منظور عالمي قصص إنسانية

خبراء أمميون: خطابات الكراهية تهديد واسع لكل الأقليات والمجتمعات المستضعفة

غروب الشمس في معسكر أوشفيتز- بيركيناو ببولندا.
UN Photo/Evan Schneider
غروب الشمس في معسكر أوشفيتز- بيركيناو ببولندا.

خبراء أمميون: خطابات الكراهية تهديد واسع لكل الأقليات والمجتمعات المستضعفة

حقوق الإنسان

في ذكرى مرور 75 عاما على تحرير معسكر الموت النازي في أوشفيتز في بولندا، دعا خبراء أمميون في حقوق الإنسان كافة الدول إلى اتخاذ خطوات عاجلة وفعالة لمراقبة حوادث معاداة السامية وضمان مساءلة مرتكبي جرائم العنف المرتبطة بها، والعمل على حماية الأفراد والمجتمعات والمواقع اليهودية.

البيان الذي أصدره اليوم من جنيف خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة * جاء قبل أيام قليلة من اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة، أو الهولوكوست. وقد أعرب الخبراء فيه عن قلقهم إزاء "التزايد الدرامي" في انتشار الخطاب المعادي للسامية والداعي إلى العنف، "في كل أنحاء العالم، وعلى شبكة الإنترنت."

بيان الخبراء شدد أيضا على أن من أهم الدروس المستفادة من المحرقة هي أن معاداة السامية التي يغذيها الزعماء السياسيون "لا تهدد اليهود وحدهم، بل تهدد أيضا الأقليات والمجتمعات المستضعفة الأخرى" وتهدد "أسس المجتمعات الديمقراطية" نفسها.

وقال الخبراء إنهم يتذكرون مناسبة تحرير معسكر الموت النازي سيئ السمعة أوشفيتز قبل 75 عاما "بحزن وغضب عميقين"، مشيرين إلى أن عددا من الدول حول العالم ما زال يفشل اليوم في مواجهة "العنف والتمييز ومعاداة السامية بشكل كاف داخل مجتمعاتها."

وذكَّر الخبراء بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أطلقته الأمم المتحدة في سنواتها الأولى (عام 1948)، إنما جاء نتيجة لتجاهل واحتقار هذه الحقوق أثناء أحداث الهولوكوست. وقال بيان الخبراء إن الإعلان بإطاره القانوني الذي يؤكد على حماية حقوق الإنسان لجميع البشر "هو إرث رئيسي لضحايا المحرقة - بما فيهم 6 ملايين يهودي"راحوا ضحية "حملة اضطهاد حكومية وحشية ممنهجة وغير مسبوقة ولا إنسانية."  

نمو هائل في "الخطاب والحوادث" المعادية للسامية

أرشيف: زعماء دينيون يجتمعون في كنيس بارك إيست في مدينة نيويورك في مناسبة تجمع بين الأديان تحت عنوان "متحدون ضد الكراهية".
UN Photo/Rick Bajornas
أرشيف: زعماء دينيون يجتمعون في كنيس بارك إيست في مدينة نيويورك في مناسبة تجمع بين الأديان تحت عنوان "متحدون ضد الكراهية".

بيان الخبراء المتخصصين في مراقبة انتهاكات حقوق الإنسان أشار إلى حوادث قريبة العهد في مدن مثل "تولوز وبيتسبرغ وبروكسل وبواي وجيرسي سيتي" تعرض فيها اليهود للقتل خلال السنوات الأخيرة.

وقد ذكَّر البيان بالتقارير الحديثة لمقرري الأمم المتحدة الخاصين – المعنيين بشؤون حرية الدين أو المعتقد، أو الأشكال المعاصرة للعنصرية – والتي تحذر من الارتفاع الهائل والمستمر في الخطاب والأحداث المعادية للسامية المبلغ عنها في العديد من الدول.

كما أشار البيان بشكل خاص إلى تقارير انتشار لغة الخطاب المرتبطة بمعاداة السامية على شبكة الإنترنت، داعيا "كل المعنيين وجميع القادة إلى قراءة ودراسة وتنفيذ توصيات هذه التقارير بشكل عاجل."

إنكار حدوث مذابح الهولوكوست

وأعرب الخبراء الأمميون عن بالغ القلق إزاء التقارير التي توثق تنامي "إنكار حدوث الهولوكوست، لا سيما عبر الإنترنت، فضلا عن التحقيقات التي تعكس أن نسبا كبيرة من السكان يجهلون الحقائق الرئيسية" حول المذبحة. وقال الخبراء إن إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ظاهرة "إنكار الهولوكوست" تساهم في "إدامة القوالب النمطية المعادية للسامية والتحيز" ضدها.

وقال البيان إن الخبراء يدعون جميع الدول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان وإلى رصد وتسجيل الحوادث المعادية للسامية بشكل أكثر فعالية وضمان المساءلة عن مرتكبي العنف.  كما دعوا الدول أيضا إلى ضمان التثقيف والتدريب والتوعية الفعالة لمكافحة القوالب النمطية والتحيزات المعادية للسامية، وتضمين معلومات دقيقة وموضوعية عن المحرقة في البرامج التعليمية.

الخبراء المستقلون

* الخبراء الحقوقيون هم السيدة أغنس كالامار، المقررة الخاصة المعنية بالإعدامات التعسفية والمنفذة خارج نطاق القضاء، السيد أحمد شهيد، المقرر الخاص المعني بحرية الدين أو المعتقد،  السيد فيرناند دي فارينيس، المقرر الخاص المعني بشؤون الأقليات والسيد ديفيد كاي، المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، والسيدة  تينداي أشيومي، المقررة الخاصة* للأمم المتحدة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب، السيد كليمنت نياليتوسي فول، المقرر الخاص المعني بالحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، السيدة فيونوالا ني أولاين، المقررة الخاصة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب، والسيدة كومبو بولي باري المقررة الخاصة المعنية بالحق في التعليم، السيدة كريمة بنون، المقررة  الخاصة في مجال الحقوق الثقافية

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم.

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.