منظور عالمي قصص إنسانية

بن شمباس: ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل بنسبة خمسة أضعاف منذ 2016

فتاة تجري خارج مدرسة صغيرة في قرية كوريوم، مالي، حيث يفتقر الأطفال إلى الأدوات الأساسية بما فيها الكتب والأقلام. جزء من المدرسة تمت مهاجمته ففي 2013 كانت القرية مقرا للمتشددين.
@OCHA/Eve Sabbagh
فتاة تجري خارج مدرسة صغيرة في قرية كوريوم، مالي، حيث يفتقر الأطفال إلى الأدوات الأساسية بما فيها الكتب والأقلام. جزء من المدرسة تمت مهاجمته ففي 2013 كانت القرية مقرا للمتشددين.

بن شمباس: ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل بنسبة خمسة أضعاف منذ 2016

السلم والأمن

قال محمد بن شمباس، الممثل الخاص للأمين العام في منطقة غرب أفريقيا ومنطقة الساحل إن منطقة غرب أفريقيا والساحل شهدت تصعيدا خطيرا في الاعتداءات الإرهابية ضد الأهداف المدنية والعسكرية وقد ترتب على ذلك آثار إنسانية مقلقة.

وقدم بن شمباس، خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم الأربعاء حول بناء السلام في منطقة الساحل، تقرير الأمين العام حول أنشطة مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا ومنطقة الساحل. 

وسلط السيد بن شمباس، في إحاطته، الضوء على بعض تلك التحديات والمبادرات الجارية للتعامل مع تلك التحديات. وتطرق إلى التطورات السياسية الإجمالية في المنطقة مع التركيز على الانتخابات المقبلة في عدد من بلدان المنطقة خلال هذا العام.

وأشار ممثل الأمين العام إلى أعمال العنف غير مسبوقة التي هزت غرب أفريقيا ومنطقة الساحل في الأشهر الأخيرة. وأضاف:

"قوضت الاعتداءات الكثيرة ضد الأهداف المدنية والعسكرية ثقة الرأي العام. ازداد عدد ضحايا الهجمات الإرهابية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر بنسبة خمسة أضعاف منذ 2016، حيث أفيد بمصرع 4 آلاف شخص في 2019 وحدها بالمقارنة مع 770 شخصا في 2016."

أما بالنسبة للنازحين جراء أعمال العنف، فقال بن شمباس إن عددهم ارتفع بنسبة 10 أضعاف ليصل إلى نصف مليون، بالإضافة 25 ألفا آخرين لاذوا بالفرار إلى بلدان أخرى.  

تقوم المنظمة الدولية للهجرة والمديرية العامة للحماية المدنية في النيجر بمهام بحث وإنقاذ مشتركة في الصحراء.
IOM/Monica Chiriac
تقوم المنظمة الدولية للهجرة والمديرية العامة للحماية المدنية في النيجر بمهام بحث وإنقاذ مشتركة في الصحراء.

 

كسب الثقة ودعم السكان المحليين

وأشار السيد بن شمباس إلى تداخل الإرهاب والجريمة المنظمة والعنف بين المجتمعات وخاصة في المناطق التي يكون فيها وجود الدولة ضعيفا، مشيرا إلى أن المتطرفين يوفرون الحماية والسلامة والخدمات الاجتماعية للسكان مقابل ولائهم.

وأشار بن شمباس إلى أن الأمين شدد خلال المؤتمر رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف الذي انعقد في نيروبي، في يوليو/تموز الماضي، على ضرورة أن تركز استجابات مكافحة الإرهاب على كسب الثقة ودعم السكان المحليين.

وأشار بن شمباس إلى أن المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الإقليمية والجهات المحلية تجري تعبئة في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل بهدف التصدي للإرهاب والتطرف العنيف، مشيرا إلى اعتماد خطة عمل لفترة 2020-2024 خلال قمة رؤساء الدول والحكومات التي انعقدت في 21 ديسمبر/ كانون الأول، تهدف إلى اجتثاث الإرهاب في المنطقة.

الاشتباكات بين المزارعين والرعاة

الرعاة يأخذون حيواناتهم إلى المياه في النيجر.
©FAO/Giulio Napolitano
الرعاة يأخذون حيواناتهم إلى المياه في النيجر.

 

وأضاف بن شمباس أن الاشتباكات بين المزارعين والرعاة هي السمة الأبرز للنزاعات المحلية في المنطقة، مشيرا إلى أن حوالي 70% من سكان غرب أفريقيا يعولون على الزراعة وتربية المواشي في معيشتهم، وهو ما يحتم ضرورة التعايش السلمي بين المزارعين والرعاة. وأضاف أن تغير المناخ هو أحد العوامل العديدة التي تؤجج هذا النوع من النزاعات.

التطورات السياسية في المنطقة

وقال السيد بن شمباس إن التوجهات المقلقة على الصعيد الأمني يجب أن لا تحرف الانتباه عن التطورات السياسية الإيجابية في أصقاع عديدة من غرب أفريقيا ومنطقة الساحل، مشيرا إلى أن  بلدانا عديدة في المنطقة منها غامبيا وسيراليون وموريتانيا والسنغال تشهد حوارا مع المواطنين ومحاولة لمعالجة الانقسامات السياسية وتعزيز الوحدة الوطنية.

وأشار ممثل الأمين العام إلى الانتخابات التي تشهدها بلدان عديدة في غرب أفريقيا خلال الأشهر المقبلة، منها توغو، بوركينا فاسو، كوت ديفوار، غانا، وغينيا، مضيفا أن الأمم المتحدة ستواصل العمل الوثيق مع كل أصحاب المصلحة الوطنيين والشركاء الإقليميين لضمان توافق الآراء وإشراك الجميع في الانتخابات القادمة في المنطقة.

 

استمعوا إلى حديث السيد محمد بن شمباس عبر خدمة الترجمة الفورية.

Soundcloud