منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: 28 ألفا من الأطفال الأجانب موجودون في سوريا ويجب إعادتهم إلى ديارهم قبل فوات الأوان

عائلات تفرّ من تصعيد القتال في شمال شرق سوريا وتصل إلى تل تامر. لقد وصلوا وبحوزتهم ما خف وزنه وغلا ثمنه مع هروبهم من العنف
© UNICEF/Delil Souleimain
عائلات تفرّ من تصعيد القتال في شمال شرق سوريا وتصل إلى تل تامر. لقد وصلوا وبحوزتهم ما خف وزنه وغلا ثمنه مع هروبهم من العنف

اليونيسف: 28 ألفا من الأطفال الأجانب موجودون في سوريا ويجب إعادتهم إلى ديارهم قبل فوات الأوان

السلم والأمن

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، أن آلاف الأطفال من عشرات البلدان المختلفة موجودون في شمال شرق سوريا معظمهم في مخيمات النزوح، وأن المسؤولية تقع على عاتق حكومات الدول لإعادة هؤلاء الأطفال الأجانب وذويهم إلى أوطانهم لتلقي الرعاية المناسبة والعيش في أمان بعيدا عن العنف وسوء المعاملة.

وفي بيان صدر عن اليونيسف صباح الاثنين، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن التصعيد الأخير الذي حصل في شمال شرق سوريا "يذكرنا بالحاجة الملحة إلى إعادة الأطفال الذين تقطعت بهم السبل إلى ديارهم قبل فوات الأوان". وأضاف البيان "أن الفرصة الآن مواتية لكي تقوم الحكومات بالعمل الصحيح" وإعادة الأطفال إلى بلدانهم.  

ووفق تقديرات اليونيسف الأخيرة، فإن نحو 28 ألف طفل من أكثر من 60 دولة عالقون في شمال شرق سوريا، منهم 20 ألف طفل من العراق، معظمهم يقيمون في مخيمات النزوح.

وإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 80 في المائة من هؤلاء الأطفال دون سن الثانية عشرة و50 في المائة دون سن الخامسة. كما أن 250 فتى على الأقل (وبعضهم لم يتجاوز التاسعة من عمره) رهن الاحتجاز. وترجّح اليونيسف بأن الأرقام الحقيقة قد تكون أكبر من ذلك بكثير.

وبحسب البيان، فإن جميع هؤلاء يعيشون في ظروف لا تناسب الأطفال، وسؤالهم الرئيسي الذي يتوجهون به إلى العالم هو: "ما الذي سيحدث لنا؟"

إجراءات غير كافية لإعادة الأطفال

وأشارت المنظمة المعنية بالطفولة إلى أن 17 دولة على الأقل أعادت بالفعل أكثر من 650 طفلا إلى ديارهم، والكثير منهم يعيش الآن مع أفراد أسرهم وفي بعض الحالات مع أمهاتهم اللاتي عدن معهم. "هؤلاء الأطفال ينعمون بالأمن، يرتادون المدارس وهم في مرحلة التعافي من التجربة التي مرّوا بها خلال الحرب." وقد قدّمت اليونيسف الدعم لبعض هؤلاء الأطفال، بما في ذلك مساعدتهم على الاندماج مع عائلاتهم ومجتمعاتهم المحلية.

اليونيسف: 80% من الأطفال دون سن 12 و50% دون سن الخامسة و250 فتى على الأقل رهن الاحتجاز

وأشادت اليونيسف بدور قادة تلك البلدان التي أعادت الأطفال، "إن الإجراءات بالإضافة إلى الباع الطويل لليونيسف في مجال دعم الأطفال والعائلات والمجتمعات المتضررة من النزاعات المسلحة حول العالم، تُظهر لنا أنه حيثما توجد إرادة ثمّة سبيل للخروج من الأزمة."

