منظور عالمي قصص إنسانية

وكالات الأمم المتحدة: مدنيّون يفرّون من العنف وتتلقفهم مخيمات اللجوء... 7000 هربوا إلى العراق 75% منهم نساء وأطفال

طفلة في الرابعة من عمرها تتجول في مخيم بردراش للاجئين في دهوك العراق، وهي واحدة من بين آلاف اللاجئين السوريين الذين فرّوا من القتال في شمال شرق سوريا (22 تشرين أول/أكتوبر 2019)
© UNHCR/Hossein Fatemi
طفلة في الرابعة من عمرها تتجول في مخيم بردراش للاجئين في دهوك العراق، وهي واحدة من بين آلاف اللاجئين السوريين الذين فرّوا من القتال في شمال شرق سوريا (22 تشرين أول/أكتوبر 2019)

وكالات الأمم المتحدة: مدنيّون يفرّون من العنف وتتلقفهم مخيمات اللجوء... 7000 هربوا إلى العراق 75% منهم نساء وأطفال

المهاجرون واللاجئون

هربا من القتال المتواصل، استمرت للأسبوع الثاني موجة النزوح من شمال شرق سوريا باتجاه العراق وقد تجاوز عدد من عبر الحدود خلال الأسبوع المنصرم 7000 شخص، معظمهم اتخذ مخيّم باردراش في دهوك في كردستان العراق ملجأ، والبعض الآخر التحق بعائلاته التي لجأت إلى العراق من قبل.

هذا ما أفادت به مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين والتي وثقت نزوح 7100 شخص عبروا الحدود من يوم الاثنين الماضي حتى صباح الثلاثاء. وبحسب المفوضية، فإن ثلاثة من بين كل أربعة أشخاص نساء، ومن بين النازحين أطفال غير مصحوبين. ويحتاج بعض اللاجئين، وعلى وجه الخصوص الأطفال، إلى مساعدة اجتماعية-نفسية بسبب حالة الفزع والهلع التي أصيبوا بها مع ما شاهدوه من قصف وتفجيرات.

مراكز استقبال اللاجئين على الحدود

وتقدّم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع شركائها والسلطات المحلية طائفة من الخدمات للاجئين لحظة وصولهم إلى الحدود. ومن بينها خدمات الاستقبال وتقديم الوجبات الساخنة ونقل الوافدين إلى المخيم في حافلات وتسجيلهم وتوفير خدمات للإقامة والحماية، والمراقبة وحماية الأطفال وتحديد هويات الأطفال غير المصحوبين وتقديم الدعم للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأفادت المفوضية بأنه رغم وجود مراكز تسجيل واستقبال ومخازن تموين وشبكات مياه وكهرباء وصرف صحي في مخيم باردراش، إلا أن الزيادة في عدد سكان المخيم تتطلب توسيع نطاق الشبكات وتقديم الخدمات لعدد أكبر من اللاجئين.

أوضاع إنسانية مزرية داخل سوريا

وفي سوريا، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في التاسع من تشرين أول/أكتوبر الماضي حملت تداعيات كبيرة على الوضع الإنساني داخل البلد. وبعد مرور نحو أسبوعين على بدء الأعمال العدائية، نزح أكثر من 176 ألف سوري، من بينهم 80 ألف طفل، كما تضررت البنية التحتية المدنية الأساسية. وإضافة إلى محطة العلوك، فقد تضررت خطوط إمداد الكهرباء إضافة إلى الأضرار التي لحقت بأربعة مرافق صحية على الأقل. وفي ضوء ذلك تستمر الاحتياجات الإنسانية في الازدياد.

