منظور عالمي قصص إنسانية

الكونغو الديمقراطية: منظمة الصحة العالمية ترحب بالموافقة المشروطة على استخدام أول لقاح ضد فيروس الإيبولا في العالم

في 20 حزيران/يونيو 2018، يقدم أحد أعضاء فريق التحصين ضد فيروس الإيبولا بمنظمة الصحة العالمية اللقاح إلى رجل في قرية بوسولو بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
WHO/Lindsay Mackenzie
في 20 حزيران/يونيو 2018، يقدم أحد أعضاء فريق التحصين ضد فيروس الإيبولا بمنظمة الصحة العالمية اللقاح إلى رجل في قرية بوسولو بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

الكونغو الديمقراطية: منظمة الصحة العالمية ترحب بالموافقة المشروطة على استخدام أول لقاح ضد فيروس الإيبولا في العالم

الصحة

كان عدد الحالات المؤكدة من فيروس إيبولا منخفضا نسبيا في الأسابيع الأخيرة، حيث تم الإبلاغ عن 15 حالة مؤكدة جديدة في إقليم كيفو الشمالي ومقاطعة إيتوري في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، خلال الأسبوع من 7 إلى 13 تشرين الأول/أكتوبر.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذه العلامات المشجعة، تقابلها مع ذلك زيادة ملحوظة في حالات الإصابة في منطقة منجم بياكاتو بالمنطقة الصحية في مانديما.

منذ ظهور هذا الوباء القاتل في شهر آب /أغسطس 2018، بلغ العدد الأجمالي لحالات الإيبولا 3,227 حالة، تم تأكيد 3,133 حالة منها و114 حالة محتملة. في المجموع، تم تسجيل 2,154 حالة وفاة وفقا للإحصاءات التي تم تحديثها في 15 تشرين الأول /أكتوبر من قبل السلطات الصحية الكونغولية ومنظمة الصحة العالمية. من مجموع الحالات المؤكدة والمحتملة، كان أكثر من نصفهم (1,811) من النساء، وكان الأطفال دون سن 18 يمثلون الثلث (918)، في حين أن 5٪ (162 حالة) كانوا من العاملين في القطاع الصحي.

بالإضافة إلى ذلك، خلال آخر 21 يوما (من 25 أيلول /سبتمبر إلى 15 تشرين الأول /أكتوبر)، تم الإبلاغ عن 50 حالة مؤكدة في عشر مناطق صحية، وتم الإبلاغ عن ثلثيها في المنطقة الصحية لمنجم بياكاتو.

وفي جنيف، يوم الجمعة ظهرا، عقد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لجنة طوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية مرة أخرى، لأن ثلاثة أشهر قد انقضت منذ إعلان حالة الطوارئ الصحية العامة ذات الاهتمام الدولي يوم 17 تموز /يوليو.

نجاة ألف شخص من فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية
UN Photo/Martine Perret
نجاة ألف شخص من فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية

توخي الحذر على الرغم من انخفاض الحالات "المشجع"

وجدت فرق منظمة الصحة العالمية أن قضايا الوصول والأمن لها تأثير على اكتشاف الحالات والتحقيق فيها، والبحث عن جهات الاتصال، والجنازات الآمنة والكريمة، وإزالة التلوث من المنازل المتضررة، ودوائر التطعيم في بعض الأجزاء من منطقة مانديما الصحية.

وهذا ينعكس في انخفاض نسبة الحالات المؤكدة المسجلة كجهات اتصال (من 57٪ إلى 13٪) وفي زيادة نسبة الوفيات خارج مراكز علاج الإيبولا أو مراكز العبور (من 14 ٪ إلى 27 ٪) الأسبوع الماضي.

انخفاض عدد الإنذارات المبلغ عنها في كلا المنطقتين خلال الـ 42 يوما الماضية، حوالي 32٪ أقل من العدد المتوقع، يعد أيضا دليلا على إحراز تقدم--  منظمة الصحة العالمية

بالإضافة إلى ذلك، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه على الرغم من أن انخفاض حالات الإصابة أمر "مشجع"، إلا أنه يجب تفسيره بحذر، لأن الوضع لا يزال يعتمد بدرجة كبيرة على مستوى الوصول والأمن في المجتمعات المتأثرة. خاصة، بالتوازي مع انخفاض حالات الإصابة، أبلغت فرق الاستجابة عن التحول من المناطق الحضرية الساخنة إلى المزيد من المجتمعات الريفية التي يصعب الوصول إليها، في منطقة جغرافية أكثر تركيزا.

هذه المناطق تشكل تحديات إضافية للتدخل. وتشمل هذه الحالة الأمنية المتقلبة للغاية، صعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية، وانخفاض الوعي نسبيا بالإيبولا. كما أنه ينطوي على تأخيرات في التواصل مع المجتمع، وحسب منظمة الصحة العالمية، هذه الحالة تؤدي إلى انعدام الثقة وسوء التفاهم وعدم الإبلاغ عن الحالات.

