منظور عالمي قصص إنسانية

مع توسع النمو العمراني، مدن العالم المبدعة تكشف عن خططها لحلول التنمية المستدامة

"تغيير العالم: ابتكارات وحياة أفضل للأجيال القادمة" هو موضوع اليوم العالمي للمدن 2019
© UNESCO
"تغيير العالم: ابتكارات وحياة أفضل للأجيال القادمة" هو موضوع اليوم العالمي للمدن 2019

مع توسع النمو العمراني، مدن العالم المبدعة تكشف عن خططها لحلول التنمية المستدامة

الثقافة والتعليم

أكثر من نصف سكان العالم يعيشون الآن في المدن، مع توقعات بأن تتضاعف أعداد سكانها بحلول عام 2050.  مع ذلك، ورغم التحديات الخطيرة التي يفرضها التوسع الحضَري فإن "بإمكان المدن أيضا أن تكون قوة محركة للتنمية المستدامة".

"مدينة أفضل لحياة أفضل" هو العنوان العريض لليوم العالمي للمدن الذي اختارته الأمم المتحدة هذا العام، بينما تسلط الضوء بشكل خاص على موضوع "تغيير العالم: ابتكارات وحياة أفضل للأجيال القادمة". الهدف؟ تعزيز اهتمام المجتمع الدولي بتنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة على الصعيد العالمي، وتقوية التعاون بين البلدان في تلبية الفرص والتصدي لتحديات التحضر في المدن.

الزحف العمراني في بوبو ديولاسو ، بوركينا فاسو.
UN-Habitat/Felix Vollmann
الزحف العمراني في بوبو ديولاسو ، بوركينا فاسو.

فعاليات في مدن العالم

الأمم المتحدة تسلط الضوء على اليوم العالمي لهذا العام بمناقشة هذه الآفاق في عدد من الفعاليات. مدينة ايكاترينبرغ الروسية تستضيف الحدث الرئيسي بالتعاون مع موئل الأمم المتحدة، والحكومة الشعبية في شنغهاي الصينية ومدينة ايكاترينبرغ.

وتقدم المدينة الروسية هذا العام "المنتدى الدولي ومعرض المباني الشاهقة والمبنية الفريدة" في الفترة من 29 أكتوبر إلى 1 نوفمبر.

وقد علقت المديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، السيدة ميمونة محمد شريف بأن الابتكارات الجديدة التي تدعو لها الأمم المتحدة في المدن يمكنها أن تعزز التماسك الاجتماعي داخلها وأن تقوي من قدرتها على الدمج الاجتماعي.

وشددت على ضرورة " أن تسمح للقادمين الجدد والأشخاص ذوي الإعاقة ولفقراء الحضر والفئات الضعيفة الأخرى بالتمتع بحقوق متساوية" والوصول إلى الخدمات العامة وفرص كسب الرزق.

وفي مدينة باريس، تستضيف اليونسكو – منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليوم الخميس مناسبة خاصة في مقرها الرئيسي يحضرها ممثلون من جميع أنحاء العالم. وتناقش هذه الفعالية السبل الممكنة لمساهمة مدن العالم في مكافحة أزمة المناخ، وفي خلق مساحات حضرية "أكثر شمولية"، بالإضافة إلى الإسهام في الابتكار التقني في العمل المناخي.

مدينة أبوظبي الإماراتية ستشهد العام القادم في فبراير 2020 "المنتدى الحضري العالمي" الذي سيواصل التركيز على الابتكار والثقافة.

بيروت، السليمانية، الصويرة، الشارقة، و رام الله من بين المدن المبدعة

وقد أعلنت اليونسكو اليوم أيضا تحديد 66 مستوطنة حضرية جديدة ستُدرج في شبكة المنظمة للمدن المبدعة، التي تضم اليوم 246 مدينة. وتقول اليونيسكو إن الشبكة "تجمع المدن التي تتخذ من الإبداع أساساً لتطورها في مجالات الموسيقى والفنون والحرف الشعبية والتصميم والسينما والأدب والفنون الإعلامية وفن الطبخ"

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في هذه المناسبة إن هذه المدن المبدعة من حول العالم "تحرص، كل منها بطريقتها، على جعل الثقافة ركيزة من الركائز التي تبني عليها استراتيجياتها، وليس مجرد عنصر ثانوي فيها".

وتضم القائمة الكاملة للمدن المبدعة الجديدة مدينة أفيون قره حصار التركية في مجال فن الطبخ، ومدينة أنغوليم الفرنسية، وبـيروت اللبنانية، ومدينة السليمانية العراقية (في مجال الأدب) ومدينة الصويرة المغربية وهافانا الكوبية (في الموسيقى) والشارقة الإماراتية (في الحرف والفنون الشعبية،) ورام الله الفلسطينية (الموسيقى) و مومباي الهندية (السينما وصناعة الأفلام)

كما تركز الأمم المتحدة في موضوع هذا العام على دور التكنولوجيا والشباب في بناء مدن مستدامة. من ذلك، تنظم المنظمة الأممية حدثا تذكاريا حول أربعة موضوعات رئيسية للمناقشة هي "المدن من أجل أهداف التنمية المستدامة" و"المدن من أجل العمل المناخي" و "المدن من أجل مجتمعات" و "المدن من أجل المستقبل".

الأهداف الرئيسية لليوم العالمي للمدن 2019:

 

  • زيادة الوعي بكيفية استخدام الابتكارات الرقمية لتقديم الخدمات الحضرية لتحسين نوعية الحياة وتحسين البيئة الحضرية.

 

  • إبراز التقنيات الجديدة التي بمقدورها القيام بإنشاء مدن أكثر شمولية.

 

  • البحث عن الفرص لتوليد الطاقة المتجددة في المدن.
Tweet URL

 

تحديات وفرص

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن المدن توفر طيفا واسعا من الفرص، بما في ذلك اتاحة فرص العمل والتوظيف للملايين، كما أنها تولد أكثر من 80% من الناتج القومي الإجمالي في جميع أنحاء العالم. المناطق الحضرية "تستهلك أيضا ما بين 60% إلى 80% من إجمالي استهلاك الطاقة" في العالم، وذلك رغم احتلالها لـ 3 % فقط من مساحة الكوكب، وهي مسؤولة عن "ثلاثة أرباع جميع انبعاثات غازات الدفيئة" حسب التقديرات العالمية.

حركة التنقل الحضري في مدينة القاهرة ، مصر.
Photo: UN-HABITAT
حركة التنقل الحضري في مدينة القاهرة ، مصر.

 

وفي سبيل معالجة هذه الإيجابيات والسلبيات، كانت المنظمة الأممية قد دعت إلى أن تتبنى دول العالم نموذجا إنمائيا "محوره الناس" - يهدف إلى "إعادة إضفاء الطابع الإنساني على المدن" في مواجهة مؤثرات النمو السكاني والتحولات الديموغرافية، وارتفاع احتمالات مخاطر الكوارث الناجمة عن تغير المناخ.

وكثيراً ما يقال إن المعركة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة سيتم كسبها أو خسارتها في المدن. ولكي يحدث هذا، تقول الأمم المتحدة إنه "سيتعين على المدن مواصلة دفع الابتكار بطرق رائدة لتحقيق تأثير دائم في المجتمعات".

ويُعد اليوم العالمي الذي أعلنته الأمم المتحدة بمثابة دعوة للدول والبلديات وسكان المدن للعمل سويًا من أجل التغيير التحولي والاستراتيجيات المستدامة للمدن، مع استمرار التحضر في التزايد.