منظور عالمي قصص إنسانية
الصور من اليسار: عابرون من ميانمار إلى منطقة كوكس بازار في  جنوب شرق بنغلاديش، تتبعها صورة لحفظة السلام العاملين مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا في ختام مهمتهم في البلاد؛ وصورة للناشطة المناخية الهندية ليسبرا كانغوجام - 8 سنوات - في مؤتمر مدريد للمناخ.

2010 - 2020: حصاد أخبار الأمم المتحدة لأبرز الأحداث خلال عقد من الزمان (الجزء الثالث)

UN Photo
الصور من اليسار: عابرون من ميانمار إلى منطقة كوكس بازار في جنوب شرق بنغلاديش، تتبعها صورة لحفظة السلام العاملين مع بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا في ختام مهمتهم في البلاد؛ وصورة للناشطة المناخية الهندية ليسبرا كانغوجام - 8 سنوات - في مؤتمر مدريد للمناخ.

2010 - 2020: حصاد أخبار الأمم المتحدة لأبرز الأحداث خلال عقد من الزمان (الجزء الثالث)

شؤون الأمم المتحدة

الجزء الأخير من مراجعاتنا لأبرز قصص وأحداث العقد المنصرم 2010 - 2020 يتناول إطلاق خطة عمل 2030، أي خطة الأمم المتحدة لمستقبل أفضل للجميع. كما نستعرض فيه تفاصيل الاستجابة الإنسانية لأزمة اللاجئين الروهينجا؛ ونتناول كذلك نجاح اكتمال مهمة بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا.

ومن قصص الجزء الأخير من العقد أيضا ما شهدناه من زخم جديد للكفاح ضد أزمة المناخ، على الرغم من "خيبة أمل" أخيرة في مؤتمر المناخ (COP25) في مدريد. 

2017: "التطهير العرقي" للروهينجا

مسلمو الروهنجيا من ميانمار أجبروا على اللجوء إلى بنغلاديش بعد تعرضهم للاضطهاد الوحشي.
UNHCR/Roger Arnold
مسلمو الروهنجيا من ميانمار أجبروا على اللجوء إلى بنغلاديش بعد تعرضهم للاضطهاد الوحشي.

في آب/ أغسطس 2017، قام جنود من الجيش الميانماري بحملة أمنية في ولاية راخين، التي تقع في غرب البلاد على حدودها مع بنغلاديش. جاء ذلك، حسب دولة ميانمار، ردا على هجمات مميتة قام بها جيش الروهينجا الانفصالي على مراكز الشرطة والأمن.

العملية العسكرية يُعتقد أنها أدت إلى العديد من الانتهاكات ضد المدنيين الروهينجا وهم أقلية معظمها من المسلمين واجهوا العديد من حلقات الاضطهاد في الماضي. وقد وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين هذه الأعمال بأنها "تحمل جميع السمات المميزة لنموذج التطهير العرقي."

وقد دلل السيد رعد الحسين على ذلك بما أوردته التقارير من أن سلطات ميانمار تزرع الألغام الأرضية على طول حدودها مع بنغلاديش وتطالب العائدين بتقديم "دليل على جنسيتهم" وهو أمر مستحيل، نظرا إلى أن حكومات ميانمار المتعاقبة ظلت تجرد سكان الروهينجا تدريجيا من كافة الحقوق، بما في ذلك حقوق المواطنة.

بحلول شهر أيلول/ سبتمبر من ذلك العام، وصل أكثر من نصف مليون شخص من الروهينجا إلى بنغلاديش، مما أدى إلى امتلاء مخيم كوتوبالونج للاجئين وعظَّم من مهام وجهود وكالات الأمم المتحدة للتكيف مع الوضع.

حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان ، من أن الروايات المروعة عن الاغتصاب والاعتداء الجنسي على نساء وفتيات الروهينجا اللاتي هربن من الاضطرابات في ميانمار يمكن أن تكون "مجرد قمة جبل الجليد."

في ذات الوقت دعا خبراء حقوق الإنسان الأمميون المستقلون المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة حول "الادعاءات الموثوقة بحدوث انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الروهينجا." من بين هذه "القتل خارج نطاق القضاء والاستخدام المفرط للقوة والتعذيب، وسوء المعاملة والعنف الجنسي والجنساني والتشريد القسري، فضلاً عن حرق وتدمير أكثر من 200 من قرى الروهينجا وعشرات آلاف المنازل ".

حتى اليوم، وثقت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصول أكثر من 744 ألف لاجئ إلى المخيم منذ بدء الحملة الأمنية، ويعتقد أن مخيم كوتوبالونج هو أكبر مخيم للاجئين في العالم الآن.

فرص عودة اللاجئين إلى أوطانهم بأعداد كبيرة تبدو ضئيلة اليوم. فقد خلص تحقيق للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2019 إلى أن خطر الإبادة الجماعية الذي يتهدد مجموعة الروهينجا العرقية ممن يعيشون حاليا في ميانمار "لا يزال أعلى من أي وقت مضى" وسط محاولات الحكومة "لمحو هويتهم وإخراجهم من البلاد ".

في كانون الأول/ديسمبر 2019 ، دافعت أونغ سان سو كيي، الزعيمة المدنية لميانمار ، عن جيش بلادها في وجه اتهامات الإبادة الجماعية، في محكمة العدل الدولية – المعنية بالنزاعات بين الدول –  في قضية رفعتها إليها دولة غامبيا، نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أجازت المحكمة الجنائية الدولية – المعنية بمحاكمة الأفراد في الجرائم ضد الإنسانية – أيضا تحقيقاتها الخاصة حول الانتهاكات المزعوم ارتكابها ضد الروهينجا.

2018: الأمم المتحدة تغادر ليبيريا، المهمة أُنجزت.

منظمات ثقافية وغير حكومية  تودع بعثة الأمم بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في ليبيريا وهي تنهي مهمتها رسميا يوم الجمعة 30 مارس/آذار 2018، بعد 15 عاما من وجودها في البلاد.
UN Photo/Albert González Farran
منظمات ثقافية وغير حكومية تودع بعثة الأمم بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في ليبيريا وهي تنهي مهمتها رسميا يوم الجمعة 30 مارس/آذار 2018، بعد 15 عاما من وجودها في البلاد.

كانت ليبيريا ذات يوم اسما يرتبط بحالة انعدام الأمن والاضطراب، إذ عانت هذه البلاد من 15 عاما من الصراع ( 1989 و 2003 )، وهي فترة مرت خلالها بحربين أهليتين وبحالة انهيار كامل للقانون والنظام، كما شهدت مقتل ما يقرب من 250 ألفا من مواطنيها.

غير أنه وبحلول عام 2018 ، كان التحول الإيجابي في حظوظ البلد قد اكتمل: ففي كانون الثاني/يناير  من العام، صار جورج وياه رئيسا للبلاد، خلفا للرئيسة السابقة إلين جونسون سيرليف. مثل ذلك أول مرة يتمتع فيها سكان هذه البلاد بانتقال سلمي للسلطة، طوال ثلاثة أرباع قرن تقريبا.

وفي مارس/ آذار، أعلنت الأمم المتحدة إنهاء عمل بعثتها لحفظ السلام في ليبريا ، والتي أنشأها مجلس الأمن الدولي عام 2003، بعد توقيع اتفاق سلام لإنهاء القتال.  في مراسم تنصيبه في كانون الثاني/يناير، أثنى الرئيس وياه على بعثة حفظ السلام الأممية لضمانها "سلاما تواصل لأكثر من عقد من الزمان داخل حدود بلادنا."

وقد أسست هذه البعثة الأممية بنجاح لبيئة أمنية في ليبريا مكنت أكثر من مليون لاجئ ومشرد من العودة إلى ديارهم، ودعمت إجراء ثلاث انتخابات رئاسية، وساعدت الحكومة على ترسيخ سلطتها في جميع أنحاء البلاد بعد سنوات من القتال وعدم الاستقرار.

وفي 31 آذار/مارس، تم استبدال البعثة بفريق قطري تابع للأمم المتحدة، وبقيت الصناديق والوكالات الـ 17 التابعة للأمم المتحدة في البلاد للتركيز على التنمية وتحسين حياة الشعب الليبيري.

في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2018 ، شكر الرئيس وياه بعثة الأمم المتحدة في ليبريا مرة أخرى، مشيرا إلى أنها "جلبت الاستقرار وساعدت في إعادة بناء مؤسسات ومجتمعات ليبيريا".

وقال الزعيم الليبيري "نحن قصة نجاح في حفظ السلام، ونحن ممتنون للدعم المقدم".

2019: "دَفعة طموح" جديدة في المعركة ضد الطوارئ المناخية

دولة توفالو الجزرية في المحيط الهادئ تتعرض لخطر ارتفاع منسوب البحار الناجم عن تغير المناخ.
UNDP Tuvalu/Aurélia Rusek
دولة توفالو الجزرية في المحيط الهادئ تتعرض لخطر ارتفاع منسوب البحار الناجم عن تغير المناخ.

في هذا العام، شاهدنا جهودا جديدة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للدفع بزخم جديد في الحرب ضد أزمة المناخ: مجموعة من التقارير الصارمة من عدة مصادر موثوقة – بما في ذلك من برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومن هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ – تحمل كلها رسالة صارخة مفادها بأن العالم سيواجه كارثة بيئية عالمية، ما لم يتم إجراء تخفيضات كبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية.

