منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: التعاون المثمر بين بلدان الجنوب "ليس بديلا للمساعدات الإنمائية الدولية" والتزامات بلدان الشمال

أطفال يتناول وجبة غذائية في مدرسة بأميركا اللاتينية.
FAO/Ubirajara Machado
أطفال يتناول وجبة غذائية في مدرسة بأميركا اللاتينية.

الأمين العام: التعاون المثمر بين بلدان الجنوب "ليس بديلا للمساعدات الإنمائية الدولية" والتزامات بلدان الشمال

أهداف التنمية المستدامة

في مناسبة تذكارية خاصة في الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك، أشاد الأمين العام أنطونيو غوتيريش بـ"روح التضامن" واحترام السيادة الوطنية "والشراكة المتكافئة والتعاون بين بلدان الجنوب"، مذكرا أيضا بأنها "ليست بديلا عن المساعدة الإنمائية الرسمية" لهذه البلدان أو عن "مسؤوليات بلدان الشمال" والتزاماتها المعلنة في خطة عمل أديس أبابا واتفاق باريس للمناخ.   

ويمثل احتفال الأمم المتحدة بمبادرة التعاون بين دول الجنوب أهمية خاصة هذا العام، إذ إنه يأتي بعد "الالتزامات الدولية" المهمة التي تم التعهد بها في خطة عمل بوينس آيرس في آذار/مارس الماضي.

وأكد غوتيرش في الذكرى الأربعين لتأسيس التعاون بين بلدان الجنوب العالمي أنه يوفر "مسارا فريدا" يسرع من خطوات العالم نحو تحقيق الأهداف الرئيسية للتنمية المستدامة لعام 2030. وعدد المسؤول الأرفع الإنجازات المهمة التي حققها التعاون بين هذه الدول في سبيل النهوض بالتنمية المستدامة.

وقال غوتيريش إن العالم النامي شهد "تزايد عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس، وانخفضت معدلات وفيات الأطفال والوفيات النفاسية بمقدار النصف تقريبا" بالإضافة إلى ما تحقق من انخفاض حاد في نسبة الفقر المدقع.

وقد شكلت الاستثمارات الأجنبية القادمة مباشرة "من الجنوب" ثلث جميع الاستثمارات، وربع التجارة العالمية، التي تحدث بين البلدان النامية، حسبما أورد غوتيريش في كلمته.

وأضاف الأمين العام "لقد أتاح التعاون بين بلدان الجنوب، بدافع من روح التضامن واحترام السيادة الوطنية والشراكة المتكافئة، حلولا ملموسة للتحديات المشتركة، حيث أصبح العديد من البلدان مصدر دعم وإلهام فيما يتعلق بالنهج الإنمائية الابتكارية".

تحديات في الجنوب، والتزامات في الشمال

الأمين العام أنطونيو غوتيريش (في الوسط) خلال المناسبة التذكارية الخاصة بمبادرة التعاون بين دول الجنوب - الخميس 12 ديسمبر 2019.
UN Photo/Eskinder Debebe
الأمين العام أنطونيو غوتيريش (في الوسط) خلال المناسبة التذكارية الخاصة بمبادرة التعاون بين دول الجنوب - الخميس 12 ديسمبر 2019.

 

غير أن التحديات العظيمة لا تزال ماثلة، حسب تعبير الأمين العام، إذ "لا تزال هناك جيوب واسعة من الفقر في جنوب الكرة الأرضية، بل وحتى في الاقتصادات سريعة النمو ".

وعلى الرغم من التقدم المحرز، فإن الخطو "ليس سريعا بما يكفي لتحقيق أهداف عام 2030"، حسبما قال غوتيريش، مشيرا إلى أن هناك "2.4 مليار شخص، معظمهم يعيشون في الجنوب، لا يتمتعون بالصرف الصحي الكافي". بينما "يعيش نحو 840 مليون شخص دون كهرباء، ويحتاج 885 مليون شخص للحصول على المياه النظيفة".

وقال غوتيريش إن هذه الأرقام "تذكير صارخ" بأنه حتى مع جني البلدان لمكاسب اقتصادية أعلى، "يجب علينا أن نعمل لضمان أن يتم تقاسم الرخاء على نطاق أوسع"، حسب تعبيره.

وشدد غوتيريش بشكل خاص على أن "التعاون بين بلدان الجنوب لا يمكن أبدا أن يكون بديلا عن المساعدة الإنمائية الرسمية أو أن يحل محل مسؤوليات بلدان الشمال" والتزاماتها المعلنة في خطة عمل أديس أبابا واتفاق باريس للمناخ.

وقال الأمين العام في مخاطبته إن على المجتمع الدولي ودول الجنوب تنسيق جهود التعاون "ووضع استراتيجيات مستدامة لتعزيز التأثير الذي تحدثه". وأضاف بالقول "دعونا نؤكد من جديد التزامنا بتحقيق خطة عام 2030، عن طريق الاستفادة من دروس بلدان الجنوب وتبادلها على نطاق واسع من خلال تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي".     

إطلاق "مجرة تعاون ​​بلدان الجنوب"

الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة ستطلق اليوم، من المقر الرئيسي، بالتعاون مع شركاءها في التنمية منبر " مجرة تعاون بلدان الجنوب" وهي منصة عالمية "ذكية" لتبادل المعرفة وتأسيس الشراكات. وتهدف المنصة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى الاستجابة "بشكل منهجي وفعال لدعم طلبات البلدان النامية للتواصل والتعلم والتعاون مع الشركاء المحتملين".

وحسب مكتب الأمم المتحدة للتعاون بين بلدان الجنوب فإن "المجرة" تعمل كنقطة التقاء واحدة لجميع الشركاء، داخل منظومة الأمم المتحدة ونظامها، دون أن تستبدل أو تكرر الترتيبات المؤسسية الوطنية أو الإقليمية القائمة سلفا.