منظور عالمي قصص إنسانية

الصحة العالمية تحذر: 4 من بين كل 5 يافعين لا يمارسون النشاط البدني... ولا حتى لساعة واحدة في اليوم

منظمة الصحة العالمية تحض اليافعين على ممارسة الرياضة أكثر
Unsplash/Elizabeth Lies
منظمة الصحة العالمية تحض اليافعين على ممارسة الرياضة أكثر

الصحة العالمية تحذر: 4 من بين كل 5 يافعين لا يمارسون النشاط البدني... ولا حتى لساعة واحدة في اليوم

الصحة

دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر في دراسة أعدتها حول نشاط اليافعين من الفتية والفتيات، وقالت المنظمة إن الفشل في ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني يعرّض حياة اليافعين الصحية للخطر، في الوقت الحالي ومستقبلا.

وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها عالميا أجراها باحثون من منظمة الصحة العالمية حول القصور في النشاط البدني لدى الفتية والفتيات بين سن 11 إلى 17 عاما وتبين الدراسة أن أكثر من 80% من طلاب المدارس حول العالم لا يمارسون الساعة المطلوبة من الرياضة يوميا.

وتستند الدراسة إلى معطيات جُمعت حول 1.6 مليون طالب تتراوح أعمارهم  بين 11 إلى 17 عاما في 146 دولة بين عامي 2001-2016 ووجدت أن الفتيات أقل نشاطا من الصبيان في جميع الدول التي شملتها الدراسة ما عدا تونغا وساموا وأفغانستان وزامبيا.

أولاد الفلبين وبنات كوريا الجنوبية هم الأقل نشاطا

بحسب الدراسة، فإن الفلبين تصدرت القائمة من حيث الأولاد الأقل نشاطا بدنيا في العالم، حيث بلغت النسبة 93% وتصدرت بنات كوريا الشمالية القائمة إذ بلغت النسبة 97%.

أوضحت الدراسة أن القصور في النشاط البدني لدى الأولاد انخفض بشكل طفيف بين عامي 2011 و2016 من 80% إلى 78% في حين لم يطرأ أي تغيير على النشاط البدني لدى البنات (85%).

وأكد معدّو الدراسة أنه لو استمر الانخفاض في معدلات القصور في النشاط البدني قد يتحقق الهدف الذي اتفقت عليه جميع الدول في جمعية الصحة العالمية عام 2018 وهو انخفاض بنسبة 15% سنويا أي 70% مع حلول عام 2030.

وأوضحت ليان رايلي، المشاركة في إعداد الدراسة، أن حقيقة أن الفتيات أقل نشاطا من الأولاد تبعث على القلق. وأضافت "نحن بحاجة إلى فرص أكثر لتناسب احتياجات واهتمامات الفتيات ولجذبهن للمشاركة في النشاط البدني والحفاظ على هذه المشاركة إلى مرحلة النضج."

العقل السليم في الجسم السليم

بحسب الصحة العالمية، الفتيات أقل ممارسة للنشاط البدني من الأولاد. الطفلة ريم في الصورة (11 عاما)
UN News/ Shirin Yaseen
بحسب الصحة العالمية، الفتيات أقل ممارسة للنشاط البدني من الأولاد. الطفلة ريم في الصورة (11 عاما)

وأفادت دكتورة ريجينا غاتهولد، معدّة الدراسة، بضرورة اتخاذ سياسات عاجلة لزيادة النشاط الجسماني والترويج لمشاركة الفتيات في الرياضة البدنية.

ويساهم النشاط البدني في تحسين نظام القلب والتنفس وفي تقوية العضلات والعظام والأيض إضافة إلى التأثير الإيجابي على الأوزان وعلى الإدراك والحياة الاجتماعية، وهذه الفوائد ترافق الصغار حتى مرحلة النضج.

وتؤكد المنظمة أنه بالإمكان الحصول على فوائد النشاط البدني دون القيام برياضة شديدة أو متعبة، إذ يمكن الحصول على المنافع عبر رياضات بسيطة مثل المشي أو الهرولة أو ركوب الدراجة.

يساهم النشاط البدني في تحسين نظام القلب والتنفس وفي تقوية العضلات والعظام

وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن الفشل في ممارسة الرياضة بسن صغيرة قد يؤثر على الصحة مستقبلا والإصابة بأمراض كان بالإمكان تجنبها، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وسرطان الثدي والقولون.

ومن الآثار الإيجابية لممارسة الرياضة، الحفاظ على صحة عقلية ونفسية جيدة لأن النشاط الجسدي يشجع على التعلم ويؤخر إمكانية الإصابة بالخرف.

ولتحسين مستويات النشاط الجسماني لدى اليافعين، توصي الدراسة بـ:

  • وضع سياسات فعالة وبرامج لرفع مستوى النشاط البدني في صفوف الفتية والفتيات.
  • توفير الفرص للصغار كي يكونوا أكثر نشاطا عبر التعليم وتخطيط المدن وزيادة السلامة على الطرقات وغيرها.

وتشدد الدراسة على أهمية اضطلاع أعلى مستويات المجتمع، بما فيها القيادات الوطنية والمحلية والبلدية، في الترويج لأهمية النشاط البدني من أجل الحفاظ على الصحة ورفاهية المجتمع واليافعين فيه.

أربعة من بين كل خمسة يافعين لا يختبرون المتعة والفوائد الاجتماعية والنفسية والصحية للنشاط البدني

وأوضحت الدكتورة فيونا بول، من منظمة الصحة العالمية والمشاركة في إعداد الدراسة، أن البحث يسلط الضوء على حق الصغار في اللعب والحصول على الفرص من أجل صحة نفسية وجسدية أفضل وحياة أكثر رفاهية. وأضافت أن "أربعة من بين كل خمسة يافعين لا يختبرون المتعة والفوائد الاجتماعية والنفسية والصحية للنشاط البدني، ويجب حثّ صناع القرار والأطراف المعنية على التحرك الفوري من أجل صحة الجيل الحالي والأجيال المستقبلية."

دور الدول والحكومات

ووفق الدراسة، يجب أن تحدد الحكومات الأسباب التي تؤدي إلى وجود فارق بين الأولاد والبنات من حيث النشاط البدني، وأن تبحث في الفروقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية والبيئية التي تؤدي إلى تعميق هذه التباينات.

وتشير الدكتورة فيونا بول إلى أهمية أن تسعى الدول إلى تطوير وتحديث سياساتها وتحديد الموارد الضرورية لزيادة النشاط الجسدي. "يجب أن تساهم السياسات في زيادة جميع أنماط النشاط البدني وأن يشمل ذلك التثقيف الصحي ليزيد الوعي بشأن النشاط الجسدي وأهمية ممارسة الرياضة والحصول على الراحة وتوفير بيئة آمنة حتى يتسنى للصغار السير على الأقدام أو ركوب الدراجات بمفردهم."

ومن الدول العربية التي شملها البحث: مصر والعراق والكويت ولبنان وليبيا والمغرب والأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وعُمان وقطر وسوريا وتونس والإمارات واليمن والبحرين والجزائر.