منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية تعرب عن القلق إزاء تدهور الأوضاع الصحية في شمال غرب سوريا

سيارة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري في طريقها إلى تقديم المساعدات وسط الركام الناتج عن الصراع. منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لقي مئات العاملين في المجال الإنساني ومقدمي الخدمات في سوريا مصرعهم أثناء تأدية عملهم.
UNICEF/UN0162763/Khabieh
سيارة تابعة للهلال الأحمر العربي السوري في طريقها إلى تقديم المساعدات وسط الركام الناتج عن الصراع. منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، لقي مئات العاملين في المجال الإنساني ومقدمي الخدمات في سوريا مصرعهم أثناء تأدية عملهم.

منظمة الصحة العالمية تعرب عن القلق إزاء تدهور الأوضاع الصحية في شمال غرب سوريا

الصحة

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها العميق إزاء الوضع في شمال غرب سوريا وتأثير الأعمال العدائية على صحة السكان الذين يعانون من أوضاع صعبة في ظل البرد القارس. 

وفي بيان صادر أمس الأربعاء، قال الدكتور ريتشارد برينان، مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن التصعيد العسكري الأخير في شمال غرب سوريا أدّى إلى خسائر في الأرواح وإصابات وتفاقم معاناة المدنيين، إضافة إلى نزوح أكثر من 130 ألف شخص من بينهم نساء وأطفال وكبار سن.

وأضاف يقول "بعضهم نزح ثلاث مرات خلال الأعوام التسعة من الصراع في سوريا."

12 مليون شخص بحاجة للمساعدات

وتقدّر منظمة الصحة العالمية أعداد من يحتاجون إلى خدمات صحية في عموم سوريا بـ 12 مليون شخص، منهم أكثر من 2.7 مليون في الشمال الغربي، ونصف مليون في جنوب إدلب، حيث يتواصل انقطاع الخدمات الصحية الهشة.

نزوح أكثر من 130 ألف شخص من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن بعضهم نزح ثلاث مرات خلال الأعوام التسعة الماضية -- دكتور ريتشارد برينان مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية

وأبلِغت منظمة الصحة العالمية بإغلاق 14 مركزا للرعاية الصحية الأولية ومستشفيين اثنين بسبب الظروف الأمنية.

وقالت المنظمة إن المراكز الـ 14 لم تعد تقدم تطعيمات للأطفال في تلك المناطق، كما جرى تعليق خدمات مركز السلام للأمومة مع إجلاء الموظفين منه في 20 كانون أول/ديسمبر. كما تم إخلاء مستشفى المعرة الوطني وإغلاقه في 23 كانون أول/ديسمبر 2019، وإغلاق مركزين لغسل الكلى في معرّة النعمان وبابيلا ما يترك نحو 35 مريضا بحاجة إلى غسيل كلى بدون هذه الخدمات المنقذة للحياة.

وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن 42 مرفقا صحيا سيواجه نفس المصير إذا ما تواصلت الأعمال العدائية، وستُجبر المرافق على تعليق خدماتها في المناطق الواقعة جنوب وشرق إدلب.

وتشير المنظمة الدولية إلى أن النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية والطواقم الصحية سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وسيترك مئات الآلاف من الأشخاص بدون قدرة على الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

 

أطفال في خيمة مدرسية في شمال إدلب، سوريا. حرمتهم الأوضاع الإنسانية من الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعليم وجميع الاحتياجات الأساسية.
© UNICEF/UN0248372/Watad
أطفال في خيمة مدرسية في شمال إدلب، سوريا. حرمتهم الأوضاع الإنسانية من الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي والتعليم وجميع الاحتياجات الأساسية.

 الصحة النفسية

وأعربت المنظمة عن قلقها إزاء تأثير الأزمة الجديدة على الصحة النفسية للسكان في تلك المنطقة، خاصة بعد أن وجدت  تقارير حديثة للمنظمة، نُشرت في حزيران/يونيو، أن واحدا من بين كل خمسة أشخاص في أوضاع ما بعد الصراع يعاني من الاكتئاب أو اضطرابات القلق أو اضطرابات ما بعد الصدمة، أو الاضطراب ثنائي القطب أو الانفصام. وبحسب المنظمة، سيساهم التصعيد الأخير في زيادة الطلب على تلك الخدمات، في الوقت الذي يُعدّ فيه توفر الخدمات مقيّدا.

       * إقرأ أيضا: حصاد أخبار الأمم المتحدة لأبرز الأحداث خلال عقد من الزمان (الجزء الأول)

وفي شأن متصل، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء استهداف المرافق الصحية المتواتر، ما يزيد من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية. وقالت المنظمة إنه بحسب نظام الرقابة التابع لها، فقد وقع في نهاية تشرين ثاني/نوفمبر 83 هجوما في سوريا على المرافق الصحية، 69 منهم (أي 83%) في شمال غرب البلاد.

وفي خضّم الأزمة، تواصل منظمة الصحة العالمية العمل مع الشركاء لتقييم الاحتياجات الناشئة، وتنسيق إجراءات الاستجابة.

وأكد الدكتور برينان على أن المنظمة تدعم الفرق الصحية المتنقلة، وأنها وزعت مستلزمات صحية محددة مسبقا، وتقدم دعما موسعا لخدمات الصحة النفسية وستواصل فعل كل ما أمكن لضمان توفير الصحة وحماية المستضعفين.