منظور عالمي قصص إنسانية

نحن معا: اليوم الدولي للمهاجرين يسلط الضوء على قصص التماسك الاجتماعي الفريدة للمهاجرين ومجتمعاتهم المضيفة

أسرة فنزويلية تحاول بناء حياة جديدة في تشيلي.
©UNHCR/Santiago Escobar-Jarami
أسرة فنزويلية تحاول بناء حياة جديدة في تشيلي.

نحن معا: اليوم الدولي للمهاجرين يسلط الضوء على قصص التماسك الاجتماعي الفريدة للمهاجرين ومجتمعاتهم المضيفة

المهاجرون واللاجئون

تحت وسم "نحن معا" يحتفي اليوم الدولي للمهاجرين هذا العام بقصص التماسك الاجتماعي المتنوعة والفريدة من نوعها التي يختبرها كل واحد من 272 مليون مهاجر يعيشون حاليا حياة جديدة في مجتمعات جديدة في كل ركن من أركان المعمورة.

فمن الحلاق السوري الذي يمارس تجارته في تركيا، إلى الموسيقيين الكلاسيكيين من فنزويلا في أداء مع نظرائهم في أوركسترا الجمهورية الدومينيكية، تقول المنظمة الدولية للهجرة إننا نشهد الوعد الذي تم إعلانه عندما تتم إدارة الهجرة بشكل جيد والتعامل مع المهاجرين بكرامة.

وتضيف الوكالة الأممية، في رسالتها بالمناسبة، أننا نرى ما يأتي من التوليفات التي يتحملها الوافدون الجدد الذين يتكيفون مع التقاليد في مجتمعاتهم الجديدة. نرى تلك المجتمعات تزدهر بينما يرحب السكان المحليون بالسكان الجدد في وسطهم.

"نتعلم معا وننشئ ونعمل سويا ونغني ونرقص ونلعب معا. نعيش معا. هذا هو معنى اليوم الدولي للمهاجرين ورسالته."

وفي مقال صحفي بعنوان "التماسك الاجتماعي: يعتبر الاعتراف بالهجرة ميزة مفيدة للجميع،" قال أنطونيو فيتورينو، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، إنه وفي كثير من الأحيان، عندما نتحدث عن المهاجرين، نجد أنفسنا مضطرين إلى التحدث عن لحظات من المشقة الشديدة.

Tweet URL

وأشار إلى أولئك الذين يجدون أنفسهم رهن الاحتجاز في ليبيا، والذين يتم الاتجار بهم على متن الشاحنات، وهم يبحثون عن "حياة جديدة بعيدا عن الدول المنهارة والصراع والكوارث."

وقال السيد فيتورينو إن الأمم المتحدة خصصت هذا اليوم لتذكر هؤلاء الأفراد وتأكيد الحاجة إلى احترام حقوق وكرامة الجميع وللاعتراف بما يقدر بنحو 272 مليون مهاجر من الأعضاء الأساسيين في جميع مجتمعاتنا اليوم.

ولكنه أيضا يوم للاعتراف بسخاء ودفء المجتمعات المضيفة التي احتضنت الوافدين الجدد الذين وصلوا وبحوزتهم أشياء قليلة أو لا شيء.

في كولومبيا وألمانيا وجميع أنحاء العالم، يقول فيتورينو إننا رأينا أمثلة على المجتمعات التي تشاركت منازلها وحياتها مع من هم أقل حظا، مشيرا إلى أن العديد من المجتمعات التي يصل إليها المهاجرون بالفعل هشة ومحدودة الموارد وتكافح من أجل الازدهار.

وأوضح أنطونيو فيتورينو أن تركيز اليوم الدولي للمهاجرين، هذا العام على التماسك الاجتماعي، ليس تقديرا للمهاجرين فحسب، بل للمجتمعات التي يمكنهم أن يزدهروا فيها أيضا.

وأثنت المنظمة الدولية للهجرة على المجتمعات المحلية والمهاجرين والجهد المشترك، وتعهدت بدعمهم في سبيل "تحقيق مستقبل أفضل للجميع.

الأمين العام: من حق جميع المهاجرين التمتع بجميع حقوقهم الإنسانية 

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش قال، من جانبه، إن المهاجرين جزء لا يتجزأ من أفراد المجتمع، إذ يساهمون في التفاهم والتنمية المستدامة في مجتمعاتهم المحلية وفي المجتمعات التي تستقبلهم، مشددا على أنه من مصلحة الجميع أن تكون الهجرة آمنة ومنظمة ونظامية.

