منظور عالمي قصص إنسانية

المديرة التنفيذية للأمم المتحدة للبيئة: يجب علينا تكثيف إجراءات حماية الكوكب، في وقت الحرب

أطفال ينظرون من وراء جدار على سطح منزلهم إلى  سحب الدخان من آبار النفط التي أحرقها تنظيم داعش عندما فروا من بلدة في جنوب الموصل. (من الأرشيف)
UNICEF/Mackenzie
أطفال ينظرون من وراء جدار على سطح منزلهم إلى سحب الدخان من آبار النفط التي أحرقها تنظيم داعش عندما فروا من بلدة في جنوب الموصل. (من الأرشيف)

المديرة التنفيذية للأمم المتحدة للبيئة: يجب علينا تكثيف إجراءات حماية الكوكب، في وقت الحرب

السلم والأمن

حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يوم الأربعاء من أنه، إذا أراد العالم أن يحقق هدفه في مستقبل أكثر استدامة لكل الناس وللكوكب، هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية البيئة أثناء الحروب.

جاءت تعليقات إنغر أندرسون في رسالة بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية. فعلى الرغم من الحماية التي توفرها العديد من المعاهدات القانونية، لا تزال البيئة هي "الضحية المجهولة للنزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم" وفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

كما ذكرت السيدة أندرسون أنه نادرا ما تكون العوامل البيئية هي السبب الوحيد للصراع العنيف. ومع ذلك، يمكن أن يكون استغلال الموارد الطبيعية وما يتصل بها من ضغوط بيئية ذات صلة وثيقة في جميع مراحل دورة الصراع، متسببة في اندلاع العنف وإدامته، أو تقويض فرص السلام" حسب ما أوضحت السيدة أندرسون.

وتضيف رئيسة البرنامج الأممي للبيئة:

"يمكن للوصول إلى المياه أو تدفقها وتدهور الأراضي والفيضانات والتلوث، بالإضافة إلى التنافس على الموارد المستخرجة، أن يؤدي مباشرة إلى تفاقم التوترات ويؤدي إلى اندلاع الصراعات، كما هو الحال بالنسبة لقضايا استنزاف الموارد مثل إزالة الغابات وتآكل التربة والتصحر."

من الأرشيف: حريق في مصفاة غاز في صربيا.
UNEP
من الأرشيف: حريق في مصفاة غاز في صربيا.

من "العميل البرتقالي" إلى حرب داعش

ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن القلق العام بشأن استهداف البيئة واستخدامها أثناء احتدام المعارك، وصل إلى ذروته خلال حرب فيتنام، حيث أدى استخدام مبيدات الأعشاب السامة – التي أطلق عليها لقب "العميل البرتقالي" – إلى إزالة الغابات وتلوثها على نطاق واسع.

وقد أدى الغضب الدولي الناتج عن هذا الاستخدام الحربي إلى اعتماد صكين قانونيين دوليين جديدين، هما اتفاقية التعديل البيئي في عام 1976، وبعده بعام واحد التعديل الذي أضيف على اتفاقيات جنيف التي تنظم الانخراط في الحروب.

وقد ذكَّر برنامج الأمم المتحدة للبيئة بحادثة التلوث واسع النطاق التي نجمت عن التدمير المتعمد لآبار النفط في الكويت، خلال حرب الخليج عام 1991، حيث أثارت الحادثة دعوات أخرى لتعزيز الحماية القانونية للبيئة أثناء الحرب.

غير أن التأثير على البيئة تواصل بالرغم من ذلك، فعلى سبيل المثال  أدى قصف العشرات من المواقع الصناعية في نزاع كوسوفو في عام 1999 إلى تلوث بالمواد الكيميائية السامة.

وفي الآونة الأخيرة ، قام مقاتلو داعش بإشعال النيران في آبار النفط مع انسحابهم من مناطق في العراق، مما أدى إلى إطلاق ما وصفه برنامج الأمم المتحدة للبيئة بـ"مزيج سام" من الغازات والمركبات الأخرى في الهواء.

حماية الكوكب، حتى أثناء الصراع

كما أوردت السيدة أندرسون أنه في العقود الأخيرة، حدثت تغييرات أساسية في الطريقة التي يفهم بها المجتمع الدولي التحديات التي تواجه السلام والأمن. فارتفاع عدد الجهات الفاعلة في الحروب – من غير الدول – تعني أن الأمن لا يمكن النظر إليه من حيث التهديدات العسكرية التقليدية فقط، حسب توضيحها. وقالت المسؤولة الأممية إن "هذا المشهد الأمني ​​المتغير باستمرار يتطلب تحولا في الطريقة التي يشارك بها المجتمع الدولي في إدارة الصراع."

وأكدت السيدة أندرسون على ضرورة "أن يؤخذ الدور المحتمل للموارد الطبيعية والبيئة في الاعتبار منذ البداية" خلال مراحل منع الصراع والإنذار المبكر، وحتى في صنع السلام وبنائه واستدامته.

وقالت السيدة أندرسون إن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يعمل منذ عام 1999 لتحديد الآثار البيئية للحرب، بما في ذلك من خلال تحديد الثغرات ومواطن الضعف في القوانين الدولية التي تحمي البيئة أثناء الحرب.

وأضاف المسؤولة الأممية "ومع ذلك، إذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة، نحتاج إلى العمل بمزيد من الاستعجال والاتساق للحد من التهديدات التي تشكلها النزاعات المسلحة على بيئتنا، وعلى صحتنا وسبل عيشنا، في نهاية المطاف."