منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية: مأساة إعصار الباهاما "تذكير عاجل جديد بضرورة معالجة مسببات تغير المناخ"

منظر للدمار الشامل الذي خلفه إعصار دوريان في مارش هاربر، جزيرة أباكو في جزر البهاما. (11 أيلول/سبتمبر 2019)
UN Photo/Mark Garten
منظر للدمار الشامل الذي خلفه إعصار دوريان في مارش هاربر، جزيرة أباكو في جزر البهاما. (11 أيلول/سبتمبر 2019)

منظمة الصحة العالمية: مأساة إعصار الباهاما "تذكير عاجل جديد بضرورة معالجة مسببات تغير المناخ"

المناخ والبيئة

في زيارة لتقييم الآثار الصحية في المناطق المدمرة في جزر البهاما عقب إعصار دوريان، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن هذه المأساة هي "تذكير عاجل جديد بأنه يجب علينا معالجة مسببات تغير المناخ".

 

وطالب الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس العالم بأن يلتف حول جزر البهاما في أعقاب الإعصار الذي لم يود بحياة الكثير ين فحسب، "بل تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية الأساسية، وحرم المجتمعات من الخدمات الحيوية في وقت حرج".

وقال الدكتور تيدروس إنه تأثر بشدة عند رؤيته "الدمار الذي لحق بالمجتمعات وبالأسر التي فقد أفرادها أصدقاءهم وأحباءهم، ومنازلهم وممتلكاتهم وقدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية". وقال المسؤول الأممي إن إعصار دوريان هو بمثابة تذكير عاجل جديد بأنه يجب علينا معالجة مسببات تغير المناخ، وزيادة الاستثمار في قدرة المجتمعات على الصمود".

وأضاف الدكتور تيدروس "كلما طال انتظارنا، كلما زادت معاناة الناس. ينبغي علينا الحفاظ على سلامة العالم والبشر".

الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. Photo: UN/Daniel Johnson
UN/Daniel Johnson
الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. 

وقد  التقى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بالحاكم العام وبوزير الصحة ومسؤولين حكوميين آخرين، وأثنى على استعداداتهم وجهودهم لتخفيف الأضرار الناجمة عن الإعصار.

خلال الزيارة برفقة وزير الصحة في البلاد الدكتور دوان ساندز،  توقف المسؤول الأممي في جزيرتي أباكو وغراند باهاما اللتين شهدتا أكثر الآثار ضخامة، إذ تعرض معظم المنازل والبنى التحتية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية، للدمار الكامل

 وقد تعرض القطاع الصحي في أباكو وغراند باهاما تحديدا لضربة كبيرة، حيث تعطلت إمدادات الكهرباء والمياه وتعرضت المعدات واللوازم الطبية للدمار، بما في ذلك خمس عيادات صحية في الجزيرتين.

مئات في عداد المفقودين، والعشرات من الموتى

الجدير بالذكر أنه ومنذ أن ضرب إعصار دوريان البلاد في 1 أيلول/سبتمبر 2019، تأثر أكثر من  75 ألف شخص، من بينهم حوالي 1500 يعيشون حتى الآن في ملاجئ طارئة، بينما لا يزال حوالي 600 في عداد المفقودين.  السلطات المحلية أكدت وفاة 56 شخصا.

منظمة الصحة للبلدان الأمريكية، وهي وكالة الأمم المتحدة الوحيدة التي لها وجود مادي في جزر البهاما، قامت بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية بنشر 20 موظفا وتنسيق تعبئة 5 فرق طبية دولية للطوارئ. الدكتور تيدروس شكر الفرق على استجابتها السريعة وخدماتها الدؤوبة لأكثر فئات مجتمع جزر الباهاما ضعفا.

وقد وفرت المنظمة مبلغ مليون دولار أمريكي من صندوق الطوارئ الخاص بها، لدعم جهود مواجهة الإعصار. وقد كرر الدكتور تيدروس التزام منظمة الصحة العالمية بدعم حكومة وشعب جزر البهاما، من أجل استعادة النظام الصحي في البلاد الجزرية.

وتواصل المنظمة العمل على الصعيد العالمي مع الدول الأعضاء لجعل القطاعات الصحية أكثر مرونة وقدرة على الصمود، ولتخفيف آثار تغير المناخ، خصوصا في الدول الجزرية الصغيرة النامية، الأكثر تعرضا للخطر .

وكانت المنظمة العالمية المعنية بالصحة، في قمة العمل المناخي الأسبوع الماضي، قد دعت كافة بلدان العالم إلى "الالتزام بخفض انبعاثات الكربون وتنظيف هواءنا وإنقاذ الأرواح وزيادة الاستثمار بشكل كبير في التدخلات التي أثبتت جدواها في أنظمة الصحة المرنة للمناخ".