منظور عالمي قصص إنسانية

خلال تسلمها جائزة شرطة الأمم المتحدة لعام 2019، الرائدة ضيوف تتعهد بمضاعفة العمل في سبيل مكافحة الاستغلال والاعتداء الجنسيين

الرائدة سينابو ضياف خلال تسلمها جائزة شرطة الأمم المتحدة لعام 2019. من الشمال جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام ومن اليمين مستشار شرطة بعثة مينوسكا أوالي عبدالناصر.(5 نوفمبر 2019)
UN Photo/Douglas Coffman
الرائدة سينابو ضياف خلال تسلمها جائزة شرطة الأمم المتحدة لعام 2019. من الشمال جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام ومن اليمين مستشار شرطة بعثة مينوسكا أوالي عبدالناصر.(5 نوفمبر 2019)

خلال تسلمها جائزة شرطة الأمم المتحدة لعام 2019، الرائدة ضيوف تتعهد بمضاعفة العمل في سبيل مكافحة الاستغلال والاعتداء الجنسيين

المرأة

تسلمت الرائدة سينابو ضيوف من الشرطة الوطنية السنغالية جائزة أفضل ضابطة شرطة أممية لعام 2019، خلال احتفال أقيم بمقر الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء.

وخلال حديثه في حفل توزيع الجوائز، هنأ جان بيير لاكروا، المسؤول الأممي الأبرز في مجال عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام الرائدة ضيوف، وأشاد بتفانيها في مكافحة الاستغلال والاعتداء الجنسيين، قائلا إن الضابطات، وفي جميع البعثات، يشكلن عنصرا أساسيا في التوعية وتقديم التدريب على مكافحة الاستغلال والاعتداء الجنسيين، مما يعزز سياسة الأمم المتحدة في عدم التسامح المطلق معها.

الرائدة سينابو ضيوف وخلال تسلمها الجائزة، قالت إنه ما من شيء يحفز المرء أكثر من الاعتراف بالعمل الشاق، معربة عن شعورها واستعدادها للقيام بالمزيد ومواصلة تعزيز حقوق المرأة، والتحدث علنا ضد العنف الجنسي القائم على النوع الاجتماعي، ومحاربة التهميش والممارسات الدينية والعرفية التمييزية التي تستهدف النساء والفتيات.

وتعمل الرائدة ضيوف رئيسة فريق العمل المعني بالاستغلال والاعتداء الجنسيين، وعضوة في فرقة العمل المعنية بالمساواة بين الجنسين المسؤولة عن العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، ورئيسة شبكة النساء الشرطيات في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتعمل على معالجة مسألة الاستغلال والاعتداء الجنسيين في البعثة، حيث أجرت حملات توعية بتوجيه من عناصر شرطة الأمم المتحدة وضباط الشرطة المحليين، إضافة إلى عملها مع ضحايا الاستغلال والاعتداء الجنسيين والنساء الضعيفات، ومساعدتهن على الاعتماد على الذات.

 

مستشار شرطة الأمم المتحدة، لويس كوريلهو(وسط) وجان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام(شمال) خلال تسليم جائزة شرطة الأمم المتحدة للرائدة سينابو ضيوف من الشرطة الوطنية السنغالية. 5 نوفمبر 2019
UN Photo/Douglas Coffman
مستشار شرطة الأمم المتحدة، لويس كوريلهو(وسط) وجان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام(شمال) خلال تسليم جائزة شرطة الأمم المتحدة للرائدة سينابو ضيوف من الشرطة الوطنية السنغالية. 5 نوفمبر 2019

أخبار الأمم المتحدة تحاور الرائدة ضيوف حول خبرتها ودورها وإنجازاتها

وقبيل تسلمها الجائزة أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارا حصريا مع الرائدة سينابو ضيوف تحدثت فيه عن عدد من الأمور من بينها خبرتها ودورها وإنجازاتها خلال العمل في بعثات حفظ سلام مختلفة إضافة إلى رأيها بشأن أهمية زيادة النساء العاملات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.

وفي بداية الحوار، أشارت الرائدة ضيوف إلى تاريخ التحاقها بالشرطة السنغالية في تشرين الأول/أكتوبر عام 1985. أما عن الدوافع وراء قرار الالتحاق بالشرطة، فقالت إنها كانت تطمح في أن تصبح طبيبة، ولكن ذلك تغير لاحقا بسبب التزامات أسرية، مشيرة إلى أن والدها كبير في السن وكان الوحيد الذي يعمل في أسرة تتكون أكثر من 20 طفلا وطفلة. وأوضحت أنها كانت بحاجة إلى العمل لمساعدته على إعالة الأسرة.

 الرائدة سينابو ضيوف من الشرطة الوطنية السنغالية خلال حفل تم فيه تقديم آلات الخياطة للنساء من ضحايا الاعتداء الجنسي.
MONUSCO/Michael Ali
الرائدة سينابو ضيوف من الشرطة الوطنية السنغالية خلال حفل تم فيه تقديم آلات الخياطة للنساء من ضحايا الاعتداء الجنسي.

