منظور عالمي قصص إنسانية

إطلاق حملة تطعيم واسعة تستهدف لاجئي الروهينجا والمجتمعات المضيفة تخوفا من تفشي الكوليرا

مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تساعد آلاف المتضررين من العواصف الموسمية في مخيمات اللاجئين الروهينجا- أيلول/سبتمبر 2019
UNHCR
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تساعد آلاف المتضررين من العواصف الموسمية في مخيمات اللاجئين الروهينجا- أيلول/سبتمبر 2019

إطلاق حملة تطعيم واسعة تستهدف لاجئي الروهينجا والمجتمعات المضيفة تخوفا من تفشي الكوليرا

الصحة

انطلقت هذا الأسبوع حملة تطعيم ضد الكوليرا في مخيمات كوكس بازار للاجئين في بنغلاديش، ومن المتوقع أن يحصل أكثر من 635،000 شخص من لاجئي الروهينجا والمجتمعات المحلية المحيطة على اللقاح لحماية المواطنين الضعفاء ضد المرض القاتل مع ارتفاع أعداد حالات الإصابة "بالإسهال المائي الحادّ."

تستمر الحملة من 8-14 كانون الأول/ديسمبر للوصول إلى 139،888 من لاجئي الروهينجا أعمارهم تتراوح بين 1-5 أعوام. وفي المجتمعات المضيفة، ستتواصل الحملة من 8-31 كانون الأول/ديسمبر للوصول إلى أي شخص يتجاوز عمره العام الواحد (وعددهم 495،197).

وبدأت الحملة بقيادة وزارة الصحة وشؤون الأسرة، في بنغلاديش وبدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) وغيرهما من الشركاء، بهدف الوصول إلى الأشخاص الذين فاتتهم فرصة تلقي اللقاح ضد الكوليرا في السابق. ويتم تمويل الحملة، بما في ذلك التكاليف التشغيلية، من قبل منظمة GAVI أو تحالف اللقاحات.

 80% من المجتمعات المضيفة يعيشون قرب المخيمات ولم يتم استهدافهم في الحملات السابقة للتطعيم ضد الكوليرا وما زالوا عرضة للخطر -- منظمة الصحة العالمية

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في بنغلاديش، الدكتور بردان جانج رانا، "نريد حماية هؤلاء الأشخاص من أمراض الإسهال. فرغم إحراز تقدم لضمان الوصول إلى مياه مأمونة صالحة للشرب ومياه صرف صحي، إلا أن هذه الأمراض تظل مشكلة تبعث على القلق: نحو 80% من المجتمعات المضيفة يعيشون قرب المخيمات ولم يتم استهدافهم في الحملات السابقة للتطعيم ضد الكوليرا وما زالوا عرضة للخطر."

مساعي حثيثة لمكافحة المرض

وحتى هذا التاريخ، تلقى أكثر من مليون شخص اللقاح ضد الكوليرا منذ بدء حملات التطعيم مع بداية الاستجابة لحالات الطوارئ عام 2017 وقد ساعدت هذه الحملات على منع تفشي المرض.

وقال تومو هوزمي، ممثل اليونيسف في بنغلاديش، إن اليونيسف دعمت شبكة من مراكز علاج الإسهال لتزويد أولئك الذين يعانون من الإسهال المائي الحاد بالعلاجات اللازمة والذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا تم تركه دون فحص، وأضاف يقول "من المهم أيضا إشراك طواقم الصحة المحلية للترويج لممارسات النظافة الصحية السليمة ومحاربة الإسهال على مستوى البيت."

يجب إشراك طواقم الصحة المحلية للترويج لممارسات النظافة الصحية السليمة ومحاربة الإسهال على مستوى البيت -- اليونيسف

وأكدت مديرة "تحالف اللقاحات" السيّدة أنورادها جوبتا أنه لا يجب إنكار حق الأفراد في الحصول على صحة جيدة، وعلى وجه الخصوص الأطفال، "ولهذا السبب كنا ندعم أنشطة تقديم اللقاح في كوكس بازار منذ عام 2017، ولهذا السبب أيضا سنواصل العمل عن قرب مع الشركاء للحماية من الكوليرا، ولمنع تفشيها وكي لا يتخلف أحد عن الركب."

