منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو إلى الاستثمار في الدول الجزرية الصغيرة النامية المتأثرة بتغير المناخ

أرخبيل توفالو الواقع في جنوب المحيط الهادئ معرض بدرجة كبيرة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ.
UNDP Tuvalu/Aurélia Rusek
أرخبيل توفالو الواقع في جنوب المحيط الهادئ معرض بدرجة كبيرة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن تغير المناخ.

الأمم المتحدة تدعو إلى الاستثمار في الدول الجزرية الصغيرة النامية المتأثرة بتغير المناخ

المناخ والبيئة

في قمة الدول الجزرية الصغيرة النامية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، المجتمع الدولي إلى مساعدة تلك الدول المتضررة بشدة من تغير المناخ لتعزيز مرونتها الاقتصادية والبيئية. 

وسيتطلب التقدم نحو التنمية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية زيادة كبيرة في الاستثمار العاجل، وفقا لقادة العالم الذين اجتمعوا في الأمم المتحدة اليوم الجمعة من أجل استعراض منتصف المدة رفيع المستوى ل "مسار ساموا"، وهو الإطار دولي للتنمية المستدامة الخاص بالدول الجزرية الصغيرة النامية.

وتعد البلدان الـ 38 التي حددتها الأمم المتحدة باعتبارها من الدول الجزرية الصغيرة النامية من بين أكثر الدول ضعفا في العالم. وتقع في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، وكذلك في المحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي، وتعاني من عواقب المناخ العالمي المتطرف بشكل متزايد والتي لا يمكن التنبؤ بها. وبالإضافة إلى التحديات البيئية، تواجه الدول الجزرية الصغيرة النامية مجموعة فريدة من التحديات المتعلقة بصغر حجمها وبعدها وتعرضها للصدمات الاقتصادية الخارجية.

UN News
ناشطون شباب من أجل تغير المناخ

لكونها تقع في الخطوط الأمامية لتغير المناخ، أصبحت التنمية المستدامة في العديد من الدول الجزرية الصغيرة النامية مهددة بسبب الصعوبات في تحقيق مستويات عالية ومستدامة من النمو الاقتصادي، ويعزى ذلك جزئيا إلى تعرضها للآثار السلبية المستمرة للتحديات البيئية والصدمات الاقتصادية والمالية الخارجية.

من المتوقع أن يعتمد رؤساء الدول والحكومات، في اجتماعهم في نيويورك، إعلانا سياسيا يعيد تأكيد تضامنهم مع هذه البلدان التي لا تزال تمثل حالة خاصة للتنمية المستدامة. ويحث المؤسسات الدولية على مساعدة الدول الجزرية الصغيرة النامية، وخاصة البلدان متوسطة الدخل المثقلة بالديون، في الحصول على التمويل.

تنفيذ مسار ساموا فرصة لإظهار التضامن الدولي

اجتماع رفيع المستوى لاستعراض التقدم المحرز في معالجة أولويات الدول الجزرية الصغيرة النامية من خلال تنفيذ طرق العمل المعجلة (SAMOA)
UN Photo/Laura Jarriel

وشدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على أن تنفيذ الخطة يمثل "فرصة مهمة للمجتمع الدولي لإظهار التضامن".

وقال إن "الدول الجزرية الصغيرة النامية هي حالة خاصة للتنمية المستدامة. وتحتاج إلى اهتمام طويل الأجل واستثمار المجتمع الدولي بأسره".

من جهته اعتبر رئيس الجمعية العامة، تيجاني محمد باندي، هذه القمة فرصة للتفكير بشأن تنمية بعض الدول الأعضاء الأكثر ضعفا، مضيفا أن "الدول التي نخدمها تتطلع إلينا لإيجاد حلول ضد التحديات الوجودية التي تهدد قدرتها على البقاء وتعيق فرصها في الازدهار".

 وقال إن أزمة المناخ تهدد اليوم الأمن الغذائي وسبل العيش في الدول الجزرية الصغيرة النامية رغم أنها "تنتج أقل من واحد في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية".

وأضاف: "من خلال الجهود العالمية فقط مثل "مسار ساموا"، يمكننا مواجهة التحديات بما في ذلك التهميش الاقتصادي الذي تواجهه الدول الجزرية الصغيرة النامية في سعيها لتحقيق مستقبل آمن ومزدهر ومستدام نسعى إلى تحقيقه جميعا".

Tweet URL

نداء للعمل

وقالت السيد فكيتامويلا كاتوا أوتواكامانو، الممثلة السامية لأقل البلدان نمواً والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية، إن "مسار ساموا يرمز إلى أصوات الدول الجزرية الصغيرة النامية وأولوياتها وآمالها في بناء مجتمعات شاملة ومستدامة".

