منظور عالمي قصص إنسانية

الفجوة بين الجنسين "تعيق تقدم العلم،" والأمم المتحدة تدعو إلى فعل المزيد لتمكين النساء والفتيات في مجال العلوم

فتيات ونساء في الهند على يتدربن على "هندسة البلاستيك"
© UNDP India
فتيات ونساء في الهند على يتدربن على "هندسة البلاستيك"

الفجوة بين الجنسين "تعيق تقدم العلم،" والأمم المتحدة تدعو إلى فعل المزيد لتمكين النساء والفتيات في مجال العلوم

الثقافة والتعليم

متعهدا بإنهاء انعدام المساواة بين الجنسين، قال أمين عام الأمم المتحدة في رسالة خاصة إن "تفكيك القوالب النمطية" يمثل خطوة أساسية في الطريق لتحقيق المساواة ودعم الفتيات والنساء في ميدان العلوم.

وقال أنطونيو غوتيريش – في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم –  إن الفتيات يُبلين بلاء حسنا، على قدم المساواة مع الفتيان، في مواد العلوم والرياضيات – "لكن نسبة ضئيلة فقط منهن يخترن دراسة العلوم في مرحلة التعليم العالي."

وأكد السيد غوتيريش إن التغلب على تحديات القرن الحادي والعشرين يقتضي منا تسخير كامل إمكانات الناس، من الجنسين، وأن تحقيق ذلك "يتطلّب نبذ القوالب النمطية الجنسانية" الشائعة. ودعا غوتيريش إلى "دعم المسار المهني للعالمات والباحثات" من النساء.

وبشكل خاص، نادى الأمين العام الشركات الخاصة وغيرها من الكيانات للاسترشاد "بمبادئ تمكين المرأة، التي وضعتها هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة."

المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بومزيلي ملامبو-نوكا، يمين الصورة.
UN Women/ Tian Liming

العلم يمكن أن يجلب فوائد "تغيِّر حياة الناس"

وقد عززت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بومزيلي ملامبو-نوكا، ذات المضامين، موضحة أن "العلوم والابتكار يمكنها جلب فوائد بتغيرات جذرية لحياة الناس، لا سيما بالنسبة لمن تخلفوا عن الركب – مثل النساء والفتيات اللواتي يعشن في المناطق النائية، وكبار السن وذوي الإعاقة".

ومسلطة الضوء أيضا على أهمية العلم للعمل اللائق ولوظائف المستقبل – بما في ذلك الاقتصاد الأخضر الضروري لمعالجة أزمة المناخ –  قالت السيدة ملامبو-نوكا إن هناك حاجة واضحة إلى "كسر القوالب النمطية الجنسانية التي تربط العلم بالرجولة".

الباحثات والعالمات ينشرنَ أبحاثا أقل، ويتلقين أجرا أقل

وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فإن  النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ينشر لهن أوراق علمية أقل، ويتقاضين أجرا أدنى لقاء أبحاثهن المنشورة، ولا يتقدمن في مهنهن العلمية كما يفعل نظراؤهن من الرجال.

وتُظهر بيانات اليونسكو للفترة 2014-2016 أن التحاق الطالبات على المستوى العالمي لمجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منخفض بشكل خاص، حيث لا تمثل الطالبات  سوى 3% فقط، وكذا في العلوم الطبيعية والرياضيات والإحصاء حيث النسبة لا تتعدى الـ 5%.

المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي في المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي- مايو 2019
IISD, Diego Noguera
المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي في المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي- مايو 2019

المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي ذكَّرت بأنه "إذا أردنا أن نكون قادرين على مواجهة التحديات الهائلة للقرن الحادي والعشرين" فعلينا "الاعتماد على العلم وتعبئة جميع مواردنا."

وأضافت مديرة اليونسكو "يجب ألا يحرم العالم من إمكانات أو ذكاء أو إبداع الآلاف من النساء اللاتي يقعن ضحية عدم المساواة والتحامل الراسخين".

فعاليات اليوم الدولي في المقر الرئيسي للأمم المتحدة

ويستضيف المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الثلاثاء حدثا رفيع المستوى يركز على قضية "تعليم الفتيات" تنظمه البعثة الدائمة لدولة أيرلندا.

من خلال عمل مشترك بين مؤسسة (One Foundation) والشراكة العالمية للتعليم، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ستُطلق حركة دولية "تهدف إلى إجراءات تحويلية من أجل إدخال جميع الفتيات إلى المدارس" وتزويدهن بالتعليم الجيد في بيئات داعمة وآمنة وصحية. 

كذلك تنظم البعثة الدائمة للبرتغال جلسة خاصة ظهر اليوم تشارك فيه السفيرة ميليكا بيجانوفيتش-شوريتش، والممثل الدائم للجبل الأسود لدى الأمم المتحدة وصاحبة السمو الملكي الأميرة د. نسرين الهاشمي، المديرة التنفيذية للأكاديمية الملكية للعلوم الدولية، والدكتورة أمل قطان من المملكة العربية السعودية والدكتور المؤلف جوستين دورنو. كذلك يشارك في الجلسة صاحب السمو الملكي الأمير زين الهاشمي عن المبادرة العالمية للمساواة في العلوم؛ وكاميل شيرير، ملكة جمال أمريكا 2020 .

يوم دولي باعتراف الأمم المتحدة

غوتيريش: نتعهد بإنهاء عدم التوازن بين الجنسين في مجالات العلوم كافة

وقد اعتمدت دول العالم في الأمم المتحدة هذا اليوم الدولي الخاص بدعم النساء والفتيات في مجال العلم في عام 2015 ، تأكيدا لاهتمام المجتمع الدولي بتحقيق المساواة والتكافؤ بين الجنسين. ويعتبر اليوم اعترافا أمميا بأن وصول ومشاركة النساء الكاملين في مواضيع العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتكنولوجيا أمران ضروريان للتمكين النساء والفتيات.

ومع حلول الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لخارطة الطريق لحقوق النساء والفتيات المعروفة بإعـلان ومنهاج عمل بيجين، سيوفر عام 2020 فرصة جديدة للتقدم نحو المساواة بين الجنسين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الذكرى السنوية هي بمثابة فرصة "لتصميم جديد لتعزيز وصول النساء والفتيات إلى تعليم العلوم والتدريب والوظائف".

وتهدف حملة المساواة بين الجنسين التي أطلقتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة – في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعلان ومنهاج عمل بيجين – إلى "تسريع إجراءات المساواة بين الجنسين".

عبر "ستة تحالفات عمل" متنوعة لمعالجة التأخر في تحقيق المساواة بين الجنسين، ينصب تركيز الحملة على "التكنولوجيا والابتكار من أجل المساواة بين الجنسين."  وتقول هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن الحملة تهدف إلى تحفيز العمل من أجل مناهج "تغير قوانين اللعبة" وتوفر فرصا جديدة للنساء والفتيات، بمعالجة "الحواجز أمام وصولهن للإدماج والمساواة الرقمية".

وأضافت السيدة ملامبو-نوكا رئيسة هيئة المرأة التابعة للأمم المتحدة أن "المساواة بين الأجيال كانت أيضا فرصة لضمان أن يجد مجتمع الأعمال، في القطاعات العاملة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، مصلحة في المساواة بين الجنسين وفي تمكين المرأة في مكان العمل والسوق والمجتمع."