منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يحث على دعم صندوق الطوارئ بوصفه واحدا "من أكثر الاستثمارات فعالية" في العمل الإنساني

مشروع ضخ المياه بدعم من منظمة الهجرة الدولية في مخيم للنازحين في الصومال. واستطاعت الهجرة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها من الوكالات تغطية الاحتياجات العاجلة للنازحين في المخيم والفضل يعود  إلى دعم الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ.
WFP/Georgina Goodwin
مشروع ضخ المياه بدعم من منظمة الهجرة الدولية في مخيم للنازحين في الصومال. واستطاعت الهجرة الدولية وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها من الوكالات تغطية الاحتياجات العاجلة للنازحين في المخيم والفضل يعود إلى دعم الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ.

الأمين العام يحث على دعم صندوق الطوارئ بوصفه واحدا "من أكثر الاستثمارات فعالية" في العمل الإنساني

المساعدات الإنسانية

حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر إعلان التعهدات للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ الذي عُقد في المقر الدائم يوم الاثنين، الدول على تقديم الدعم للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، بوصفه أحد أكثر الاستثمارات فعالية في مجال العمل الإنساني.

وأثنى غوتيريش على عمل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ وقال إن "أزمة المناخ تتسبب في حدوث أعاصير أكثر ومميتة بشكل أكبر، إضافة إلى الجفاف حول العالم. إلا أن الصندوق يقف في خط المواجهة." وأشاد الأمين العام بدور 127 دولة وغيرها من الداعمين المساهمين في الصندوق. وقال "إن 52 دولة من الدول التي حصلت على دعم قدمت أيضا مساهمات للصندوق. وهذا ما يجعل الصندوق بالفعل صندوقا للجميع ومن الجميع."

وعدّد الأمين العام أمثلة على نجاعة عمل الصندوق، من بينها الاستجابة إلى إعصار إيداي الذي ضرب دول جنوب أفريقيا في آذار/مارس 2019، إذ قدم الصندوق 20 مليون دولار لمساعدة الشركاء الإنسانيين في موزمبيق وملاوي وزمبابوي، وبفضل هذا التعاون تم الوصول إلى مئات الآلاف من السكان وتقديم الماء لهم والرعاية الطبية الطارئة وغيرها من الخدمات الأساسية.

الصندوق في خطوط المواجهة

 الصندوق المركزي لمواجهة الأزمات هو الصندوق العالمي الوحيد السريع والذي يتنبأ بالحاجة ويتمتع بمرونة كبيرة تمكنه من الوصول إلى عشرات ملايين الأشخاص -- الأمين العام

وبعدها بأسابيع، ضرب إعصار كينيث جزر القمر وموزمبيق حيث تدخل الصندوق وقدّم 13 مليون دولار للتأكد من حصول المتضررين على الماء والنظافة الصحية والملجأ والغذاء والرعاية الصحية. كما ساهم الصندوق في تجنب حدوث مجاعة في القرن الأفريقي هذا العام بعد أن تسبب النزاع المسلح والجفاف الشديد بمستويات قياسية من الجوع. وأشار الأمين العام إلى أن وتيرة الأزمات عام 2019 لا هوادة فيها، وقد دعم الصندوق سكان 44 دولة من اليمن إلى أفغانستان إلى كولومبيا.

وقال الأمين العام إن الصندوق المركزي لمواجهة الأزمات هو الصندوق العالمي الوحيد السريع والذي يتنبأ بالحاجة والذي يتمتع بمرونة كبيرة تمكنه من الوصول إلى عشرات الملايين من الأشخاص.

الحدث السنوي رفيع المستوى للإعلان عن التعهدات للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ
UN Photo/Evan Schneider
الحدث السنوي رفيع المستوى للإعلان عن التعهدات للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ

وشدد غوتيريش على أهمية الخدمة التي يقدمها الصندوق، "فعلى سبيل المثال في مالي والسودان ساهم الصندوق في إنقاذ حياة الأشخاص المتضررين من انعدام الأمن وسوء التغذية. وفي الكاميرون وتشاد والأرض الفلسطينية المحتلة وأوكرانيا وغيرها، ساعد الصندوق الأطفال في البقاء خلف مقاعد الدراسة."

