منظور عالمي قصص إنسانية
فتيات من مدارس ثانوية في مدينة نيويورك، في تظاهرة الناشطين الشباب المطالبة بالعمل العالمي لمكافحة تغير المناخ. (20 سبتمبر 2019)

شباب العالم البالغ عددهم 1.8 مليار "أهمية بالغة" لأجل مستقبل الكوكب

© UNICEF David Berkwitz
فتيات من مدارس ثانوية في مدينة نيويورك، في تظاهرة الناشطين الشباب المطالبة بالعمل العالمي لمكافحة تغير المناخ. (20 سبتمبر 2019)

شباب العالم البالغ عددهم 1.8 مليار "أهمية بالغة" لأجل مستقبل الكوكب

المناخ والبيئة

من الأهمية البالغة بمكان أن يكون لشباب العالم، الذين تبلغ أعدادهم الـ 1.8 مليار شاب وشابة صوت في مكافحة تغير المناخ، وبالتالي في "مستقبل الكوكب"، حسب كلمات مبعوثة الأمم المتحدة للشباب، جاياثما ويكرامانياكي.

يوم السبت 21 أيلول/سبتمبر، يجتمع نشطاء العالم الشباب من المبدعين ورواد الأعمال وصانعي وصانعات التغيير بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، في قمة المناخ المخصصة للشباب، حيث يدعون قادة العالم إلى اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تغير المناخ.

جاياثما ويكرامانياكي ستكون حاضرة في القمة الهامة، وقد وجهت لها أخبار الأمم المتحدة السؤال التالي: لماذا يكتسب حضور الشباب في النقاش حول المناخ أهميته القصوى.

ما هي الضرورة التي تجمعون لها الشباب لمناقشة تغير المناخ؟

مبعوثة الأمم المتحدة للشباب تحضر حفل تخرج مبادرة غامبيا سونغاي
Alhagie Manka for UNFPA Gambia
مبعوثة الأمم المتحدة للشباب تحضر حفل تخرج مبادرة غامبيا سونغاي

في العالم اليوم، هناك 1.8 مليار شاب، وهو العدد الأكبر على الإطلاق، لذا فمن الأهمية البالغة بمكان أن يكون لشباب العالم رأي في مستقبل هذا الكوكب، وفي مستقبلهم. إن الإضراب المدرسي من أجل العمل المناخي الذي ابتدرته الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ في مسقط رأسها في ستوكهولم، والإضرابات الأخرى التي قام بها الشباب في جميع أنحاء العالم، قد أثبتت أنهم يطالبون باتخاذ إجراء بشأن المناخ ويريدون أن يكون لهم دور حاسم في عملية صنع القرار. إن وقت اتخاذ فعل الاستجابة هو الآن.

قمة المناخ الشبابية هذه ستجمع القادة الرئيسيين في حركة المناخ الشبابية، وستوفر لهم فرصة للتواصل مع جمهور عالمي أوسع. سيشارك حوالي ألف شاب وشابة من جميع أنحاء العالم في هذا الحدث في مقر الأمم المتحدة، وسيتابعه الكثيرون عبر الإنترنت.

هل هذا اعتراف بأن من هم في مواقع السلطة، أو بكلمة أخرى، "الكبار"، لا يقومون بما يكفي من عمل؟

من الواضح أن معالجة تغير المناخ تحتاج إلى إشراك جميع الناس، الصغار والكبار، ذوي الحظوة والمحرومين منهم، من البلدان المتقدمة والنامية. الشباب يريدون ويستحقون دورا فيما ينبغي أن يكون عملية تشاركية للجميع.  وقد جاءت الإضرابات المدرسية للعمل المناخي هذه بسبب رغبتهم في توعية قادة العالم بمخاوفهم، وضرورة التعامل معها. فكما تؤكد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 على أن الشباب هم حاملو شعلة التنمية المستدامة، فهم أيضا المفكرون والفاعلون والمبدعون الذين يمكنهم تحقيق هذه الخطة. لدى الشباب مصلحة في المستقبل لأن هذا الكوكب هو ما سيرثون، وهم الذين سيتحملون تأثيرات المناخ المتغير.

