منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يدعو إلى رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ودعم التنمية لإنجاح التجربة الديمقراطية

الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى جانب رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك  في الاجتماع الرفيع المستوى بشأن السودان (الأمم المتحدة - نيويورك - 27/09/2019)
UN Photo/Kim Haughton
الأمين العام أنطونيو غوتيريش إلى جانب رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك في الاجتماع الرفيع المستوى بشأن السودان (الأمم المتحدة - نيويورك - 27/09/2019)

الأمين العام يدعو إلى رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ودعم التنمية لإنجاح التجربة الديمقراطية

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن أحداث الأشهر الأخيرة التي شهدتها جمهورية السودان، والتي توجت بإنشاء حكومة بقيادة مدنية "كانت أحداثا استثنائية من نوعها"، واصفا عملية الانتقال في السودان بالمثيرة للإعجاب. ونادى غوتيريش في فعالية رفيعة المستوى، بالإزالة الفورية لإسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، ورفع العقوبات ودعم التنمية في البلاد.

وقال أنطونيو غوتيريش إن على المجتمع الدولي الآن "مسؤولية صارمة لبذل قصارى جهده للمساعدة في تسهيل ظروف النجاح في التجربة الديمقراطية السودانية الحالية". وشدد غوتيرش على عدة إجراءات "نحتاجها من المجتمع الدولي" في هذا الاتجاه: "ينبغي أن تشمل هذه الإزالة الفورية لتسمية السودان دولة داعمة للإرهاب، ورفع جميع العقوبات الاقتصادية، وتوفير دعم مالي هائل للتنمية لجعل المكاسب السياسية الحالية دائمة".  

جاءت كلمات الأمين العام في فعالية رفيعة المستوى حول السودان نظمتها الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي، واستضافت رئيس وزراء الحكومة السودانية الذي يشارك في مداولات الدورة الحالية للجمعية العامة.

وأعرب غوتيريش عن تفاؤله بأن "الحكومة الانتقالية، تحت قيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ستكون قادرة على تعزيز الحكم وسيادة القانون، ودعم حقوق الإنسان ووضع البلاد على طريق الانتعاش الاقتصادي".

وذكّر بأن هذه الجهود يجب أن تشمل "معالجة الأسباب الجذرية للصراع وتحقيق السلام الشامل، بما في ذلك دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان".

وقال غوتيريش بينما ترافق الأمم المتحدة السودان في هذا التحول الحرج "يجب علينا أيضا أن نركز على حجم الاحتياجات الإنسانية في البلاد، حيث يحتاج أكثر من 8 ملايين شخص إلى المساعدة الآن.

بداية الطريق للسودان

الأمين العام أنطونيو غوتيريس (يمين)،  رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك (الوسط) ورئيس الاتحاد الأفريقي، موسى فكي في الاجتماع الرفيع المستوى بشأن السودان (الأمم المتحدة - نيويورك - 27/09/2019)
UN Photo/Kim Haughton
الأمين العام أنطونيو غوتيريس (يمين)، رئيس وزراء السودان الدكتور عبد الله حمدوك (الوسط) ورئيس الاتحاد الأفريقي، موسى فكي في الاجتماع الرفيع المستوى بشأن السودان (الأمم المتحدة - نيويورك - 27/09/2019)

وقال غوتيرش إن التحول الذي شهدته البلاد "يمثل بداية طريق السودان الطويل نحو الانتعاش ونحو تحقيق السلام الدائم والتنمية الشاملة" لكل مجتمع السودان المتنوع والنابض بالحياة، على حد تعبيره.

ووصف غوتيريش مشاركته في الاجتماع الأممي حول السودان بأنها "أسعد لحظة لي في هذا الأسبوع رفيع المستوى"، معربا عن إعجابه الشديد بما تم تحقيقه من تغيير في السودان. وأشار غوتيريش إلى أن التحول في هذا البلد "قاده منذ البداية رجال ونساء سودانيون، ولا سيما الشباب من جميع شرائح المجتمع، وهم الذين خاطروا بحياتهم لتحقيق تطلعاتهم الطويلة بالديمقراطية والسلام".  ونوه بمشاهد الاحتجاجات السلمية التي تابعها العالم في موقع الاعتصام بالخرطوم.

وقال غوتيرش إن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بدعم الحكومة الجديدة وشعب السودان وهم يشرعون في الفترة الحساسة المقبلة.

المسؤول الأممي الأرفع في الأمم المتحدة أعرب عن تقديره العميق للاتحاد الأفريقي ولدولة إثيوبيا "للعمل الممتاز في جهود الوساطة" التي أنجحت عملية الانتقال التي "قادها السودانيون منذ البداية حسب تعبيره.

كما ذكر غوتيرش بأن السودان بلد يقع في مركز منطقة بالغة الأهمية في القارة الأفريقية، بحدود مع عدد كبير من الدول، ويكتسب أهمية كبيرة لاستقرار المنطقة وازدهارها. وأضاف غوتيريش أن "نجاح هذا الانتقال ضروري بطبيعة الحال لشعب السودان، لكنه مهم للغاية للمنطقة بأسرها".

حمدوك: السودان الجديد عائد إلى المسرح العالمي برسالة أمل وعزيمة

من المقرر أن يلقي رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك كلمته أمام الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر اليوم الجمعة.   

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة قال رئيس الوزراء السوداني إن الرسالة الرئيسية التي يوجهها إلى العالم من على منبر الجمعية العامة هي أن "السودان عائد إلى المسرح العالمي برسالة أمل، للسودان الجديد" مضيفا أن ما حدث في السودان كان تغييرا عميق الجذور، ساهمت في تحقيقه البلاد بأكملها، على حد تعبيره.

السودان الجديد عائد إلى العالم برسالة أمل وعزيمة

وقال الدكتور حمدوك إن الحراك الشعبي السلمي الذي شهدته بلاده "قد خلق زخماً عميق التجذر، وقد ألهم شعاره، "الحرية والعدالة والسلام"، عمل الحكومة الجديدة ليكون ترجمة لهذا الشعار وتحويله إلى برنامج..

وقال رئيس الوزراء لأخبار الأمم المتحدة أن السودان، يعود إلى معَّية الدول الحرة و"يسعدنا أن نكون جزءا من عملية تبني السلام العالمي، مساهمين بنصيبنا العادل" مضيفا أن "السودان الجديد، يأتي برسالة أمل وعزيمة، ونأمل أن يبادلنا العالم بذلك".

كما تحدث رئيس وزراء الحكومة السودانية الجديدة بشكل خاص عن مساهمة قطاعات النساء والشباب السوداني في التغيير الذي شهدته بلاده ووصفه بأنه "جيل ليس شديد العزيمة فحسب، بل هو في وضع يؤهله لقيادة هذا التغيير"، حسب تعبيره.

وقال الدكتور حمدوك إن بلاده مدينة لجهد النساء والشباب "وعلينا أن نخلق البيئة التي تسمح لهم ليس فقط بأن يكونوا أكثر إنتاجية، ولكن أيضا أن يكونوا قوة للتغيير وطاقة له" .  

وأكد رئيس وزراء الحكومة السودانية تفاؤله بمستقبل بلاده بالقول "سنعمل معهم لدفع البلاد في الاتجاه الصحيح".

 

للإستماع للحوار الكامل هنا:

Soundcloud