وفيما يتعلق بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، أشاد الأمين العام بوضع هذه الفئة كأولوية وتقديم المساعدات لـ 350،000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة هذا العام.

كما خصص الصندوق في عام 2019، 214 مليون دولار لمشاريع تصب تركيزها على الدفع قدما بالمساواة بين الجنسين، وأضاف غوتيريش "على سبيل المثال، فإنه في الكاميرون قدّم الصندوق أدوات وعقاقير للولادات الآمنة والصحة الإنجابية وتقديم الدعم الاجتماعي والسيكولوجي وزيادة رفع مستوى الوعي فيما يتعلق بالعنف المبني على أساس الجنس."

2020: مشهد قاتم

سنواجه تحديات كبيرة في عام 2020، وأخشى أن المشهد قاتم -- مارك لوكوك

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، "سنواجه تحديات كبيرة في عام 2020، وأخشى من أن المشهد قاتم." وأضاف أنه من المتوقع أن يحتاج 109 مليون شخص العام المقبل إلى مساعدات، أي 1 من كل 45 شخص في العالم سيحتاج إلى المساعدة، وهو أكبر رقم على الإطلاق. وأوضح قائلا "أي أننا بحاجة إلى تمويل بقيمة 29 مليار دولار."

38 دولة تعهدت بتقديم الدعم

وأضاف لوكوك في ختام الاجتماع، إن 38 دولة أعلنت تقديم المساعدات، وثماني دول من الحاصلة على التبرعات أيضا قدمت تبرعاتها. وأضاف لوكوك "إننا نسير على المسار الإيجابي لمواصلة تقديم المساعدات للمحتاجين."

 وقد أنشئ صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ عام 2006، وقدم مساعدات بقيمة 6 مليارات دولار على مدار الأعوام الماضية في 104 دول. وفي كل عام، يقدم الصندوق مساعدات طبية لنحو 13 مليون شخص، ومساعدات غذائية لنحو 6 ملايين شخص ويوزع الماء ويحسن شبكات الصرف الصحي لنحو 10 مليون شخص، ويوفر الحماية لـ 4 ملايين شخص.

مستويات غير مسبوقة من الاحتياجات الإنسانية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يلتقط الصورة مع أعضاء من مستشاري الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ قبيل انعقاد المؤتمر رفيع المستوى لإعلان التبرعات للصندوق
UN Photo/Manuel Elias
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يلتقط الصورة مع أعضاء من مستشاري الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ قبيل انعقاد المؤتمر رفيع المستوى لإعلان التبرعات للصندوق

وفيما يتعلق بعام 2019، قال لوكوك إن حجم طلب المساعدات من الصندوق بلغ مستويات غير مسبوقة، وقد مكّن الصندوق المنظمات الإغاثية من تقديم المساعدة لملايين الناس المتأثرين بالكوارث بوقت سريع في 46 دولة بتمويل بلغ 520 مليون دولار، وهو يفوق ما كان مخصصا للصندوق العام الماضي (500 مليون دولار).

وقد ساعد الصندوق الأشخاص المتأثرين بالكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات والزلازل، مثل موزمبيق وإيران والقرن الأفريقي، كما ساعد الصندوق مواطني اليمن والسودان على احتواء الأمراض المتفشية عبر الاستجابة السريعة، كما ساعد على تجنب انتقال الإيبولا إلى الدول المجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

خطة عمل 2020 تشمل نهجين:

وأوضح لوكوك أن خطة عمل 2020 تشمل نهجين، الأول هو اعتماد النهج الاستباقي في المناطق التي يمكن التنبؤ بوقوع كوارث بها وهو ما يساهم في التقليل من حجم الأضرار وسرعة الاستجابة للكوارث. على سبيل المثال في الصومال تم استخدام تمويل من الصندوق للحد من آثار الجفاف على السكان هناك. أما فيما يتعلق بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين والمحتاجين، ولتحقيق هذا الهدف يجب التأكد من أن جميع البرامج مصممة لمساعدة أولئك المحتاجين.

