منظور عالمي قصص إنسانية

الشباب في طليعة المدافعين عن حقوق الإنسان وباشيليت تدعو إلى عدم تركهم وحيدين في مواجهة الأزمات وعلى رأسها تغير المناخ

أرشيف: غريتا ثونبرغ (وسط الصورة)،  ناشطة مناخية سويدية، تنضم إلى نشطاء المناخ الشباب في تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة (الجمعة 30 أغسطس 2019)
UN Photo/Manuel Elias
أرشيف: غريتا ثونبرغ (وسط الصورة)، ناشطة مناخية سويدية، تنضم إلى نشطاء المناخ الشباب في تظاهرة أمام مقر الأمم المتحدة (الجمعة 30 أغسطس 2019)

الشباب في طليعة المدافعين عن حقوق الإنسان وباشيليت تدعو إلى عدم تركهم وحيدين في مواجهة الأزمات وعلى رأسها تغير المناخ

حقوق الإنسان

شهد هذا العام قدرا هائلا من النشاط والتحرّك، لا سيما من جانب الشباب ومن الملائم جدًّا لنا أن نحتفل هذا العام بيوم حقوق الإنسان خلال مؤتمر الأمم المتّحدة بالغ الأهميّة، والمنعقد في مدريد من أجل تعزيز العدل المناخي.

جاء ذلك في مقدمة بيان مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشيليت بمناسبة يوم حقوق الإنسان والذي يتم إحياؤه هذا العام تحت شعار "شباب يدافعون عن حقوق الإنسان". ويهدف إلى الاحتفال "بالدور القيادي الذي يؤدّيه الشباب في الحركات الجماعية كمصدر إلهام لمستقبل أفضل."

وأعربت مفوضة حقوق الإنسان عن بالغ الامتنان لملايين الأطفال والمراهقين والشباب الذين قالت إنهم يفضحون يوميا الأزمة التي تواجه كوكبنا.

وأشارت باشيليت إلى أنه لا يمكننا أبدا أن نترك للشباب وحدهم قضيّة معالجة حالة الطوارئ المناخية التي نشهدها، أو أزمات حقوق الإنسان العديدة الأخرى التي تسبب حاليا اضطرابات متزامنة في العديد من البلدان حول العالم.

تغير المناخ يؤثر على حقنا في  التحرّر من التمييز، وفي التنمية وفي تقرير المصير

Tweet URL

وشددت المسؤولة الأممية على أهمية أن ندعم مبادئ حقوق الإنسان العالمية التي تم إعدادها بعناية فائقة، وهي تدعم السلام والعدالة والتنمية المستدامة، مضيفة أن عالما "يتمّ فيه تآكل حقوق الإنسان هو عالم يتدهور نحو الماضي المظلم، حيث يمكن للأقوياء أن يفترسوا الضعفاء في غياب تام أو شبه تام لضبط النفس بحكم الأخلاق أو القانون.
وحسبما قالت مفوضة حقوق الإنسان فإن حالة الطوارئ المناخية العالمية غير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، المتفشية في كوكبنا كلّه تمثل أخطر التحديات التي انتشرت خلال أوّل عقدين من القرن الـ 21 وتهدّد حقوق الإنسان، مشيرة إلى أننا بدأنا في الواقع نشعر بآثارها على حقّنا في الحياة وفي الصحة والغذاء والمياه والمأوى، وحقّنا في التحرّر من التمييز، وفي التنمية وفي تقرير المصير.

ودعت باشيليت  إلى الإصغاء إلى أصوات الشباب، قائلة إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتّحدة في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 1948، يشكّل التزاما ثابتا من جانب الدول بحماية حقوق الجميع، بما في ذلك تمكين الأجيال المقبلة من الحفاظ على كرامة الإنسان والمساواة والحقوق. وأضافت:

"يتمتّع البشر جميعهم بالحقّ في المشاركة في القرارات التي تؤثّر على حياتهم. وكي نضمن اتّخاذ قرارات أكثر فعالية، وبناء المزيد من الثقة والوئام عبر الدول، على قادة المجتمعات كافة أن يصغوا إلى شعوبهم، وأن يبادروا إلى العمل وفقًا لاحتياجاتهم ومطالبهم."

