منظور عالمي قصص إنسانية

مارك كتس: أشعر "بالاشمئزاز" جرّاء استهداف مخيم للنازحين شمال إدلب

أسرة فرت من الأعمال العدائية في إدلب تقيم مخيما مؤقتا في قرية عقربات قرب الحدود التركية (3 حزيران/يونيو 2019)
© UNICEF/Aaref Watad
أسرة فرت من الأعمال العدائية في إدلب تقيم مخيما مؤقتا في قرية عقربات قرب الحدود التركية (3 حزيران/يونيو 2019)

مارك كتس: أشعر "بالاشمئزاز" جرّاء استهداف مخيم للنازحين شمال إدلب

السلم والأمن

أدان نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كتس، في بيان، استهداف مخيم قاح للاجئين على الحدود التركية والذي أدى إلى مقتل 12 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجراح.

ودعا كتس كافة الأطراف المتنازعة في سوريا إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية بما يتماشى مع التزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.

وقد أفادت التقارير باستهداف مخيم قاح للنازحين شمال غربي سوريا في 20 تشرين ثاني/نوفمبر، حيث أطلقت صواريخ باتجاه قاح وهي منطقة مكتظة بالسكان وتقع شمال إدلب على الحدود التركية. ووفق التقارير الأولية، فقد قُتل في الهجوم 12 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجراح، من بينهم أطفال. ووقعت أضرار كبيرة ودمار في البنية التحتية للمخيم بما فيها الخيام التي تأوي النازحين. كما تعرّض مستشفى للتوليد في المنطقة لأضرار جرّاء القصف، وأصيب خلاله أربعة من عمال الإغاثة.

دعوة لإجراء تحقيق

وقال نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس "روّعتني التقارير الواردة حول الاعتداء الغاشم على مدنيين في منطقة إدلب. وأشعر بالاشمئزاز من استهداف المدنيين الضعفاء بالصواريخ، من بينهم كبار بالسن ونساء وأطفال لجأوا إلى خيام ومساكن مؤقتة في مخيم للنازحين داخل سوريا."

إقرأ أيضا: الكابوس في إدلب السورية يزداد سوءا..

ودعا كتس إلى إجراء تحقيق كامل في هذه الواقعة المفزعة. وأضاف "هذه المخيمات هي عبارة عن مأوى لأشخاص فرّوا أصلا بسبب العنف بحثا عن الأمان والملجأ."

توجيه أي ضربة باتجاه المدنيين هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني--مارك كتس

وأضاف كتس أن القانون الدولي الإنساني يحتّم بصرامة على جميع الأطراف التفريق بين المدنيين والمقاتلين والتصرف بعناية وعدم المساس بالمدنيين أثناء العمليات العسكرية. وأشار إلى أن "توجيه أي ضربة باتجاه المدنيين هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني."

ومنذ نهاية شهر نيسان/أبريل، وثّق مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان إصابة أكثر من 1000 مدنيّ بجراح في شمال غرب سوريا بسبب الأعمال العدائية، والمئات منهم أطفال. كما تم توثيق عشرات الاعتداءات على مرافق طبية والعاملين في القطاع الصحي في جميع أنحاء سوريا.

 

نجاة رشدي تدعو إلى حماية المدنيين وبنيتهم ​​التحتية وتشدد على ضرورة إنهاء المأساة الإنسانية في سوريا

وبدورها أدانت نجاة رشدي، كبيرة مستشاري الشؤون الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، بأشد العبارات الهجوم الصاروخي، الذي قيل إنه تم إطلاقه من الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، والذي استهدف مخيم قاح للنازحين كثيف السكان، وانفجر بالقرب من مستشفى الولادة في محافظة إدلب.

وأشارت السيدة رشدي في بيان إلى أن القصف أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصا وجرح نحو 50 آخرين، من بينهم أطفال، مع توقعات بارتفاع عدد الضحايا.

وقالت رشدي إن المدنيين في قاح أجبروا على الفرار من ديارهم، بعضهم نزح عدة مرات، بحثا عن الأمان ويعيشون في ظروف قاسية، حيث تم تدمير الخيام والملاجئ الأخرى، في وقت بدأت فيه درجات الحرارة في الانخفاض.

وأيدت السيدة رشدي دعوة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى التحقيق الكامل في هذا الهجوم المدمر ودعت إلى حماية المدنيين وبنيتهم ​​التحتية والتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، مشددة على ضرورة أن تنتهي المأساة الإنسانية التي تتكشف في سوريا.

وأعربت رشدي عن "الأسف لوقوع هذا الحادث في الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل"، مشيرة إلى أنه لم يتم الوفاء بالحقوق الأساسية للأطفال السوريين في الحياة والحماية.

الأطفال في إدلب يعانون

وقالت منظمة اليونيسف إن تصاعد العنف يستمر في تشريد المزيد من العائلات في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا. ويلجأ الكثير منهم إلى مخيمات غير رسمية بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث يساعد الأطفال عائلاتهم على بناء ملاجئ لحماية أنفسهم من برد الشتاء.

وقالت صباح، وهي طفلة نازحة تبلغ من العمر 12 عاما:

"كانت أختي نائمة في غرفتها عندما سقطت الصواريخ. فأصابتها وماتت".

أما إبراهيم، وهو طفل نازح يبلغ من العمر 14 عاما، فيقول:

"كنا نلعب كرة في المدرسة وفجأة بدأت القذائف تضرب بالقرب من المدرسة. بدأنا بالاختباء. بدأ جميع الأطفال في المدرسة في البكاء وكانوا خائفين".

وبحسب اليونيسف، من بين 400،000 شخص نزحوا في شمال غرب سوريا في الأشهر الأخيرة، هناك ما يقرب من 150،000 من الأطفال تسربوا من المدارس ويعانون من ظروف معيشية قاسية للغاية بالإضافة إلى الخسارة والصدمات النفسية.