منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: العلاقات بين الدول المسلحة نوويا، "غارقة في عدم الثقة"

مفتشو الجماعة الأوروبية للطاقة الذرية (Euratom) أثناء عمليات التفتيش على السلامة في مصنع لتخصيب اليورانيوم التابع لشركة URENCO في هولندا.
IAEA/Dean Calma
مفتشو الجماعة الأوروبية للطاقة الذرية (Euratom) أثناء عمليات التفتيش على السلامة في مصنع لتخصيب اليورانيوم التابع لشركة URENCO في هولندا.

الأمين العام: العلاقات بين الدول المسلحة نوويا، "غارقة في عدم الثقة"

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن إحياء اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية يمثل تذكيرا هاما بالتهديد الوشيك للأسلحة النووية والحاجة إلى إيجاد حلول مشتركة. 

وأوضح أن إحدى الأولويات الرئيسية لجدول أعمال نزع السلاح الذي أطلقه العام الماضي تتمثل في مساعدة الدول على العودة إلى الوحدة في منع استخدام الأسلحة النووية وإزالتها.

وفي كلمة بهذه المناسبة، قال غوتيريش إن موضوع القضاء على الأسلحة النووية ظل على رأس أولويات الأمم المتحدة في مجال نزع السلاح منذ اليوم الأول، مشيرا إلى السعي الجاد من أجل عالم خال من الأسلحة النووية، قائلا إن هذه الأسلحة "تشكل تهديدا فريدا ووجوديا لكوكبنا."

وأشار إلى أن أي استخدام للأسلحة النووية سيكون كارثة إنسانية، لافتا إلى إحراز تقدم كبير في الحد من خطر الأسلحة النووية، إلى حد كبير تحت قيادة الدول الحائزة للأسلحة النووية، وخاصة تلك التي تمتلك أكبر ترسانات العالم.

نمو في الخطاب الخطير حول فائدة الأسلحة النووية  

وأعرب الأمين العام عن خشيته من ألا يتوقف هذا التقدم فحسب، بل أن يسير في الاتجاه المعاكس، فالعلاقات بين الدول المسلحة نوويا، بحسب الأمين العام، "غارقة في عدم الثقة،" مشيرا إلى أن الخطاب الخطير حول فائدة الأسلحة النووية آخذ في الازدياد.

وأشار غوتيريش إلى السباق النوعي في التسلح النووي، قائلا إن نظام الحد من التسلح الذي تم الحصول عليه بشق الأنفس يتلاشى فيما تتزايد الانقسامات حول وتيرة ونزع السلاح على حد تعبير الأمين العام.

وأعرب الأمين العام عن مخاوفه من "أننا نعود إلى العادات السيئة التي ستجعل العالم بأسره رهين لتهديد الإبادة النووية، قائلا إنه ومع انتهاء معاهدة القوات النووية الوسيطة، الشهر الماضي، فقد العالم مكابح للحرب النووية لا تقدر بثمن.

موقع التجارب النووية السابق للاتحاد السوفيتي، سيميبالاتينسك، الواقع حاليا في دولة بكازاخستان. (أرشيف)
(CTBTO)
موقع التجارب النووية السابق للاتحاد السوفيتي، سيميبالاتينسك، الواقع حاليا في دولة بكازاخستان. (أرشيف)

وحث غوتيريش بقوة الولايات المتحدة وروسيا على تمديد ما يسمى باتفاق "البداية الجديدة" لتوفير الاستقرار والوقت للتفاوض على تدابير الحد من الأسلحة في المستقبل.

وجدد الأمين العام دعوته إلى جميع الدول الأطراف للعمل معا في استعراض عام 2020 لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لضمان أن تظل معاهدة عدم الانتشار قادرة على تحقيق أهدافها الأساسية - منع الحرب النووية وتسهيل إزالة الأسلحة النووية.

وذكر السيد غوتيريش أن هناك العديد من الطرق المؤدية إلى عالم خال من الأسلحة النووية، إذ لا تزال معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تشكل حجر الزاوية لنظام نزع السلاح النووي وعدم الانتشار على حد تعبيره.

معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية: تدبير طال انتظاره

وشدد غوتيريش على أن معاهدة حظر الأسلحة النووية تثير مخاوف العديد من الدول بشأن التهديد المتزايد للأسلحة النووية، قائلا إن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية مازالت تدبيرا طال انتظاره لمنع التطوير النوعي والكمي للأسلحة النووية.

ودعا الأمين العام إلى أن يتجه تركيزنا إلى اتخاذ خطوات للقضاء على الأسلحة النووية والقيام بذلك بحسن نية، داعيا جميع الدول مرة أخرى إلى التنفيذ الكامل لالتزاماتها المتعلقة بعدم انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح، مشيرا إلى أن الفشل في القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تقويض النظام.

كما دعا أيضا الدول الحائزة على الأسلحة النووية إلى المشاركة في الحوار العاجل اللازم لمنع استخدام الأسلحة النووية والاتفاق على خطوات عملية على المدى القريب في نزع السلاح النووي، قائلا إن الأسلحة النووية "تشكل خطرا غير مقبول على البشرية."

واختتم غوتيريش حديثه قائلا:

"دعونا ألا ننسى أن الطريقة الحقيقية الوحيدة للقضاء على تهديد الأسلحة النووية هي القضاء على الأسلحة النووية."