منظور عالمي قصص إنسانية

الناشطة باسمة يوسف لأخبار الأمم المتحدة: لم يهيئني أحد للحزن والألم المصاحبين للعلاج من مرض سرطان الثدي

باسمة يوسف تعرض تجربتها في قهر سرطان الثدي في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك.
Shirin Yaseen/UN news
باسمة يوسف تعرض تجربتها في قهر سرطان الثدي في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك.

الناشطة باسمة يوسف لأخبار الأمم المتحدة: لم يهيئني أحد للحزن والألم المصاحبين للعلاج من مرض سرطان الثدي

المرأة

باسمة يوسف (36 عاما) اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي في الرابع عشر من نيسان/أبريل هذا العام والذي صادف يوم ميلادها. وقد أجرت عملية ناجحة لاستئصال الورم في حزيران/يونيو، لكنّ المرض غيّر مسار حياة باسمة بالكامل.

قصة باسمة يوسف مع مرض السرطان

في إحدى المرّات، لاحظت باسمة تورمّا في منطقة الثدي ونخزا وتغيّرا في لون الجلد، وعندما هرعت إلى المستشفيات كانت نتيجة الفحص أنها مصابة بسرطان في الثدي. وقع الصدمة كان كبيرا، لكنّه لم يكن الكابوس الوحيد الذي رافق باسمة، الرياضية والمشاركة في ماراثونات سابقة، فقد جاء وقع الخبر كالصدمة لأنها سعت قبل أشهر إلى إجراء فحوصات لكنّ الأطباء رفضوا ذلك وعللوا السبب بأنها صغيرة بالسن، رغم إصابة والدتها بالمرض الخبيث وهو ما يدفع الأطباء في بعض الأحيان إلى التحقق من سلامة الأبناء والأقارب في هذه الحالات.

فقدت القدرة على الإنجاب

الأثر الأكبر الذي غيّر مسار حياة باسمة هو أنها لن تتمكن من الإنجاب على الإطلاق كما أخبرها الأطباء، فقد تبيّن أن إفراز الهرمونات في البويضات لديها يتسبب بزيادة نسبة نشاط الورم، ولذا فقد شرعت باتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف إفراز الهرمونات.

ناشطة تدافع عن الفحص المبكر

أصبحت باسمة اليوم ناشطة في مجال دفاع المرأة عن صحتها وعن حقها في الحصول على الفحوصات الطبية اللازمة واتباع حدسها إذا ما شعرت بألم أو ارتابت بشأن إصابتها بالمرض، حتى وإن رفض الأطباء ذلك.

تحليت بالإيجابية خلال رحلتي مع سرطان الثدي لأن لدي الكثير من الإيمان بالخالق، وقد تجاوزت أسوأ الليالي وأسوأ الأوقات

وكجزء من هذه الحملة، حضرت باسمة ضيفة على  ندوة إليها مجموعة السيّدات العرب في الأمم المتحدة للحديث عن تجربتها وعرضت قصتها لعلها تشبه قصص الكثيرات في هذا العالم.

 

 

أخبار الأمم المتحدة أجرت هذا الحوار مع باسمة يوسف عقب مشاركتها في ندوة نظمتها مجموعة السيّدات العرب في الأمم المتحدة:

رغم كل التجارب التي مررتِ بها، كيف بقيتِ إيجابية، ما هو السرّ؟

تحليت بالإيجابية خلال رحلتي مع سرطان الثدي لأن لدي الكثير من الإيمان بالخالق، وقد تجاوزت أسوأ الليالي وأسوأ الأوقات. ظللت أدعو وأسأل الخالق أن يبقى إلى جانبي ويسامحني ويقوّيني وينجيني. في البداية كنت منفصلة بعواطفي عن الدين، لأنه لم يكن بإمكاني فهم أو تصديق أن الخالق قد يفعل بي وبوالدتي ذلك. انقطعت عن الدين والقضاء، ولكن كلما فكرت في الأمر، كلما ذهبت إلى المسجد وتحدثت مع الإمام وكلما تعمّقت في الدين والإسلام تبيّن لي أنني تقرّبت إلى الله وليس العكس. لقد كان هذا اختبارا لعزيمتي ومعتقداتي وأن عليّ أن أواصل التضرّع إلى الله. ربما لم يحن الوقت لأموت ولكن الله كان يختبرني وهو يحبني.

الأمر الآخر الذي يجعلني إيجابية، هو وجود نظام دعم أسَري جيد، وزوجي يدعمني كثيرا. لقد احتضنني وأمسك بيدي طوال العملية. هذا ما يجعلني إيجابية جدا.

ما هي الأمور التي عشتها خلال التجربة ولم يخبرك أحد بها ولم تقرأيها في أي مكان ولكن خبرتيها خلال رحلتك مع المرض؟

حسنا. لم أكن أعرف ما هو السرطان حقا. هل تعرفين ما هو السرطان؟ أشعر أننا لا نفهم ما هو السرطان. لذا فإن خوض التجربة ومعرفة ما هو السرطان وما يفعله لجسدك وكيف يؤثر عليك وكيف يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. الألم المصاحب للعمليات الجراحية والفترة التي تعقبها والألم غير المحتمل، لا أحد يُعدّك لذلك.

ولا أحد يمكنه أن يُعدّك لما يمرّ به غالبية مرضى السرطان، وهو الاكتئاب والحزن والاضطراب العاطفي وصدمة الإصابة بمرض يهدد الحياة

لا القراءة على الإنترنت ولا الإصغاء للأطباء، لا أحد يمكنه تهيئتك للأم الجسدي الحقيقي، للرضوض والعمليات الجراحية. ولا أحد يمكنه أن يُعدّك لما يمرّ به غالبية مرضى السرطان، وهو الاكتئاب والحزن والاضطراب العاطفي وصدمة الإصابة بمرض يهدد الحياة والمعاناة وكل ما يصاحبها مع تشخيص مرض السرطان. كل هذه الأمور لا تكون مستعدا لها أبدا وكان عليّ أن أتعلمها خلال المشوار.

كيف كان استعدادك للعلاج؟

لم أفعل شيئا للاستعداد للعلاج. اكتشفت أنني مصابة بالسرطان وبعدها بثلاثة أسابيع تعيّن استئصال الثدي. كان لديّ ثلاثة أسابيع لأستعدّ نفسيا لحقيقة أنني سأفقد جزءا من جسدي واستبداله بجزء مصنوع من السيليكون لتعويض الجزء المفقود من أعضائي الحقيقية. ولذا للأسف لم أكن على استعداد، كنت أعدّ نفسي نفسيا لشيء كبير سيحدث ومررت به وكنت أتعلم كل يوم عن الخطوات التي يجب أن أتخذها لأتعافى.

هل من كلمة أخيرة من أجل النساء المتابعات لقصتك؟

آمل أن يكون للنساء حول العالم قدرة وإمكانية للحصول على فحوصات بانتظام والقيام بالفحص المبكر، لأنه كلما أبكرتِ بالفحص كلما ازدادت فرص النجاة.

تسعى باسمة مع زوجها إلى إيجاد طرق بديلة للحصول على الأطفال، منها التبني. وتأمل باسمة في أن يساهم التقدم العلمي والبحوث الطبية في إيجاد طرق أقل إيلاما للمرأة لعلاج سرطان الثدي وربما القضاء عليه.

الحوار الكامل مع باسمة يوسف:

باسمة يوسف الناشطة والناجية من مرض سرطان الثدي في حوار مع الأمم المتحدة