وقد بلغت جهود الأمين العام للأمم المتحدة الحثيثة ذروتها بانعقاد قمة العمل المناخي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي، والتي سبقها في نفس العام بتذكير وجهه لقادة العالم من أنه يتوقع منهم أن يحضروا إلى القمم بخطط ملموسة لخفض الانبعاثات، بدلا من "خطب جميلة."

على هذا المستوى، يمكن اعتبار المؤتمر نجاحا تحقق، إذ أعلن العديد من الدول عن إجراءات متزايدة للتعامل مع أزمة المناخ، بالإضافة إلى تأكيد التزاماتها التي تعهدت بها في اتفاق باريس للمناخ، الموقع في عام 2015.

وقد أعلنت عدة دول عن إشارات تفيد بمساعي ابتعادها عن الوقود الأحفوري، كما قدمت تعهدات مالية لمساعدة البلدان النامية على التعامل مع آثار تغير المناخ. شركات عالمية الكبرى أعلنت أهدافها المناخية عبر عملياتها؛ التزمت أكثر من 2000 مدينة بوضع مخاطر المناخ في صلب عملية صنع القرار في خططها التنموية.  

وقد سلط الاهتمام بشكل خاص على الخطاب الغاضب المتحمس الذي قدمته الناشطة الشابة غريتا ثونبرغ في القمة الذي انتقدت فيه قادة العالم بقولها: "إنكم تخذلوننا، غير أن الشباب بدأوا يفهمون خيانتكم. أعين جميع الأجيال القادمة موجهة إليكم الآن، فإن اخترتم الفشل فإننا لن نسامحكم أبدا".

وقد رحب الأمين العام بالغضب الذي أبدته الناشطة الشابة ثونبيرغ، واختتم المؤتمر معلنا اعترافه بـ "الزخم والتعاون والزيادة من سقف الطموح" الذي تحقق، لكنه حذر أيضا من أن "أمامنا طريق طويل لنقطعه".

مؤتمر المناخ COP25 التابع للأمم المتحدة في مدريد، الذي انعقد خلال الأسبوعين الأولين من شهر كانون الأول/ديسمبر، مثل علامة فارقة في الرحلة الطويلة نحو اقتصاد عالمي مستدام. غير أن العديد من المعلقين والناشطين اعتبروا أن المؤتمر كان "مخيباً للآمال"، إذ لم يتم التوصل فيه إلى توافق عام في الآراء بشأن القضية الرئيسية المتمثلة في زيادة تغير المناخ.

ومع ذلك، رفض الأمين العام أنطونيو غوتيريش اعتبار قمة (COP25) في مدريد هزيمة لجهود معالجة ازمة المناخ، مؤكدا التعهد بأن "علينا ألا نستسلم". وقد كانت هناك عدة مؤشرات تدل على التقدم المحرز، وعلى زخم متزايد للتغيير:

التزم الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، بتحقيق تحييد الكربون بحلول عام 2050، وأعلنت 73 دولة أنها ستقدم خطة عمل وطنية خاصة بها بشأن المناخ. كما كان هناك أيضا طموح كبير في تحقيق اقتصاد أنظف على المستوى الإقليمي والمحلي، حيث تعمل 14 منطقة إقليمية و398 مدينة حول العالم و 786 شركة و 16 مستثمرا على تحقيق صافي الصفر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.

الأمم المتحدة تستعد لذكرى مرور 75 عاما على تأسيسها

تتطلع الأمم المتحدة في هذا العام الجديد إلى الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها، وستطلق ضمن احتفاليتها السنوية الـ 75 لتأسيس المنظمة ما يوصف بأنه "أكبر حوار عالمي على الإطلاق" حول مستقبل الكوكب.

سيشمل ذلك إجراء حوارات عامة حول العالم تسمح للناس بالتعبير عن آمالهم ومخاوفهم حول مستقبل الكوكب، وتتطلع الأمم المتحدة للتعلم من تجاربهم. وسيتم تقديم وجهات النظر والأفكار المتولدة من هذه الحوارات إلى قادة العالم وإلى كبار مسؤولي الأمم المتحدة في حدث رفيع المستوى يعقد في أيلول/ سبتمبر 2020.

للمزيد من المعلومات حول خطط الأمم المتحدة للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 75، وكيفية المشاركة في الحوار العالمي حول مستقبل العالم زورا موقع الأمم المتحدة هنا.

نأمل أن تكونوا قد استفدتم من مراجعاتنا الثلاث لسنوات العقد المنصرم 2010- 2020.