منظور عالمي قصص إنسانية

إيران: خبراء أمميون يقرعون جرس الإنذار إزاء قمع الاحتجاجات وقطع الإنترنت وتقارير تفيد بمقتل وجرح واعتقال المئات

منظر لإيران 11 كانون أول/ديسمبر 1997
UN Photo/Milton Grant
منظر لإيران 11 كانون أول/ديسمبر 1997

إيران: خبراء أمميون يقرعون جرس الإنذار إزاء قمع الاحتجاجات وقطع الإنترنت وتقارير تفيد بمقتل وجرح واعتقال المئات

حقوق الإنسان

أعربت مجموعة من خبراء* الأمم المتحدة المستقلين عن قلقهم البالغ إزاء التقارير التي تفيد بقتل وتشويه المتظاهرين وإغلاق متواصل لشبكة الانترنت على مستوى البلاد في الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع في إيران، ودعوا السلطات إلى ضمان احترام وحماية حقوق حرية الرأي والتعبير. 

وفي بيان صدر اليوم الجمعة، أشار الخبراء إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي تعتبر إيران دولة طرفا فيه، وأضافوا:

"إننا نشعر بقلق عميق إزاء التقارير المتعلقة بالقتل والإصابات، وأن السلطات ربما استخدمت القوة المفرطة ضد الاحتجاجات. القوة يجب استخدامها بدقة وعندما يصبح ذلك أمرا لا مفر منه."

منذ يوم الجمعة الماضي، ورد أن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في حوالي 40 بلدة ومدينة في جميع أنحاء البلاد، احتجاجا على زيادة أسعار الوقود بنسبة 50% وفرض قيود صارمة على البنزين.

وأشار بيان الخبراء إلى "تقارير موثوق بها" تفيد بمقتل 160 شخصا في الفترة بين 15-19 نوفمبر/ تشرين الثاني فضلا عن اعتقال 1000 آخرين، مع احتمال أن يكون الرقم أكبر من ذلك بحسب تقارير. ونقل الخبراء عن تقارير بأن عشرات المتظاهرين قُتلوا بالذخيرة الحية التي أطلقتها قوات الأمن.

الحق في المعلومات

جاءت المظاهرات على خلفية تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، والذي وصفه فريق الخبراء بأنه نتيجة "سوء الإدارة الاقتصادية والفساد، وإعادة فرض العقوبات في عام 2019"، والتي كان لها تأثير سلبي كبير على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للإيرانيين كل يوم ".

وذكر مكتب لحقوق الإنسان في المفوضية العليا لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة هي من بين "التحديات الاقتصادية الخطيرة التي تجتاح البلاد" برغم احتياطاتها الوفيرة من النفط والغاز، وحث الدولتين على الدخول في حوار هادف.

وأشار الخبراء إلى أن "إغلاق شبكة الانترنت على نطاق واسع له غرض سياسي واضح وهو قمع حق الإيرانيين في الوصول إلى المعلومات والتواصل خلال فترة الاحتجاجات. إن هذه الخطوة غير المشروعة تحرم الإيرانيين ليس فقط من الحرية الأساسية ولكن أيضا من الوصول الأساسي إلى الخدمات الأساسية ".

وقال الخبراء إن السلطات الإيرانية حذرت من اتخاذ إجراء حاسم في حال عدم توقف الاحتجاجات، الأمر الذي يثير مخاوف جدية من أن الوضع قد يتصاعد أكثر. وحثوا الحكومة على "البحث والدخول في حوار" والامتناع عن التدابير التي تعرض حقوق الإنسان للمتظاهرين للخطر.

خبراء حقوق الإنسان هم:

جافيد رحمن، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في جمهورية إيران الإسلامية؛ كليمنت نياليتسوسي فول، المقرر الخاص المعني بالحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات؛ ديفيد كاي، المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير؛ أغنيس كالامارد، المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي.

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم

ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم