منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: مازال الناس يؤمنون بالأمم المتحدة، ولكن هل يؤمنون بأن القادة سيضعونهم في المقام الأول؟

تيجاني محمد باندي (في الوسط) رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يفتتح مداولات الدورة ال 74 للجمعية العامة.
UN Photo/Cia Pak
تيجاني محمد باندي (في الوسط) رئيس الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يفتتح مداولات الدورة ال 74 للجمعية العامة.

الأمين العام: مازال الناس يؤمنون بالأمم المتحدة، ولكن هل يؤمنون بأن القادة سيضعونهم في المقام الأول؟

شؤون الأمم المتحدة

دق رئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي مطرقته معلنا افتتاح مداولات الجمعية العامة اليوم الثلاثاء الموافق 24 من أيلول/سبتمبر 2019.

أول المتحدثين كان الأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي قدم تقرير الأمم المتحدة السنوي أمام زعماء العالم، مستشهدا بما جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة: "نحن الشعوب"، قائلا إن هذه العبارة هي دعوة "إلى وضع الناس في قلب عملنا. كل يوم. في كل مكان".

الأمين العام أشار في خطابه إلى القلق الذي نعيش فيه حاليا، قائلا إن "الكثيرين يخشون من أن يداسوا ويثبطوا في أعمالهم وأن يتم تجاهلهم فيتخلفون عن الركب. وأن تستحوذ الآلات على وظائفهم، ويجردهم المتاجرون بالبشر من كرامتهم. ويسلب الديماغوجيون حقوقهم. ويقضي أمراء الحرب على حياتهم. ويستولي الوقود الأحفوري على مستقبلهم".

وفيما أشار غوتيريش إلى أن الناس مازالوا يؤمنون بالأمم المتحدة، تساءل إن كانوا ما زالوا "يؤمنون بنا"، قائلا "هل يؤمنون بأن القادة سيضعون الناس في المقام الأول؟ نحن، القادة، يجب أن نعمل من أجلنا "نحن الشعوب"."

أزمة الخليج

التطورات الأخيرة في منطقة الخليج العربي كانت حاضرة في كلمة الأمين العام الذي حذر من "احتمال نشوب نزاع مسلح في الخليج لا يمكن للعالم أن يتحمل تبعاته". وكرر مجددا إدانته للهجوم الأخير على منشآت النفط السعودية قائلا إنه عمل "غير مقبول على الإطلاق"، مشيرا إلى أن أي" سوء تقدير بسيط" يمكن أن يؤدي في هذا السياق إلى "مواجهة كبيرة". ودعا إلى فعل "كل ما هو ممكن للضغط من أجل تحكيم المنطق وضبط النفس".

في هذا الوقت من الانتقال والاضطراب في علاقات القوى العالمية، أشار غوتيريش إلى خطر جديد يلوح في الأفق قد لا يكون كبيرا، لكنه حقيقي، ألا وهو "احتمال حدوث انشقاق كبير يؤدي إلى تقسيم العالم إلى قسمين، حيث ينبثق عن أكبر اقتصادين على وجه الأرض عالمان منفصلان ومتنافسان، لكل منهما عملة مهيمنة، وقواعد تجارية ومالية، وإنترنت، وقدرات ذكاء اصطناعي، واستراتيجيات جيوسياسية وعسكرية خاصة.

وفي هذا السياق دعا الأمين العام إلى بذل قصارى جهدنا لتفادي هذا الانشقاق العظيم والحفاظ على نظام عالمي - واقتصاد عالمي يحترم القانون الدولي؛ "عالم متعدد الأقطاب ذو مؤسسات قوية متعددة الأطراف".

تغير المناخ

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يقدم تقريره السنوي عن أعمال المنظمة، أمام زعماء الدول، قبيل مداولات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة.
UN Photo/Cia Pak
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يقدم تقريره السنوي عن أعمال المنظمة، أمام زعماء الدول، قبيل مداولات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة.

