منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: حركة مكافحة تغير المناخ انطلقت، لكن "ما زال الشوط أمامنا طويلا"...

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يزور مدرسة متضررة من إعصار إيداي في حي مونهافا في بيرا بموزامبيق. (25 تموز/يونيو 2019)
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يزور مدرسة متضررة من إعصار إيداي في حي مونهافا في بيرا بموزامبيق. (25 تموز/يونيو 2019)

الأمين العام: حركة مكافحة تغير المناخ انطلقت، لكن "ما زال الشوط أمامنا طويلا"...

المناخ والبيئة

عندما يتعلق الأمر بحالة الطوارئ المناخية، "أمامنا شوط طويل لنقطعه". أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقال نشر على نطاق واسع يوم الخميس، مؤكداً قلقه من التهديدات التي يفرضها الاحترار العالمي، ما لم يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات العاجلة.

وفي مقالته الافتتاحية، التي نشرتها أكثر من 170 وسيلة إعلامية، أشار إلى أن "ملايين الناس، شبابا ونساء ورجالا، تجمعوا في جميع أرجاء العالم عشيةَ قمة العمل المناخي التي عقدتها الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، وخاطبوا قادة العالم بالقول "لقد أخلفتم الوعد".

"وهم على حق"، قال الأمين العام الذي أوضح أن الانبعاثات العالمية في ازدياد. ودرجات الحرارة في ارتفاع. وآثار ذلك على المحيطات والغابات وأنماط الطقس والتنوع البيولوجي وإنتاج الأغذية والمياه وفرص العمل وعلى حياة البشر في نهاية المطاف، هي آثار سيئة بالفعل بل وستزداد سوءا.

وذكر أنه قد شهد ذلك بأم عينه، بدءاً من الإعصار الذي ضرب موزامبيق، والإعصار الذي دمر جزر البهاما، ثم ارتفاع مستوى سطح البحر في جنوب المحيط الهادئ.

وأشار إلى أن دعا إلى قمة العمل المناخي "لتكون بمثابة نقطة انطلاق تضعنا على الطريق الصحيح قبل حلول المواعيد النهائية الحاسمة لعام 2020 التي حددها اتفاق باريس بشأن تغير المناخ. وقام العديد من القادة - من العديد من البلدان والقطاعات – بأخذ زمام المبادرة".

وقد تشكل ائتلاف واسع - ليس فقط من الحكومات والشباب، ولكن أيضا من مؤسسات الأعمال التجارية والمدن والمستثمرين وهيئات المجتمع المدني - وتكاتفت فيه الأيدي من أجل التحرك في الاتجاه الذي يعدّ العالم في أمسّ الحاجة إليه لتفادي كارثة مناخية.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حفل افتتاح قمة العمل المناخي في 23 أيلول/سبتمبر 2019.
UN Photo/Cia Pak
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في حفل افتتاح قمة العمل المناخي في 23 أيلول/سبتمبر 2019.

وعدد الأمين العام خطوات هامة اتخذتها الدول والقطاع الخاص، قائلا إن "هذه الخطوات كلها مهمة - لكنها ليست كافية".

فبحسب الأمين العام "إن أردنا أن نجنب عالمنا الوقوع في الهاوية المناخية، فثمة حاجة إلى قدر أكبر بكثير من العمل للاستجابة لنداء العلم وخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة ٤٥ في المائة بحلول عام ٢٠٣٠؛ والوصول إلى تحييد أثر انبعاث الكربون بحلول عام ٢٠٥٠؛ وتحديد ارتفاع الحرارة في نسبة 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. فهذه هي السبيل إلى تأمين مستقبل عالمنا".

وقال غوتيريش إنه سيعمل على أن تفي البلدان والقطاع الخاص والسلطات المحلية بالتزاماتها ابتداء من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ الذي سيعقد في كانون الأول/ديسمبر بسانتياغو، شيلي، مؤكدا أن "تغير المناخ هو القضية الحاسمة في عصرنا".

ومستشهدا بالعلم الذي يقر بأنه إذا استمرينا في مسارنا الحالي، فإننا نواجه زيادة في حرارة العالم بما لا يقل عن 3 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن، أوضح غوتيريش أنه لن أكون حيا عندئذ، ولكن حفيداته سيكُنّ على قيد الحياة، رافضا "أن أكون متواطئا في تدمير بيتهن الوحيد".

وذكر أن الشباب والأمم المتحدة - وعددا متزايدا من قادة الأعمال، والممولين، والحكومات، والمجتمع المدني يحتشدون ويتحركون. ولكن نجاحهم يتوقف على قيام العديد من الجهات الأخرى باتخاذ إجراءات في مجال المناخ.

وقال "ما زال الشوط أمامنا طويلا. لكن الحركة قد انطلقت..."