المياه المأمونة والنظافة الشخصية

وسيشارك في التوجه للمنازل وتقديم اللقاحات أكثر من 1450 فريقا. وتتضمن تلك الفرق 4،300 متطوع من بينهم طواقم الصحة المحلية. وإلى جانب ذلك، سيقدم 240 مشرفا و68 من المنسقين الدعم للحملات في المخيمات، وفي مقابل ذلك سيقدم 15 مشرفا و30 فريقا الدعم في المجتمعات المضيفة.

وأكدت الحكومة في بنغلاديش الالتزام في اتخاذ جميع التدابير الممكنة لإبقاء هذا المرض بعيدا عن البلاد. وقال الدكتور عبد القلم آزاد، مدير عام الخدمات الصحية في وزارة الصحة وشؤون الأسرة، إن بذل الجهود بدعم من اليونيسف مستمر لتحسين الوصول إلى المياه المأمونة الصالحة والصرف الصحي وتشجيع الحفاظ على النظافة، وأضاف يقول "هذان أمران في غاية الأهمية للتحكم بانتقال الكوليرا وغيرها من الأمراض المرتبطة بالمياه. إن اليونيسف والشركاء كانوا في الطليعة يبذلون الجهود لتحسين قدرات العاملين الصحيين ومكافحة الإسهال."

وتواصل منظمة الصحة العالمية مراقبة حالات "الإسهال المائي الحاد" عن كثب عبر "الإنذار المبكر، ونظام مراقبة الطوارئ" والذي يشمل مراقبة الأمراض التي يتم الإبلاغ عنها للمرافق الصحية. إضافة إلى ذلك، فإن منظمة الصحة العالمية تدعم مراقبة جودة المياه وتحسين قدرات مختبرات قسم هندسة الصحة العامة.

تقي اللقاحات من حدوث ما يُقدَّر بمليوني إلى ثلاث ملايين وفاة كل عام
تقي اللقاحات من حدوث ما يُقدَّر بمليوني إلى ثلاث ملايين وفاة كل عام. by WHO

الاستعداد للوباء

وكانت كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف قد قامت بتجهيز المستلزمات المنقذة للحياة لضمان الاستجابة السريعة لإمكانية تفشي الكوليرا.

يُذكر أن جميع جرعات لقاح الكوليرا أخذت من المخزون العالمي للقاح ضد الكوليرا، بتمويل من تحالف اللقاحات. كما أن استخدام المخزون للاستجابة لتفشي الأمراض يُدار من قبل مجموعة التنسيق العالمي والتي تضم ممثلين من منظمة الصحة العالمية واليونيسف وأطباء بلا حدود، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. ومنذ انطلاق المخزون الاحتياطي عام 2013، ساعدت ملايين الجرعات المقدمة كل عام في احتواء الأمراض المتفشية حول العالم، ومن بينها حملات في كوكس بازار.

مرض الإسهال

يمثّل مرض الإسهال ثاني أهمّ أسباب وفاة الأطفال دون سن الخامسة كل عام. ويمكن أن يدوم هذا المرض عدة أيام ويترك الجسم دون كمية الماء والأملاح الضرورية للبقاء على قيد الحياة. إن معظم من يموتون من جراء الإسهال يموتون بالفعل بسبب الجفاف الشديد وفقدان السوائل.

والإسهال هو إخراج براز رخو أو سائل ثلاث مرّات أو أكثر في اليوم (أو بوتيرة تفوق الوتيرة المعتادة). ولا يُعتبر إخراج البراز المتشكّل إسهالاً، شأنه شأن البراز الرخو أو العجيني الذي يخرجه الرضّع.

ويمكن الحد من مخاطر المرض عبر شرب المياه المأمونة الصالحة للشرب واستخدام خدمات الإصحاح المحسنة وغسل اليدين بالصابون كما يمكن علاج الإسهال بمحلول من الماء والملح مع أقراص الزنك.