وأعربت اليونيسف عن خشيتها من أنه رغم تلك الإجراءات، إلا أنها تظل بمثابة استثناء وليست القاعدة. ووجهت رسالة واضحة إلى الحكومات مفادها بأن  مصلحة الطفل يجب أن تكون الاعتبار الأساسي في جميع الأوقات.

طلاب مدارس في شرقي حلب في الجمهورية العربية السورية يعودون من أول يوم دراسي ويسيرون بين منازل مدمرة على جنبات الطريق. (21 أيلول/سبتمبر 2016)
© UNICEF/Rami Zayat
طلاب مدارس في شرقي حلب في الجمهورية العربية السورية يعودون من أول يوم دراسي ويسيرون بين منازل مدمرة على جنبات الطريق. (21 أيلول/سبتمبر 2016)

قلق متزايد إزاء أوضاع الأطفال

وأعربت اليونيسف عن قلقها العميق إزاء سلامة ورفاهية هؤلاء الأطفال وعشرات الآلاف غيرهم من الأطفال السوريين الذين يكافحون يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل تنامي الظروف السيئة في المخيمات ومراكز التوقيف.

جميع هؤلاء يعيشون في ظروف لا تناسب الأطفال، وسؤالهم الرئيسي الذي يتوجهون به إلى العالم هو: "ما الذي سيحدث لنا؟"

وهذا يشمل 40 ألف طفل نزحوا حديثا في شمال شرق سوريا، بعضهم انفصل عن أسرته أو أصيب بجراح أو تعرّض لإعاقة من جرّاء العنف. "جميعهم في حالة هشاشة شديدة وهم بحاجة ماسة إلى الحماية من التعرّض للمزيد من الأذى."  

ودعت اليونيسف مجددا الدول الأعضاء والأطراف المعنية بالصراع إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة والفورية من أجل حماية الأطفال. ومن بين هذه الإجراءات:

  • يجب أن يكون الاحتجاز الملاذ الأخير ولأقصر وقت ممكن، ولا ينبغي احتجاز الأطفال على أساس الاشتباه بوجود روابط أسرية مع الجماعات المسلحة أو عضوية أفراد من الأسرة في هذه الجماعات. وفي حال الاشتباه بارتكاب الأطفال لجريمة ما، يجب معاملتهم مع ما يتوافق مع مبادئ قضاء الأحداث والتركيز على إعادة تأهيلهم وإعادتهم للحياة المدنية.
  • ينبغي على الحكومات إعادة إدماج الأطفال السوريين في مجتمعاتهم المحلية بطريقة آمنة وتماشيا مع المصالح الفضلى للطفل ووفقا للمعايير الدولية. ويجب إعادة الأطفال الأجانب إلى بلدانهم الأصلية بأمان وكرامة وطوعا، والتأكيد على أن وحدة العائلة ومبدأ عدم الإعادة القسرية أمران ضروريان لحماية الأطفال.
  • ينبغي على الدول تزويد الأطفال من مواطنيها أو المولودين لمواطنيها بالوثائق المدنية كي لا يُحرموا من الحصول على الجنسية.
  • يجب على أطراف النزاع ومن لديهم تأثير على تلك الأطراف حماية الأطفال في جميع الأوقات، بما في ذلك تجنب الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية كالمراكز الصحية وشبكات المياه والمدارس.
  • يجب على أطراف النزاع السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول دون عوائق لتقديم المساعدة والرعاية للأطفال وأسرهم، بما في ذلك في أماكن الاحتجاز.

وفي ختام البيان، أكدت اليونيسف أهمية تقديم الحماية للأطفال وعدم التخلي عنهم سواء في شمال شرق سوريا أو أي مكان آخر داخل سوريا، "في الوقت الذي يجدون فيه أنفسهم محاصرين من الحرب."

تعمل اليونيسف في أكثر من 190 دولة وإقليم لحماية حقوق جميع الأطفال. عملت اليونيسف على مدار 70 عاما لتحسين حياة الأطفال وعائلاتهم.