حالة الطوارئ المناخية الراهنة هي سباق لم يكسبه العالم بعد، ولكنه سباق يمكننا الفوز به إذا غيرنا طرقنا الآن، أشار الأمين العام الذي قال إنه "حتى لغتنا يجب أن تتكيف: فما كان يسمى "تغير المناخ" أصبح الآن حقا "أزمة مناخ"... وما كان يسمى "الاحترار العالمي" أصبح بشكل أكثر دقة "السخونة العالمية"."

هذا ويشهد العالم درجات حرارة غير مسبوقة، وعواصف لا هوادة فيها في ظل أبحاث علمية لا يمكن إنكارها تفيد بأهمية العمل معا لتغيير أنماط الحياة البشرية من أجل الحفاظ على الكوكب.

حقوق الإنسان

بحسب خطاب الأمين العام إلى قادة العالم، يجب أن يتمتع كل إنسان بحقوق شاملة في القرن الحادي والعشرين. فحقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة. لا يمكن للمرء أن يختار من بينها، مفضّلا بعضها على الآخر.

وفي هذا السياق أشار غوتيريش إلى المنعطف الحرج الذي يمر به العالم حيث يتم تقييد وعكس التقدم المحرز في مجال حقوق الإنسان وإساءة تفسيره، قائلا إن "أشكالا جديدة من الاستبداد تزدهر، والفضاء المدني يضيق".

وقال لا نرى حدودا تغلق فحسب، بل قلوبا أيضا، حيث يتم الفصل بين أفراد عائلات اللاجئين وتجاهل الحق في طلب اللجوء، مشيرا إلى أن "الخوف هو العلامة التجارية الأكثر مبيعا اليوم".

وبوجه من يصرون على الاضطهاد أو الانقسام، يقول الأمين العام: "التنوع ثراء، وليس تهديدا أبدا".

المساواة بين الجنسين

من غير المقبول في القرن الحادي والعشرين أن تتعرض النساء والرجال للاضطهاد بسبب هويتهم أو معتقداتهم أو ميولهم الجنسية، وفقا للأمين العام أنطونيو غوتيريش، الذي دعا في كلمته أمام مداولات الجمعية إلى عدم نسيان أن "المساواة بين الجنسين هي مسألة سلطة"، موضحا أن السلطة ما زالت "بأغلبية ساحقة في يد الرجال" - كما نرى من البرلمانات إلى قاعات مجالس الإدارة، وحتى هذا الأسبوع في قاعات الأمم المتحدة وممراتها وقاعات اجتماعاتها.

وهذا يعني الاستمرار في الضغط ضد حقوق المرأة، بحسب الأمين العام الذي أوضح أنه وفقا للاتجاهات الحالية، سيستغرق الأمر قرنين لسد الفجوة في التمكين الاقتصادي، قائلا "لا يمكننا قبول عالم يخبر حفيداتي أن المساواة يجب أن تنتظر حفيدات حفيداتهن" لتتحقق.

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يقدم تقريره السنوي عن أعمال المنظمة، أمام قادة العالم، قبيل افتتاح مداولات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة.
UN Photo/Cia Pak
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يقدم تقريره السنوي عن أعمال المنظمة، أمام قادة العالم، قبيل افتتاح مداولات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة.

تيجاني محمد باندي: أهداف التنمية المستدامة أولوية

من جانبه، أكد رئيس الجمعية العامة على أهمية جعل تحقيق أهداف التنمية المستدامة أولوية. وقال "إن تحقيق أهدافنا في إطار أهداف التنمية المستدامة يتطلب التعاون في التمويل وتبادل الخبرات".

وقال تيجاني محمد باندي أيضا إنه ينبغي مواصلة تعزيز المنظمة عن طريق ضمان تكييف هيكلها الأمني والسلمي مع القرن الحادي والعشرين، ولا سيما بجعل الوقاية أولوية.

من بين الأولويات الأخرى، أكد رئيس الجمعية العامة أن القضاء على الفقر لا يزال يمثل تحديا كبيرا على نطاق عالمي وأنه يجب التركيز بشكل خاص على مكافحة تغير المناخ. وقال "أدعو إلى التعاون بين الدول لضمان تشكيل وتعزيز التحالفات من أجل التكيف مع تغير المناخ وإجراءات التخفيف".