شخص وشاحنات محملة بالمستلزمات الطبية لأكثر من نصف مليون شخص، أما المساعدات غير الغذائية فستذهب لأكثر من 230 ألف شخص.

ما مجموعه 1،227 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبرت من تركيا إلى سوريا عبر معبري باب الهوى وباب السلامة الشهر الماضي -- المتحدث باسم الأمين العام

وقال دوجاريك: "ما مجموعه 1،227 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبرت من تركيا إلى سوريا عبر معبري باب الهوى وباب السلامة الشهر الماضي، مقارنة ب 928 شاحنة دخلت في كانون الأول/ديسمبر. وهذه أكبر شحنة مساعدات أرسلتها الأمم المتحدة عبر الحدود التركية-السورية منذ السماح بعبور المساعدات في 2014."

وأشار المتحدث باسم الأمين العام أن السيّد أنطونيو غوتيريش يعرب عن قلقه الشديد إزاء سلامة وحماية أكثر من ثلاثة ملايين شخص في إدلب ومحيطها في شمال غرب سوريا. وقال إن التقارير الواردة من الميدان تفيد بأن المدنيين يتحمّلون تبعات استمرار القصف المكثف، وأضاف: "لم تتمتع الأسَر في إدلب وحلب بالراحة خلال الساعات الـ 24 الماضية، كما أن 15 من التجمعات على الأقل تعرّضت للقصف الجوي أمس، و11 من التجمعات تعرّضت للهجوم بالقصف المدفعي."

وأضاف دوجاريك أن معظم الأسواق أغلقت وتعطلت طرق الإمداد بسبب القتال.

  * اقرأ أيضا: سوريا تشهد أكبر موجة نزوح للمدنيين منذ بدء الصراع في 2011

دعوات إلى ضمان سلامة المدنيين العالقين في إدلب

من جانبه، طالب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان صدر الخميس بوقف إطلاق النار والسماح بشكلٍ عاجل للأشخاص العالقين في إدلب في شمال غرب سوريا بالنزوح إلى أماكن آمنة.

وبحسب الأمم المتحدة، تشير التقديرات إلى نزوح أكثر من 900,000 شخص في شمال غرب سوريا بسبب تصاعد القتال منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر. وأن أغلبهم الآن موزعون بين شمال إدلب ومحافظة حلب، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي هناك وسط البرد القارس.

يجب وضع حدّ للقتال والسماح للعالقين بالوصول إلى بر الأمان، حفاظا على أرواحهم -- فيليبو غراندي

وأشار إلى أن المفوضية تسعى إلى مساعدة ما يصل إلى 275,000 شخص (55,000 عائلة)، عبر توفير مواد الإغاثة الأساسية لهم، والمأوى لـ 84,000 شخص (14,000 عائلة) في إدلب. كما خصصت المفوضية المخزونات الإنسانية في المنطقة لتلبية الاحتياجات الملحة لـ 2.1 مليون شخص، من ضمنهم، توفير الخيام لـ 400,000 شخص.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين: "يجب وضع حدّ للقتال والسماح للعالقين بالوصول إلى بر الأمان، حفاظا على أرواحهم"، مضيفا أنه لا يمكن السماح بأن يدفع آلاف الأبرياء ثمن انقسام المجتمع الدولي، الذي سيكون عجزه عن إيجاد الحلول وصمة على ضمير العالم.

النساء والفتيات يدفعن الثمن

وفي سياق متصل، أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان بتأثر عملياته في شمال غرب سوريا بشكل كبير نتيجة للقتال الدائر. وجاء في البيان أنه منذ كانون الأول / ديسمبر 2019، تم إغلاق سبع منشآت تقدم الخدمات لـ 13،000 شخص. وفي الأسابيع الثلاثة الماضية وحدها، توقف مركزان صحيان وعيادتان متنقلتان عن العمل، وكانت تلك المنشآت تقدم الخدمة الطبية لنحو 6،000 شخص شهريا.

وقال الصندوق تتحمل النساء والفتيات في سوريا وطأة هذه الأزمة، إذ تم تعليق عمل ثلاثة أماكن آمنة للنساء والفتيات، توفر خدمات منقذة للحياة في تلك المنطقة. وتسبب العنف بوفاة طالبة كانت تدرس دورة تدريبية متخصصة في مجال القبالة/الحضانة، الذي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وبحسب البيان، فإن الاضطرابات في الرعاية الصحية الإنجابية الجيدة وتزايد خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي يُفقد النساء والفتيات في سوريا شعورهن بالأمان.

وعلاوة على ذلك، يعيش الأشخاص المحتاجون في أماكن غير آمنة، سواء في الخيام أو في العراء. وفي بعض الحالات يقيم ما بين 20 إلى 30 شخصًا معًا في مبانٍ غير مكتملة، مما يثير مخاوف بشأن الخصوصية والحماية للنساء والفتيات وقد تم الإبلاغ عن عدد من حوادث الاغتصاب. وثمة تقارير تفيد بعدم قدرة النساء الحوامل على الحصول على الرعاية الطبية الأساسية، بما في ذلك الولادات التي تتطلب المساعدة، والعمليات القيصرية، بسبب عدم القدرة على الوصول إلى المرافق الطبية.

ودعا الصندوق جميع الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين والمرافق المدنية من جميع أشكال العنف في جميع الأوقات.