الطواقم في وحدة كتوا لعلاج الإيبولا في بوتمبو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية يعقمون الأحذية ويغسلون الملابس. (آب/أغسطس 2019)
UN Photo/Martine Perret
الطواقم في وحدة كتوا لعلاج الإيبولا في بوتمبو شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية يعقمون الأحذية ويغسلون الملابس. (آب/أغسطس 2019)

العاملون الصحيون المحليون يسيئون فهم آلية انتقال العدوى

في هذه الظروف، تشعر منظمة الصحة العالمية بالقلق لأنه في مثل هذه البيئات، تظل مخاطر عودة ظهور الفيروس كبيرة للغاية. وبالمثل، هناك مخاوف بشأن مخاطر انتشار الوباء، مع خروج المصابين من المناطق الموبوءة للعلاج أو لأسباب أخرى.

لا يزال من الممكن التخفيف من حدة هذه المخاطر من خلال أنشطة التدخل والتأهب الكبيرة في الكونغو الديمقراطية والبلدان المجاورة، بدعم من مجموعة من الشركاء الدوليين--منظمة الصحة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت دراسة استقصائية نوعية أجريت مؤخرا في هذه المناطق الصحية أن السكان المحليين والعاملين الصحيين يسيئون فهم آلية انتقال المرض وأعراضه، مما يزيد من حالة عدم الثقة فيما يتعلق بمصدر المرض وضرورة التطعيم. قد يؤثر ذلك على الإبلاغ عن الحالات والمشاركة في أنشطة التدخل.

وقد أشار أقل من نصف الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة الاستقصائية إلى أنهم سيتصلون بخط المساعدة إذا اشتبهوا بأن أحد أفراد مجتمعهم أصيب بالإيبولا، وقال نصفهم تقريبا إنهم سيشجعون أحد أفراد أسرهم على الذهاب إلى مركز العلاج إذا كان يشتبه في إصابته بفيروس الإيبولا.

"تبرز هذه الدراسة الاستقصائية أهمية إشراك المجتمعات المحلية في أنشطة التوعية في الأسابيع المقبلة"، كما تقول منظمة الصحة العالمية.

أحد أفراد حفظ السلام يدعمون برنامج اليونيسف للتوعية بفيروس إيبولا في أحد السجون في بوتيمبو ، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. (آب /أغسطس 2019)
UN Photo/Martine Perret
أحد أفراد حفظ السلام يدعمون برنامج اليونيسف للتوعية بفيروس إيبولا في أحد السجون في بوتيمبو ، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. (آب /أغسطس 2019)

خطوة مهمة للقاح ضد فيروس الإيبولا بدعم من منظمة الصحة 

رحبت منظمة الصحة العالمية بالإعلان الصادر عن الوكالة الأوروبية للأدوية، التي توصي بمنح الترخيص للتسويق المشروط للقاح rVSV-ZEBOV-GP، والذي ثبت أنه فعال في حماية السكان ضد فيروس الإيبولا. ويمثل إعلان وكالة الأدوية الأوروبية يوم الجمعة والوكالة الأوروبية للتقييم العلمي للأدوية حجر زاوية يسبق قرار المفوضية الأوروبية بشأن الترخيص. في نفس الوقت، ستتحرك منظمة الصحة العالمية نحو التأهيل المسبق للقاح.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن "الموافقة المشروطة على لقاح الإيبولا الأول من نوعه في العالم هي انتصار للصحة العامة وتُظهر تعاونا غير مسبوق بين عشرات الخبراء حول العالم". وأعرب عن خالص امتنانه للمتطوعين في الدراسة والباحثين والعاملين الصحيين في غينيا ودول أخرى، وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية "الذين وضعوا أنفسهم في خطر لضمان حماية السكان من خلال هذا اللقاح."

"الموافقة المشروطة على لقاح الإيبولا الأول من نوعه في العالم هي انتصار للصحة العامة وتُظهر تعاونا غير مسبوق بين عشرات الخبراء حول العالم" المدير العام لمنظمة الصحة العالمية

وتخضع ثماني لقاحات للتقييم الطبي. وتواصل منظمة الصحة العالمية العمل مع الشركاء لوضع آلية حوكمة منسقة دوليا لضمان الوصول وفقا لمعايير المخاطر وإدارة العرض والمخزون.

وقد تم تطعيم أكثر من 236,000 شخص باستخدام برنامج rVSV ZEBOV GP الذي قدمته شركة Merck بعد تفشي فيروس الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بما في ذلك أكثر من 60,000 عامل صحي على خط المواجهة في هذه المعركة، وشمل البرنامج أوغندا، في جنوب السودان ورواندا وبوروندي.

و قال الدكتور تيدروس:

"هذا اللقاح أنقذ بالفعل العديد من الأرواح التي أصيبت بفيروس الإيبولا، وسيساعد قرار الجهة التنظيمية الأوروبية في إنقاذ الكثير على المدى الطويل". كما أضاف الدكتور تيدروس أنه "فخور بالدور الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية من دعم البحوث إلى إجراء التجربة في غينيا في عام 2015".