منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة العمل الدولية: الأجور غير الكافية تؤثر على ما يقرب من نصف مليار شخص وتوقعات بارتفاع نسبة البطالة في 2020

عاملان في موقع للإنشاءات في بوكارا، النيبال.
ILO/Marcel Crozet
عاملان في موقع للإنشاءات في بوكارا، النيبال.

منظمة العمل الدولية: الأجور غير الكافية تؤثر على ما يقرب من نصف مليار شخص وتوقعات بارتفاع نسبة البطالة في 2020

حقوق الإنسان

أفادت منظمة العمل الدولية بأن ما يقرب من نصف مليار شخص يعملون في ساعات عمل مدفوعة الأجر أقل مما يرغبون أو لا يحصلون على فرص عمل كافية، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تزيد البطالة بنحو 2.5 مليون في عام 2020. وأطلقت المنظمة، اليوم الاثنين، تقريرا جديدا حول العمالة والاتجاهات الاجتماعية في العالم لعام 2020.

ويحلل التقرير السنوي لمنظمة العمل القضايا الرئيسية لسوق العمل، بما في ذلك البطالة، ونقص العمالة، والفقر في العمل، وعدم المساواة في الدخل، وحصة دخل العمل والعوامل التي تستبعد الناس من العمل اللائق.

بالنسبة لملايين الأشخاص العاديين، من الصعب، بشكل متزايد، بناء حياة أفضل من خلال العمل

وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية غاي رايدر:
"بالنسبة لملايين الأشخاص العاديين، من الصعب بشكل متزايد بناء حياة أفضل من خلال العمل. إن عدم المساواة والاستثناءات الكبيرة المرتبطة بالعمل تمنعهم من العثور على عمل لائق ومستقبل أفضل. هذا اكتشاف خطير للغاية وله آثار عميقة ومقلقة على التماسك الاجتماعي. "

عدم المساواة في سوق العمل

عاملات يشتغلن على تجميع وتصنيع السلع الإلكترونية في مصنع للمنتجات في إندونيسيا.
ILO/Asrian Mirza
عاملات يشتغلن على تجميع وتصنيع السلع الإلكترونية في مصنع للمنتجات في إندونيسيا.

 

وذكر التقرير أن البطالة العالمية ظلت مستقرة تقريبا على مدى السنوات التسع الماضية، ولكن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي يعني أنه مع زيادة القوى العاملة العالمية، لا يتم توفير وظائف جديدة كافية لاستيعاب الداخلين الجدد إلى سوق العمل.

ويظهر التقرير أن عدم التوافق بين العرض والطلب في العمل يمتد إلى ما هو أبعد من البطالة إلى نقص العمالة بشكل عام. بالإضافة إلى العدد العالمي للعاطلين عن العمل، 188 مليون شخص، فإن 165 مليون شخص لا يكسبون أجورا كافية، و120 مليون شخص إما يتخلون عن البحث بنشاط عن عمل أو يفتقرون إلى الوصول إلى سوق العمل.

في المجموع، يتأثر أكثر من 470 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

وتطرق التقرير أيضا إلى عدم المساواة في سوق العمل، حيث أظهرت بيانات وتقديرات جديدة أن عدم المساواة في الدخل على المستوى العالمي أعلى مما كان يعتقد سابقا، خاصة في البلدان النامية.

في جميع أنحاء العالم، يشير التقرير إلى انخفاض حصة الدخل القومي الذي يذهب إلى العمل (بدلا من عوامل الإنتاج الأخرى) انخفاضا كبيرا بين عامي 2004 و2017، من 54% إلى 51%، وكان هذا الانخفاض الاقتصادي الكبير هو الأكثر وضوحا في أوروبا وآسيا الوسطى والأمريكتين.

توقعات بارتفاع معدلات الفقر في العمل

وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن يزداد الفقر المعتدل أو الشديد في العمل في الفترة ما بين 2020 و2121 في البلدان النامية، مما يزيد من العقبات التي تحول دون تحقيق الهدف 1 من التنمية المستدامة والمتمثل في القضاء على الفقر في كل مكان بحلول عام 2030.

ويؤثر الفقر في العمل (المعرّف بكسب أقل من 3.20 $ في اليوم) حاليا على أكثر من 630 مليون عامل، أي واحد من كل خمسة من العاملين في العالم.

وأشار التقرير إلى أن تباينات مهمة أخرى، حسب الجنس والعمر والموقع الجغرافي، لا تزال موجودة بقوة في أسواق العمل الحالية، مما يحد من الفرص الفردية والنمو الاقتصادي العام.

عامل بناء يبني هيكلا معدنيا أسطوانيا في يانغون، ميانمار.
ILO/Marcel Crozet
عامل بناء يبني هيكلا معدنيا أسطوانيا في يانغون، ميانمار.

 267 مليون شاب خارج دائرة العمالة والتعليم والتدريب

على وجه الخصوص، يبين التقرير أن هناك 267 مليون شاب (تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما) خارج دائرة العمالة والتعليم والتدريب، والعديد منهم يعانون من ظروف عمل دون المستوى المطلوب.

إذا عالجنا هذا النوع من عدم المساواة في سوق العمل والثغرات في الحصول على عمل لائق، فإننا لن نجد سوى سبيل مستدام وشامل للتنمية.

وقال ستيفان كون، المؤلف الرئيسي للتقرير:

"إن نقص العمالة والوظائف ذات النوعية الرديئة يعنيان أن اقتصاداتنا ومجتمعاتنا تفتقد الفوائد المحتملة لمجموعة كبيرة من المواهب البشرية. إذا عالجنا هذا النوع من عدم المساواة في سوق العمل والثغرات في الحصول على عمل لائق، فإننا لن نجد سوى سبيل مستدام وشامل للتنمية."

توصيات التقرير

وحذر التقرير من أن تشديد القيود التجارية والحمائية (مذهب حماية الإنتاج الوطني) يمكن أن يكون لها تأثير كبير على العمالة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. 

وبالنظر إلى النمو الاقتصادي، وجد التقرير أن الوتيرة الحالية وشكلها يعيقان الجهود المبذولة للحد من الفقر وتحسين ظروف العمل في البلدان منخفضة الدخل. وأوصى بضرورة التحول في نوع النمو بهدف تشجيع الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية، من خلال التحول الهيكلي، والارتقاء بالتكنولوجيا والتنويع.