منظور عالمي قصص إنسانية

آثار تغير المناخ: مبادرة جديدة لتعزيز قدرات الدول النامية بنظم الإنذار المبكر

غيوم عاصفة تتشكل فوق أحد أقاليم جمهورية كوريا.
WMO/Injoo Hong
غيوم عاصفة تتشكل فوق أحد أقاليم جمهورية كوريا.

آثار تغير المناخ: مبادرة جديدة لتعزيز قدرات الدول النامية بنظم الإنذار المبكر

المناخ والبيئة

أعلنت الأمم المتحدة اليوم في مدريد – خلال اللقاء الدوري للدول الملتزمة بالاتفاقات الأممية بشأن تغير المناخ – عن مبادرة جديدة أطلقها عدد من وكالاتها لإنشاء "نظم وخدمات جديدة للإنذار المبكر" بهدف التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره في الدول النامية. رئيس الجمعية العامة دعا من جانبه إلى الاستثمار في تدابير القدرة على الصمود في البلدان الأكثر عرضة للظاهرة العالمية.

وتقول الأمم المتحدة إن هذا التحالف المتضافر الذي تقوده المنظمة العالمية للأرصاد الجوية "سيساعد في حماية حياة المجتمعات وممتلكاتها وسبل عيشها" حول العالم. التحالف، الذي أعلن عنه اليوم خلال اجتماعات مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين (COP25) في مدريد الإسبانية، يضم اثنتي عشرة منظمة دولية تعمل مجتمعة على "تعزيز خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجية في البلدان النامية". الهدف هو تعزيز قدرات هذه الدول في مجال المعلومات المناخية لتصبح مطابقة لقدرات الدول الأكثر تقدما" بحلول عام 2030.

العمل المناخي يتطلب توفير أكثر خدمات المعلومات والإنذار وثوقا

وقد تعهد أعضاء المبادرة بالعمل لصالح البلدان النامية لمساعدتها في الحصول على خدمات جيدة للتنبؤ بالطقس والهيدرولوجيا والمناخ، بالإضافة إلى توفير خدمات موثوقة للإنذار المبكر يمكنها الإسهام في إنقاذ حياة وممتلكات وسبل عيش المجتمعات الأكثر عرضة للخطر.

ومن شأن هذا العمل المشترك بين الوكالات الأممية المتخصصة، حسب ما أعلن الأمين العام للمنظمة المعنية بالأرصاد الجوية، أن يزيد من قدرات الصمود والتكيف مع تغير المناخ، بالإضافة إلى المساهمة في التخفيف من الآثار الناجمة عنه. وأضاف السيد بيتري تالاس في تقديمه للمبادرة في المؤتمر المقام حتى الحادي عشر من هذا الشهر أن "العمل ضد تغير المناخ يتطلب تزويد الدول بأكثر خدمات المعلومات والإنذار الموثوقة" المتوفرة حاليا. وأن "العديد من البلدان النامية تواجه قيودا على توفير هذه الخدمات للسكان" وأن التحالف سيكون هو "الوسيلة لتعزيز دعمنا لأكثر الفئات ضعفا."

حلول الطاقة النووية

وكان المدير العام الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي قد سلط الضوء خلال المؤتمر على الدور الذي يمكن أن تلعبه الطاقة النووية في الانتقال العالمي للطاقة النظيفة.

وأكد ماريانو غروسي أن "مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أمر حيوي لانتقال الطاقة النظيفة، لكنها وحدها لا تستطيع تلبية احتياجات البلدان المتزايدة من الطاقة." وأضاف المسؤول الأممي أن الطاقة النووية يمكن أن "توفر طاقة مستمرة منخفضة الكربون لتدعم الاستخدام المتزايد لمصادر الطاقة المتجددة." علاوة على ذلك، يمكن للطاقة النووية أن تكون "المفتاح الذي يطلق الإمكانات الكاملة للطاقة المتجددة" بتوفيرها الدعم المرن طوال الوقت، حسب تأكيد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتعتقد دول كثيرة أنه سيكون من الصعب عليها جدا، إن لم يكن من المستحيل، أن تحقق التنمية المستدامة وأن تحقق الأهداف المناخية العالمية "دون استخدام كبير للطاقة النووية".

ماريانو غروسي أشار إلى أن "الطاقة النووية توفر حوالي ثلث الكهرباء منخفضة الكربون في العالم، وتلعب حاليا دورا هاما في التخفيف من تغير المناخ".

الدكتور باندي: العالم بحاجة إلى اتخاذ إجراءات جماعية

مراسم افتتاح  مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين للدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (10 كانون الأول/ديسمبر 2019)
UNFCCC/James Dowson
مراسم افتتاح مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين للدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (10 كانون الأول/ديسمبر 2019)

وفي أول مشاركة له في اللقاء الدوري للدول الأطراف الملتزمة بـ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ذكَّر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دول العالم بالتزاماتها المعلنة محذرا من أن "تجاهل آثار تغير المناخ سيمثل فشلا لكل شعوب العالم وللأجيال القادمة".

وقال السيد تيجاني محمد باندي، الذي تولى مطلع هذا العام رئاسة المنظومة الأممية، إن تبني زعماء العالم – قبل أربعة أعوام – للاتفاق الوحيد الملزم عالميا لمواجهة تهديد المناخ كان إنجازا لتعددية الأطراف في عمل الأمم المتحدة.

ووصف الدكتور باندي اعتماد الدول لاتفاق باريس للمناخ "بالتطور المعياري في العمل المناخي" الساعي لوقف آثار تغير المناخ على مستقبل الإنسانية.  غير أنه حذر من أن "الاتجاهات الحالية للانبعاثات العالمية سوف تؤدي إلى زيادة الاحترار" وأن البشر سيواجهون المزيد من أحداث الطقس القاسية والشديدة، مشيرا إلى تكرر حدوث كوارث المناخ عالميا وإلى تكلفتها البشرية والاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة.

 تتدهو الأراضي، وتضيع الغابات والنظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي؛ وتواجه محيطاتنا التلوث -رئيس الجمعية العامة

وقال رئيس الجمعية العامة لمؤتمر الدول الأطراف إن "دول العالم بحاجة إلى اتخاذ إجراءات جماعية" فيما يخص العمل المناخي على الصعيدين الوطني والعالمي، وإنه "لا يمكن لدولة جزرية صغيرة نامية، ولا دولة عضو كبيرة، كبح جماح تغير المناخ منفردة".

وأضاف باندي "بينما نحتفل بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة، علينا تعزيز نظامنا الدولي." وذكَّر بأن الحلول الممكنة للتحديات الحالية، بما في ذلك حالة الطوارئ المناخية، "لن يتم إيجادها إلا من خلال العمل الجماعي."