صُدمت من حالة الضعف الشديد التي تعتريهم، فالبعض نزح أكثر من مرة من مكان لآخر وكثير منهم فرّ دون أن يأخذ معه أي شيء من ممتلكاته--المنسق المقيم في سوريا بعد جولة في شمال شرق سوريا

وأكدت الأوتشا أن محطة العلوك لضخ المياه التي تخدم 400 ألف شخص في الحسكة ومخيمات النزوح المحيطة بها، تعطلت لمدة عشرة أيام. وقد قاد فريق من الهلال الأحمر العربي السوري جهود إصلاح وترميم المحطة بمساعدة خبراء من مديريتي المياه والكهرباء، وهو ما ساهم في استئناف ضخ المياه لنحو نصف المتضررين حتى الآن، بينما سيتمكن النصف المتبقي من الحصول على المياه خلال الأيام والساعات القادمة.

 

كما تمكن الفريق من إتمام مهمتين متتاليتين على خطوط المواجهة لإصلاح شبكات الكهرباء والماء، وقد نجحت المهمة بفضل جهود التحييد للأمم المتحدة لدى الحكومة التركية بحيث تمكن الفريق من الوصول الآمن إلى المناطق المتضررة.

وقال عمران رضا، منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا لدى عودته إلى دمشق من شمال شرق سوريا، إن تسهيل مهمّة الفرق سيساهم كثيرا في الحيلولة دون وقوع مشكلة إنسانية أكبر في تلك المناطق. "خلال جولتي الأخيرة في المنطقة، التقيت مع أسر نازحة في مراكز الإيواء الجماعية وفي مخيم العريشة، التي يقطنها في الأغلب نساء وأطفال منذ أعوام، والبعض وصل إلى المخيمات قبل مدة قصيرة. وقد صُدمت من حالة الضعف الشديد التي تعتريهم، فالبعض نزح أكثر من مرة من مكان لآخر والكثيرون منهم فرّوا دون أن يأخذوا معهم أي شيء من ممتلكاتهم، ومعظمهم غادر دون وجود شبكة أمان يعتمدون عليها." وأضاف رضا أنه رغم المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة، إلا أنه ثمّة حاجة ماسّة لزيادة حجم تلك المساعدات وتأمين الحماية والرعاية للمتضررين.

مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تقدم المساعدة والملجأ في العراق للاجئين الفارّين من شمال شرق سوريا (22 تشرين أول/أكتوبر 2019)
© UNHCR/Hossein Fatemi
مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تقدم المساعدة والملجأ في العراق للاجئين الفارّين من شمال شرق سوريا (22 تشرين أول/أكتوبر 2019)

استمرار تقديم المساعدات رغم التحديات

بالرغم من تحديات الأمان والوصول الإنساني الآمن، تعمل الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيون على زيادة مساعداتهم المنقذة للحياة، إذ يتم الإعداد لتقديم حصص غذائية شاملة إلى 580 ألف شخص في محافظتي الرقة والحسكة.

وتتواصل الجهود لتقديم الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والماء. ومع دخول فصل الشتاء فإن الاستعدادات تجري على قدم وساق، وينصب التركيز على أكثر الفئات هشاشة في مخيمات النزوح والنازحين الجدد الذين يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية.

وأكد منسق الشؤون الإنسانية في سوريا أن الأمم المتحدة والجهات الإنسانية الفاعلة ملتزمة بالبقاء وتقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للأشخاص المحتاجين في شمال شرق سوريا. وحثّ الأطراف المتحاربة على توفير البيئة الآمنة لتسهيل عمل الفرق الإغاثية، ورحب بكافة الجهود التي تُبذل بهدف وقف التصعيد.

يُذكر أن نحو ثلاثة ملايين شخص يعيشون في شمال شرق سوريا، كان منهم 710 ألف نازح ومليون وثمانمائة ألف شخص ممن كانوا بحاجة للمساعدة الإنسانية قبل التصعيد. أما في العراق، وقبل وصول الدفعة الأخيرة من شمال شرق سوريا إلى باردراش، بلغ عدد السوريين 228 ألف شخص لجأوا خلال الأعوام الثمانية الماضية.