وأضاف غوتيريش في رسالته بالمناسبة أن التعاون الدولي هو خير ما تتحقق به الأولويات الوطنية في مجال الهجرة. وقال إن من حق جميع المهاجرين أن يتمتعوا على قدم المساواة مع غيرهم بحماية جميع حقوق الإنسان المكفولة لهم، مشيرا إلى أن هذه المبادئ مكرسة في الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. وأضاف غوتيريش:

"كثيرا ما نسمع عن المهاجرين كلاما مؤذيا وزائفا. وكثيرا ما نرى المهاجرين يواجهون مصاعب لا توصف من جراء سياسات هي وليدة الخوف أكثر مما هي نابعة من الحقيقة."

وحث الأمين العام بمناسبة هذا اليوم الدولي، القادة والناس في كل مكان على تفعيل الاتفاق العالمي، حتى تكون الهجرة في مصلحة الجميع.

 

لاجئون فنزويليون في ملجأ في البرازيل.
©UNHCR/Santiago Escobar-Jarami
لاجئون فنزويليون في ملجأ في البرازيل.

 

فيليبي موراليس يحث الدول على بذل المزيد لمكافحة خطاب الكراهية 

 وبدوره دعا فيليبي غونزاليس موراليس، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين، الدول إلى أن تضع حقوق الإنسان في قلب السياسات العامة والمناقشات المتعلقة بالهجرة، ومضاعفة جهودها لمكافحة خطاب الكراهية.

وحذر موراليس من المخاوف الأمنية التي تُستخدم بشكل خاطئ لتجريم المهاجرين والأشخاص الذين يحاولون مساعدتهم. وأضاف:

 "عندما تتم مراجعة سياسات الهجرة في العديد من المناطق والبلدان، من الأهمية بمكان ألا تتغلب المخاوف الأمنية على حقوق الإنسان للمهاجرين."

وأشار الخبير الأممي، بشكل خاص، إلى المهاجرين في أشد المواقف ضعفا، بمن فيهم أولئك الذين لا يحملون وثائق وغير منتظمين، مضيفا أن حماية حقوق الإنسان ينبغي أن تظل هدفا رئيسيا بالنسبة لجميع السياسات العامة.

وحث الخبير الأممي الدول على بذل المزيد من الجهد لمكافحة خطاب الكراهية ضد المهاجرين، قائلا إن "خطاب الكراهية يؤدي في كثير من الأحيان إلى وصم وتجريم المهاجرين، وله تأثير سلبي خطير على إعمال حقوقهم الإنسانية. لقد حان الوقت للدول لأن تصعد تدابيرها لمكافحته."

تعمل الفنزويلية لورا إسبينوزو البالغة من العمر 37 عاما في شركة أزهار ملتزمة بإدراج اللاجئين في قوتها العاملة.
©UNHCR/Daniel Dreifuss
تعمل الفنزويلية لورا إسبينوزو البالغة من العمر 37 عاما في شركة أزهار ملتزمة بإدراج اللاجئين في قوتها العاملة.

 

تخيل يوما بدون المهاجرين!

كيف سيبدو يوم واحد بدون المهاجرين؟

على عكس ما قد يعتقده البعض، فالمهاجرين يلعبون دورا حيويا في الاقتصاد العالمي. وتشير الدراسات إلى أن المهاجرين يجلبون النمو والابتكار في كل من البلدان التي ينتمون إليها، وفي البلدان التي ينتقلون إليها.

وتقول الأمم المتحدة إن معظم الدول الغربية قنبلة ديموغرافية موقوتة تتمثل في زيادة عدد السكان المسنين وانخفاض معدلات المواليد، وبالتالي يتعين على هذه الدول الاعتماد على المهاجرين لدفع النمو الاقتصادي والحفاظ عليه لأنه يصب في مصلحة هذه الدول المتقدمة دعم الهجرة الآمنة والمنظمة.

ويتزامن اليوم الدولي للمهاجرين هذا العام مع انعقاد المنتدى العالمي للمهاجرين في جنيف وهو أول محفل رفيع المستوى من نوعه يهدف إلى متابعة التنفيذ العملي للاتفاق العالمي بشأن اللاجئين، الذي عقد في نيويورك العام الماضي.

منتدى اللاجئين العالمي: دعوة إلى "إعادة إطلاق" نهج جديدة والتزامات طويلة الأمد لحماية اللاجئين