 

المرأة يمكن أن تفعل ما يفعله الرجل وبصورة أفضل

وتحدثت سينابو ضيوف عن بداية الالتحاق بالقول:

"كان هناك ضابط لا يجند النساء في صفوف الشرطة بسبب المتطلبات القاسية مثل قسوة التدريبات وطول القامة المطلوب. التحقت لأنني أردت أن أثبت أن المرأة يمكن أن تفعل مثل ما يفعله الرجل بل وبصورة أفضل."

ثلاث بعثات أممية مختلفة وإنجازات عديدة

وأعربت سينابو عن شعورها بالفخر لعملها في بعثات حفظ سلام أممية مختلفة منها بعثة مينوسكا وبعثة يوناميد وبعثة مينوسما، مشيرة إلى أنها ومن خلال عملها في يوناميد واجهت مجتمعا يغلب عليه الطابع الذكوري الذي لا يسمح باقتراب الأجانب من النساء لكنها قالت إنها تمكنت وبصحبة ثلاث ضابطات أخريات من غانا ونيجيريا من التغلب على ذلك وتنظيم أول ملتقى للنساء في إقليم دارفور في عام 2005.

Tweet URL

وأضافت الرائدة سينابوا ضيوف أنها، وخلال عملها في يوناميد، أعدت منهجا للشرطة السودانية في مكافحة العنف القائم على أساس النوع وكافة أشكال العنف الأخرى، إضافة إلى دورات في القيادة والإدارة.

"في مالي، ومن خلال خبرتي السابقة في دارفور، كنت أول ضابطة تنشئ شبكة النساء في بعثة مينوسما. ومينوسما كانت أكثر البعثات قسوة التي عملت بها، لم يكن لدينا عدد كبير من النساء. فقد كنا ما بين 12-20 امرأة. ولكننا نظمنا أنفسنا لمساعدة الشرطة المحلية في إنشاء وحدات خاصة بنوع الجنس وحماية الأطفال."

 

أما في بعثة مينوسكو التي تعمل فيها حاليا، فإن الرائدة ضيوف مسؤولة عن قسم الاستغلال والاعتداء الجنسيين حاملة معها خبراتها السابقة في دارفور ومالي في مجال التعامل مع قضايا الاستغلال والاعتداء الجنسيين:

"عندما جئت لأول مرة كانت هناك أكثر من 89 حالة استغلال واعتداء جنسيين وكان علينا التعامل مع ذلك. المفوض احتاج إلى قائد فريق بهدف تنسيق تطبيق قرارات مجلس الأمن ووكلاء الأمين العام. وقد تم اختياري لأكون قائدة فريق معالجة الاستغلال والاعتداء الجنسيين. وقد أبلينا بلاء حسنا منذ ذلك الوقت. فقد انخفضت الادعاءات إلى صفر منذ كانون الثاني/يناير 2018."

وأضافت الشرطية الأممية أنه لم يكن مقبولا لديها على الإطلاق فكرة أن يكون جندي حفظ السلام المعني بحفظ أمن الناس هو من يستغلهم.

زيادة النساء في صفوف بعثات حفظ السلام ضروري وسيحدث فرقا

وتحدثت سينابو عن الفرق الذي يمكن أن تحدثه زيادة نسبة النساء العاملات في بعثات حفظ السلام:

"أكثر الفئات ضعفا وتأثرا بالنزاعات هم الأطفال والنساء والشباب. ومعروف أن المرأة يمكنها أن تتعامل مع نظيرتها المرأة بصورة أفضل من الرجل، خصوصا إذا تعرضت المرأة للاغتصاب أو أنها وقعت ضحية لحادثة عنف. ولهذا أقول إن زيادة أعداد النساء العاملات في بعثات حفظ السلام الأممية ضرورة قصوى."

الرائدة سينابو ضيوف خلال زيارة لمركز أيتام في كيباتي، الكونغو الديمقراطية.
United Nations
الرائدة سينابو ضيوف خلال زيارة لمركز أيتام في كيباتي، الكونغو الديمقراطية.

 

رسالة للفتيات الصغيرات

 وفي ختام حديثها مع أخبار الأمم المتحدة، وجهت الرائدة سينابو رسالة للفتيات الصغيرات اللواتي يعتقدن أن الالتحاق بالشرطة هو أمر لا يليق بهن:

"عليهن أن ينظرن من حولهن ليعرفن أن العالم الآن بات مبنيا على المساواة بين الجنسين. المرأة بإمكانها أن تفعل ما يفعله الرجل بل وبصورة أفضل. علينا أن نظهر لهن مدى أهمية التحاقهن. علينا أيضا التحدث إلى قادة المجتمعات بشأن أهمية إعطاء الفرص والوسائل التي تساعد في تجنيد النساء. فتجنيد النساء يختلف عن تجنيد الرجال. لدينا احتياجاتنا الخاصة وينبغي أن تؤخذ في الاعتبار."