وأضاف لوكوك يقول "إن النساء وذوي الإعاقة من أكثر الفئات التي تحتاج إلى المساعدة. يجب أن نقوم بعمل أفضل لتقديم المساعدة لهم، إذ لا تركز جميع المنظمات الإنسانية جهودها عليهم."

مساهمة إماراتية للصندوق

وأعلنت الإمارات خلال الجلسة عن تقديم 5 مليون دولار كمساهمة للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ. وقال المتحدث باسم بعثة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة إن الصندوق يساعد على الوصول إلى المواقع التي يصعب الوصول إليها سوى عبر الجهود الجماعية.

وقال المتحدث إن الإمارات العربية زادت من حجم المساعدات في السنوات الماضية لأن للصندوق سجل غير مسبوق في خدمة مبادئ العمل الإنساني والحياد والاستقلالية والموضوعية والنزاهة.  

مصر: إشادة بعمل الصندوق

الحدث السنوي رفيع المستوى للإعلان عن التعهدات للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ
UN Photo/Evan Schneider
الحدث السنوي رفيع المستوى للإعلان عن التعهدات للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ

وأعرب المتحدث باسم بعثة مصر لدى الأمم المتحدة عن إشادته بالأنشطة الإنسانية التي يقوم بها الصندوق وقال "نحن ندعم عمله الذي يستند إلى مبادئ العمل الإنساني الدولي وفي مقدمتها الحياد والعالمية والاستقلالية والموضوعية والبعد عن التسييس."

وأضاف أنه سبق لمصر تقديم مساهمات خلال الفترة الماضية، وهي الآن تدرس تقديم مساعدات جديدة. وأضاف أن "مصر تولي أهمية للعمل الإنساني خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي في عام 2019."

الكويت تقدم مساعدات

وبدوره أكد المتحدث باسم دولة الكويت أن تفشي الأمراض والكوارث الطبيعية كل ذلك يستدعي التدخل الدولي لتكثيف الاستجابة وإنقاذ الأرواح.

وأضاف أن مساهمة الكويت للصندوق لعام 2020 هي مليون دولار، مشيرا إلى أن دولة الكويت دأبت على تقديم الدعم للصندوق مثلما فعلت خلال الأعوام الماضية منذ إنشائه.

اليمن: الحاجة الإنسانية كبيرة

مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة يحث المجتمع الدولي على تقديم المزيد من المساعدات

وقال مندوب اليمن الدائم لدى الولايات المتحدة، عبد الله السعدي، في كلمته إنه يقدر اهتمام الأمين العام ووكيله للشؤون الإنسانية بالوضع في اليمن "والجهود الحثيثة لمساعدة الشعب اليمني في مواجهة أزمته الإنسانية الناتجة عن انقلاب الميليشيات الحوثية المسلحة."

 يتحتم على العالم مواصلة تعزيز ودعم آلياته للتصدي لهذه التحديات الناتجة عن الصراعات وتفشي الأمراض وتغير المناخ -- المندوب اليمني

وقال "نشكر الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ الذي ساهم في جهود مواجهة التطورات الحرجة بما في ذلك احتواء تفشي وباء الكوليرا، ومع استمرار التحديات الإنسانية بوتيرة غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم. ما يتحتم على العالم مواصلة تعزيز ودعم آلياته للتصدي لهذه التحديات الناتجة عن الصراعات وتفشي الأمراض وتغير المناخ."

وقد ساهم الصندوق في تلبية الاحتياجات الحادة لمليوني شخص في اليمن في 27 مديرية وهي معرضة لخطر المجاعة من خلال التدخلات المتكاملة في الوقت المناسب، وقد تم تخصيص 75 مليون دولار لليمن خلال السنوات القليلة الماضية لتوفير المياه والمعونات غير الغذائية وخدمات الحماية لأكثر الفئات ضعفا.

وأضاف المندوب اليمني، "بالرغم من الجهود إلا أن الوضع الإنساني في اليمن يحتاج إلى المزيد من الدعم الذي يقدمه الصندوق."