ما الذي يمكن أن تحققه قمة الشباب هذه؟

القمة هي عبارة عن منصة للقادة الشباب، وللمنظمات التي يقودونها، ليعرضوا لنا الإجراءات التي يتخذونها الآن لإبطاء التغير المناخي، بهدف الإبقاء على درجات الحرارة العالمية على مستوى 1.5 درجة مئوية أعلى من مستويات ما قبل الصناعة. في شهر أيار /مايو كنت قد أطلقت تحديا للشباب بعنوان "صيف الحلول" لإنشاء حلول مناخية مبتكرة قائمة على التكنولوجيا. ويشمل ذلك تطوير منصة لتعزيز الوصول إلى المعلومات المناخية، وتطوير أدوات تقنية لتعزيز "الاقتصاد الدائري". والاقتصاد الدائري هو نظام اقتصادي يهدف إلى التخلص من النفايات وإعادة استخدام الموارد. وسيتم تسليط الضوء على أفضل الأفكار المقدمة، في قمة العمل المناخي التي يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة في 23 أيلول/سبتمبر.

قمة الشباب ستضم أيضا مكونا قويا مشتركا بين الأجيال، وسيتواصل قدما في قمة العمل المناخي، حيث سيتاح للنشطاء الشباب من شمال العالم وجنوبه، استجواب القادة السياسيين في العالم حول معالجة تغير المناخ.

إتاحة الفرصة للقادة الرائدين من الشباب للتفاعل مع القادة السياسيين، بما في ذلك عن طريق طرحهم لأسئلة جريئة و"مستفزة" – بالإضافة لاقتراحهم لحلول ملموسة في إطار الأمم المتحدة – ستكون تأكيدا مهما على أن أصوات الشباب يتم الاستماع إليها. علاوة على ذلك، والأهم، أن هذه الأصوات يتم التجاوب معها، وأنهم يؤثرون على اتخاذ القرارات، على أعلى المستويات. قمة الشباب هي تطبيق عملي لإستراتيجية الأمم المتحدة للشباب "شباب 2030"، حيث الأولوية الأولى هي للتفاعل وللمشاركة وللدعوة لرفع أصوات الشباب، من أجل تعزيز عالم سلمي وعادل ومستدام.

ما هي الخطوات العملية التي ستنتج من التفاعل بين الشباب وقادة العالم؟

ستعطي قمة المناخ الشبابية الأولوية للتفاعل البناء مع القادة من الحكومات الوطنية ومن القطاع الخاص والمجتمع المدني. ومن المأمول أن يلتزم عدد كبير من البلدان في جميع أنحاء العالم بالتشاور مع الشباب عند صياغتهم وتصميمهم لسياسات وخطط وقوانين العمل المناخي.

ومن المتوقع أيضا أنه من خلال هذا التفاعل، سيلتزم رؤساء الشركات بالعمل مع رواد الأعمال الشباب وبمشاركتهم الخبرات وتبادلها معهم، وبتعليمهم والتعلم منهم، أو من الشركات التي يقودونها، حيث أن الكثير من هؤلاء الشباب أصبحوا في الواقع في طليعة من يطورون الحلول لتغير المناخ.

غريتا ثونبرغ سوف تكون صوتا رئيسيا في قمة الشباب، بلا شك. ما مدى أهمية مشاركتها؟

الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ وصلت إلى ميناء نيويورك قبالة الأمم المتحدة يوم أمس الأربعاء، محاطة بـ 17 قاربا شراعيا، يمثل كل واحد منها هدفا من أهـداف التنمية المستدامة.
UN Photo/Mark Garten
الناشطة السويدية الشابة غريتا ثونبرغ وصلت إلى ميناء نيويورك قبالة الأمم المتحدة يوم أمس الأربعاء، محاطة بـ 17 قاربا شراعيا، يمثل كل واحد منها هدفا من أهـداف التنمية المستدامة.

الشباب يفكرون ويشعرون في الأشياء ويتصرفون إزاءها بشكل مختلف عن الأجيال الأكبر. وهذا أمر ذو قيمة عالية. إذ أننا نواجه ما أطلق عليه الأمين العام للأمم المتحدة "أزمة وجودية" في تغير المناخ. غريتا ثونبيرغ أصبحت نموذجا ملهما بشكل عظيم للشباب في جميع أنحاء العالم، ورمزا قويا لرغبتهم في اتخاذ إجراءات لمنع تغير المناخ. إنه ليس بالأمر الهين أن تحظى باهتمام قادة العالم كما فعلت. فهي بهذا المعنى تخلق حركة مناخية قوية يقودها شباب العالم، حركة لا يمكن تجاهلها. أنا أيضا فخورة جدا بالناشطين الشباب من العالم الجنوبي، الذين قد لا يلقون نفس القدر من الاهتمام الإعلامي؛ مثل فينيسا من أوغندا وتيموثي من فيجي وآلاف آخرين ممن يدافعون عن مستقبلنا المشترك، وهم أكبر حلفاء لغريتا في جميع أنحاء العالم.