منظور عالمي قصص إنسانية

إيران: مفوضية حقوق الإنسان تبدي القلق بشأن وقوع وفيات خلال الاحتجاجات وتدعو السلطات إلى الحد من استخدام العنف ضد المتظاهرين

المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل
UNIFEED
المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل

إيران: مفوضية حقوق الإنسان تبدي القلق بشأن وقوع وفيات خلال الاحتجاجات وتدعو السلطات إلى الحد من استخدام العنف ضد المتظاهرين

حقوق الإنسان

أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان عن قلق عميق إزاء تقارير عن انتهاكات لمبادئ ومعايير دولية متعلقة باستخدام القوة، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية، ضد المتظاهرين في إيران خلال الاحتجاجات التي بدأت يوم الجمعة واستمرت حتى هذا الأسبوع.

جاء ذلك على لسان المتحدث روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحفي عقده بجنيف أعرب فيه عن "قلق خاص لأن استخدام الذخيرة الحية قد تسبب في عدد كبير من الوفيات في جميع أنحاء البلاد".

كان من الصعب التحقق من التفاصيل بسبب إغلاق الإنترنت في وقت متأخر من يوم السبت--روبرت كولفيل

وقال كولفيل إنه وفيما اعترفت السلطات، بما في ذلك آية الله خامنئي، بوقوع بعض الوفيات، كان من الصعب للغاية التحقق من العدد الإجمالي.

وتشير وسائل الإعلام الإيرانية ومصادر أخرى إلى احتمال مقتل العشرات وإصابة العديد من الأشخاص أثناء الاحتجاجات في ثماني محافظات مختلفة على الأقل، واعتقال أكثر من 1000 محتج. وقيل إن الاحتجاجات نُظمت في 40 بلدة أو أكثر في جميع أنحاء البلاد، ولكن مرة أخرى "كان من الصعب التحقق من التفاصيل بسبب إغلاق الإنترنت في وقت متأخر من يوم السبت"، بحسب روبرت كولفيل.

ضرورة قصر استخدام القوة لتفادي الخسائر في الأرواح

وفي هذا السياق حث المتحدث باسم المفوضية السلطات الإيرانية وقوات الأمن الإيرانية على "تجنب استخدام القوة لتفريق التجمعات السلمية". وفي الحالات التي يكون فيها التجمع عنيفا دعا كولفيل السلطات إلى "قصر استخدام القوة إلى أقصى حد ممكن، لا سيما الإجراءات التي من المحتمل أن تسبب إصابات أو خسائر خطيرة في الأرواح".

يجب ضمان عدم استخدام الأسلحة النارية إلا في حالات وجود تهديد وشيك على الحياة أو إصابة خطيرة، وفقط عندما تكون التدابير الأقل تطرفا غير كافية لمعالجة مثل هذا التهديد--روبرت كولفيل

ويشمل ذلك، بحسب المفوضية، "إصدار تعليمات واضحة لقوات الأمن بالالتزام بالمبادئ والمعايير الدولية المتعلقة باستخدام القوة، بما في ذلك ضمان عدم استخدام الأسلحة النارية إلا في حالات وجود تهديد وشيك على الحياة أو إصابة خطيرة، وفقط عندما تكون التدابير الأقل تطرفا غير كافية لمعالجة مثل هذا التهديد".

وفي حدثه أمام الصحفيين بجنيف، حث كولفيل المحتجين أيضا على القيام بمظاهرات بطريقة سلمية "دون اللجوء إلى العنف الجسدي أو تدمير الممتلكات".

إيران دولة طرف في اتفاقيات دولية ملزمة

تجدر الإشارة إلى أن إيران دولة طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وفي هذا الصدد، دعت المفوضية السلطات الإيرانية إلى "احترام الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، على النحو المنصوص عليه في العهد، وهو معاهدة دولية ملزمة".

كما دعت الحكومة إلى إعادة تشغيل شبكة الإنترنت على الفور، وأشكال الاتصال الأخرى التي تسمح بحرية التعبير والوصول إلى المعلومات.

حوار هادف مع كافة الجهات الفاعلة

وبينما أشار كولفيل إلى التحديات الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها إيران، بما في ذلك في سياق العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، حث الحكومة الإيرانية على الدخول في حوار هادف مع مختلف الجهات الفاعلة في البلاد حول التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها السكان، والعمل بشكل جماعي مع قطاعات المجتمع من أجل التوصل إلى حل مستدام لهذه القضايا.

استخلاص العبر من المظاهرات الدائرة في بلدان أخرى

ولفت المتحدث باسم المفوضية الانتباه إلى ما أوضحته بشكل جلي العديد من الاحتجاجات الشعبية الأخرى في كافة أنحاء العالم في الأسابيع والأشهر الأخيرة، قائلا "إن مجرد الرد بكلمات قاسية وقبضة حديدية يرفع بشكل كبير من خطر انتهاك القواعد والمعايير الدولية ولكن أيضا من خطر تفاقم الوضع بشكل كبير على الجميع، بما في ذلك على الحكومة.

"إن احتجاجات من هذا النوع وعلى هذا النطاق هي مؤشر على وجود مظالم عميقة الجذور التي غالبا ما تكون راسخة، والتي لا يمكن تجاهلها ببساطة"، بحسب كولفيل.