منظور عالمي قصص إنسانية

وزير الخارجية التونسي: الخيار الديمقراطي أصبح من الثوابت الراسخة التي لا رجعة عنها

وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي متحدثا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، 27 سبتمبر 2019.
UN Photo/Cia Pak
وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي متحدثا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، 27 سبتمبر 2019.

وزير الخارجية التونسي: الخيار الديمقراطي أصبح من الثوابت الراسخة التي لا رجعة عنها

شؤون الأمم المتحدة

قال وزير الشؤون الخارجية التونسي، جميس الجهيناوي، خلال مخاطبة مداولات الجمعية العامة الرابعة والسبعين الجمعة إن تونس تسعى منذ عام 2011 إلى ترسيخ المسار الديمقراطي رغم الصعوبات الظرفية والتحديات القائمة.

وإذ تستعد تونس لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد أيام تعقبها انتخابات تشريعية في 6 تشرين الأول/أكتوبر أعرب الجهيناوي عن أمله في أن تكون "بنفس درجة الشفافية والنزاهة التي شهدتها الدورة الأولى من الانتخابات."

مشاركة أوسع للمرأة والشباب في الحياة السياسية

وأعرب الجهيناوي عن أمله في أن تفرز الاستحقاقات الانتخابية تمثيلا أبرز للمرأة والشباب في تونس، مضيفا أن المجتمع التونسي بلغ حالة من النضج والتطور وينبغي تمكين تلك الفئات من تبوء مراكز في مواقع اتخاذ القرار.

وقال وزير الشؤون الخارجية التونسي إن الخيار الديمقراطي أصبح من الثوابت الراسخة التي لا رجعة عنها وقد جرت الانتخابات برقابة دولية من العديد من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، جميعهم شهدوا على شفافية العملية الانتخابية.

تونس ملتزمة بالخطط الدولية للتصدي للتحديات الراهنة

وتطرق وزير الشؤون الخارجية التونسية إلى المحور الذي تركز عليه دورة الجمعية العامة الرابعة والسبعين وهو "دفع الجهود متعددة الأطراف للقضاء على الفقر وتوفير التعليم ذي نوعية جيّدة والتصدي للتغير المناخي وتعزيز الإدماج" وقال إن جسامة التحديات التنموية والاجتماعية والبيئية المشتركة التي تواجه الدول والشعوب وتؤكد على الضرورة الملحة لتضافر الجهود الدولية.

وقال الجهيناوي "إن تونس تبنت الأهداف الطموحة لهذه الخطة وحرصت على تنفيذها ضمن مخططها الخماسي 2016-2020".

البعد الأفريقي والسياسة الخارجية

هذا وجدد الجهيناوي التزام تونس بتطوير التعاون والشراكة مع الفضاء الأفريقي والعمل على تعزيز الاندماج الاقتصادي الأفريقي في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية 2063.

ودعا المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم الدعم اللازم لاستثمار مع تزخر به أفريقيا من إمكانيات واعدة على حدّ تعبيره.

وفي الشأن الليبي، أكد الجهيناوي على الروابط التاريخية العميقة بين الشعبين الليبي والتونسي وجدد الدعوة إلى الوقف الفوري للاقتتال في ليبيا والعودة إلى المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة.

مكافحة التطرف والإرهاب

واعتبر وزير الشؤون الخارجية التونسي مكافحة الإرهاب أولوية وقال "إن تيارات التطرف العنيف والإرهاب تتنامى في العالم مستغلة الأوضاع المضطربة." وأضاف أن العديد من دول العالم بذلت الجهود للتصدي لهذه الظاهرة إلا أنه دعا إلى التكاتف والعمل معا للتصدي للأيديولوجيات المتطرفة وتحصين المجتمعات وخاصة الشباب من تأثيرات تيارات الانغلاق والتشدد.

وأشار إلى الاستراتيجية الوطنية التي وضعتها تونس لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وهو ما ساهم "في صون مكتسبات الديمقراطية والحفاظ على الأمن والاستقرار."

القضايا العربية حاضرة في خطاب الجهيناوي

وأكد الجهيناوي على وجوب الحل العادل للقضية الفلسطينية كي يتمكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس.

وفي الشأن السوري رحب الجهيناوي بإعلان تشكيل اللجنة الدستورية ما يمثل "بادرة أمل على درب إنهاء النزاع وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 لسنة 2015."

وفيما يتعلق بالصراع في اليمن، أعرب الجهيناوي عن أمله في أن تتمكن المجموعة الدولية من مساعدة اليمنيين على التوصل إلى حل سياسي يحفظ وحدة اليمن.

عضوية مجلس الأمن 2020

هذا وتستعد تونس للانضمام إلى مجلس الأمن العام المقبل بصفة عضو غير دائم للفترة بين 2020-2021 وذلك للمرة الرابعة في تاريخها. وقال الجهيناوي في ختام كلمته إن تونس ستحرص على تكريس الدبلوماسية الوقائية وفضّ النزاعات بالطرق السلمية والمساهمة الفاعلة في الجهود الجماعية الرامية إلى تعزيز السلم والأمن الدوليين وتأكيد دور المرأة والشباب في هذه المجالات.

 

الاستماع إلى الخطاب الكامل للسيد خميس الجهيناوي، وزير الخارجية التونسي:

Soundcloud

 

وفي حوار مع الأمم المتحدة، أشار وزير خارجية تونس خميس الجهيناوي مجددا إلى أن مشاركة تونس في مداولات الجمعية العامة الرابعة والسبعين جاءت مع استعداد تونس لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية وتحضيراتها للالتحاق بمجلس الأمن عام 2020.

وأضاف أن التوافق الدولي على اختيار تونس للمشاركة في مجلس الأمن "دليل على الاحترام الذي تحظى به لدى المجموعة الدولية"،  وشدد على أن بلاده ستكون الصوت العربي والأفريقي في المجلس، وستسعى إلى انتهاج الدبلوماسية الوقائية لتسوية الخلافات خاصة في العالم العربي.

 

يمكنكم الاستماع إلى الحوار الكامل فيما يلي:

Soundcloud