وأضافت: "إنه خريطة طريق للعمل. واستعراض منتصف المدة هذا يمثل لحظة استراتيجية، تتيح لنا الفرصة لمراجعة وتجديد التزامات المجتمع الدولي تجاه الدول الجزرية الصغيرة النامية".

وفي مؤتمر صحفي عقدته اليوم على هامش القمة، حثت الممثلة السامية المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات جماعية أقوى للانضمام إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية في الكفاح من أجل مكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

صوت ناشطة شابة يردح عاليا في أروقة الأمم المتحدة

فينزيلار أينجو كوانجين نين، ناشطة شابة من بابوا غينيا الجديدة، تتحدث أمام اجتماع حول الدول الجزرية الصغيرة النامية في الأمم المتحدة في نيويورك ...
UN Photo/Laura Jarriel
فينزيلار أينجو كوانجين نين، ناشطة شابة من بابوا غينيا الجديدة، تتحدث أمام اجتماع حول الدول الجزرية الصغيرة النامية في الأمم المتحدة في نيويورك ...

ورسمت الناشطة الشابة فينزيلار أينجو كوانجين نين، القادمة من جزيرة بابوا غينيا الجديدة، أمام المندوبين يوم الجمعة، صورة حية للمخاطر التي تواجهها الدول الجزرية الصغيرة النامية في ظل ارتفاع درجات حرارة العالم، وارتفاع منسوب مياه البحار.

ومن على منبر الأمم المتحدة، تحدثت عن الكفاح الذي تتعامل معه بصورة شعرية، وقالت: "أنا شابة من جزيرة صغيرة. لا يعرف معظم الناس في المجتمع العالمي أين أنا. وأكثر ما يؤلمني هو أنني أعرف أين هم جميعا".

ويأتي هذا الاستعراض الذي استمر ليوم كامل بعد شهر واحد من تدمير إعصار دوريان لأجزاء من جزر البهاما، الأمر الذي يزيد من تواتر الكوارث الطبيعية وحجمها وشدتها وتهديدها الفريد للدول الجزرية وشعوبها.

الممثل جيسون موموا يدافع عن المحيطات

جيسون موموا، الممثل والناشط في مجال الدفاع عن المحيطات، يتحدث في حدث في الأمم المتحدة لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية
UN Photo/Laura Jarriel
جيسون موموا، الممثل والناشط في مجال الدفاع عن المحيطات، يتحدث في حدث في الأمم المتحدة لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية

وشارك ممثل فيلم "أكوامان" جيسون موموا، في قمة الدول الجزرية الصغيرة النامية في الجمعية العامة، حيث دعا إلى حماية المحيطات.

وقال موموا الذي ولد في هاواي، إن أنظمة بيئية كاملة تختفي بسبب ارتفاع درجة حرارة البحر، وإن نفايات العالم تتسرب إلى المياه، مضيفا أنه "حتى في قاع البحر توجد جسيمات نانوية بلاستيكية".

وتابع قائلا "هناك جزيئات بلاستيكية في المحيط أكثر من النجوم في درب التبانة، إنه لأمر مخز، ومع ذلك فإن أكبر تهديد للدول الجزرية الصغيرة النامية هو أن جزرا بأكملها تغرق في البحر بسبب كمية الانبعاثات الكبيرة التي تنتجها الدول الغنية".

قطر تعلن عن مساهمة قيمة للدول الجزرية الصغيرة

أمير دولة قطر يعلن عن مساهمة قيمة للدول الجزرية الصغيرة

وكانت دولة قطر قد أعلنت في قمة المناخ التي انعقدت مطلع هذا الأسبوع عن مساهمة قيمة وقدرها 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموا للتعامل مع تغير المناخ والمخاطر الطبيعية والتحديات البيئية وبناء القدرة على مواجهة آثارها المدمرة.

ومن بين الأمور الأخرى التي اضطلعت بها دولة قطر في مجال مكافحة تغير المناخ، استضافتها للدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، ومنتدى الدوحة للكربون والطاقة، الذي شارك فيه خبراء دوليون لوضع توصيات في مجال السياسات العامة. كما أن قطر لم تدخر جهدا في إنجاح مفاوضات اتفاق باريس للمناخ عام 2015.

أما على المستوى الوطني، وفي ضوء رؤيتها الوطنية 2030، اتخذت قطر العديد من الإجراءات لتطوير التقنيات المراعية لتغير المناخ وتبني الطاقة النظيفة، والتشجيع على إعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها، وتحسين جودة الهواء..

وبصفتها دولة مستضيفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، فهي ملتزمة بتنظيم بطولة صديقة للبيئة وأول بطولة "محايدة الكربون" عبر استخدام الطاقة الشمسية في الملاعب، واستخدام تكنولوجيا تبريد وإضاءة موفرة للطاقة والمياه.