ما من دولة ولا مجتمع بمنأى عن حالة الطوارئ المناخية

وشددت باشيليت على أنه ما من دولة ولا مجتمع بمنأى عن حالة الطوارئ المناخية هذه وهي تزداد حدة، مشيرة إلى أننا نشهد "على معاناة أكثر المجتمعات والأمم ضعفا من أضرار جسيمة. ويخسر الناس منازلهم وسبل عيشهم وحياتهم. وتتفاقم أوجه عدم المساواة، ويُجبر المزيد من الناس على النزوح." ودعت باشيليت إلى التحرك سريعا كي نقلّل قدر الإمكان من الأضرار على البشر والبيئة.

وقالت السيدة باشيليت إن الحدود الوطنيّة لن تكبح حدّة الأضرار المناخية، ولن تفشل ردود الفعل القائمة على القومية العدائية، أو الاعتبارات المالية قصيرة الأجل فحسب، بل إنها ستمزق عالمنا. وإن الكفاح من أجل العدل المناخي وحقوق الإنسان ليس بصراع سياسي، ولا يتعلّق الأمر باليسار أو اليمين، بل بالحقوق والأخطاء.

وأوضحت باشيليت أن الأمر ولا يقتصر على مخاوف تولّدها أزمة مناخية متسارعة دفعت الملايين إلى التحرّك والمطالبة بالمبادرة إلى العمل. ففي كلّ منطقة، يفضح الناس عدم المساواة والمؤسسات القمعية، على حد تعبيرها.

وقالت إن شجاعة ووضوح ومبادئ كلّ هؤلاء الناس، وبعضهم صغار السن فعلا، قد ألهمتنا وهم يطالبون بسلميّة بتصحيح أخطاء عصرنا وتحقيق قدر أكبر من الحريّة والعدالة، مشيرة إلى أنهم يمثلون تعبيرا حيا عن حقوق الإنسان. 

ودعت باشيليت صانعي السياسة في كل مكان إلى أن يصغوا إلى هذه النداءات والدعوات، وأن يستجيبوا لها عبر صياغة سياسات أكثر فاعلية وقائمة على المبادئ بشكل أكبر. وأضافت:

"لدينا الحق في العيش بمنأى عن التمييز على أي أساس كان. ولدينا الحقّ في الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية ومستوى معيشي لائق. ولدينا الحقّ جميعنا في المشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتنا. فهي تؤثّر على مستقبلنا وسبل عيشنا وحرياتنا وأمننا وبيئتنا، وليس على مستقبلنا فحسب، بل على مستقبل أطفالنا وأحفادنا وأولاد أحفادنا."

 الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ تنضم إلى مجموعة من الشباب في مؤتمر الأطراف 25  في مدريد للمطالبة بإجراء عاجل بشأن تغير المناخ.
UNFCCC
الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ تنضم إلى مجموعة من الشباب في مؤتمر الأطراف 25 في مدريد للمطالبة بإجراء عاجل بشأن تغير المناخ.

الأمين العام: الشباب يسعون لأجل مستقبل يعمُّه السلام والعدل وتكافؤ الفرص

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في رسالته بالمناسبة إن العالم كله يشهد الشباب حاليا وهم يحتشدون في مسيرات وينظمون أنفسهم مُطالِبين جهارا "بالحق في بيئة صحية. بحقوق متساوية للنساء والفتيات. بالمشاركة في صنع القرار. بالتعبير عن آرائهم بحرية. إنهم يسعون محتشدين من أجل حقهم في مستقبل يعمُّه السلام والعدل وتكافؤ الفرص."

من حق كل شخص أن يتمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية

وقال الأمين العام إنه من حق كل شخص أن يتمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بصرف النظر عن المكان الذي يعيش فيه وبصرف النظر عن العنصر أو العرق أو الدين أو الأصل الاجتماعي أو الجنس أو الميل الجنسي أو الرأي السياسي أو غيره من الآراء أو الإعاقة أو الدخل أو أي وضع آخر.

ودعا السيد أنطونيو غوتيريش الجميع بمناسبة هذا اليوم إلى دعم وحماية الشباب الذين يدافعون حاليا عن حقوق الإنسان.

الأمين العام بمناسبة يوم حقوق الإنسان: الشباب يسعون لأجل مستقبل يعمه السلام والعدل وتكافؤ الفرص