منظور عالمي قصص إنسانية

"واحد من أحلك أيام اليمن": عشرات القتلى في محافظة ذمار

أرشيف: مدخل قسم الطوارئ في مستشفى ذمار العام ، اليمن.
OCHA Yemen
أرشيف: مدخل قسم الطوارئ في مستشفى ذمار العام ، اليمن.

"واحد من أحلك أيام اليمن": عشرات القتلى في محافظة ذمار

السلم والأمن

ضرب قصف جوي مجمع كلية مجتمعية سابقة على المشارف الشمالية لمدينة ذمار في اليمن، اليوم الأول من سبتمبر/أيلول. ووفق المصادر الموجودة على الأرض كان حوالي 170 سجينا، محتجزين في منشأة اعتقال في المجمع.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن المبعوث الخاص للأمين العام لليمن ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد. وذكر البيان أن التقارير الأولية من مسؤولي الصحة تشير إلى مقتل 60 شخصا على الأقل وإصابة 50 بجراح.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن أن 52 محتجزا كانوا من بين القتلى. وأفاد البيان بأن 68 سجينا على الأقل ما زالوا في عداد المفقودين. ومن المرجح أن يسجل ارتفاع عدد القتلى، مع تواصل جهود الإنقاذ.

مارتن غريفيثس المبعوث الأممي لليمن وصف ما حدث اليوم بأنه مأساة. وشدد على ضرورة وضع حد للثمن الباهظ الذي يتحمله البشر نتيجة الصراع، مضيفا أن اليمنيين يستحقون مستقبلا يعمه السلام.

وقال إن مأساة  اليوم تعد تذكرة بأن اليمن لا يستطيع الانتظار أكثر من ذلك. وأعرب عن أمله في أن يفتح التحالف تحقيقا بشأن هذه الحادثة، مؤكدا أهمية كفالة المساءلة.

ووصفت ليز غراندي منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن الحادثة بالمروعة. وقدمت تعازيها الحارة للأسر المكلومة.

وقال البيان المشترك إن المسعفين كافحوا للوصول إلى الموقع بسبب تكرار تعرضه للقصف. ويعتقد أن هناك ناجين ما زالوا تحت الأنقاض.

وقالت ليز غراندي إن شركاء العمل الإنساني سارعوا إلى إرسال معداتهم الجراحية والطبية، بما في ذلك معدات التعامل مع الإصابات إلى مستشفى ذمار العام ومستشفى معبر.

وأضافت المسؤولة الأممية قائلة "إن هذا واحد من أحلك أيام اليمن، فقد وقعت على امتداد أيام أعمال قتالية وضربات جوية في الجنوب سقط على أثرها مئات الضحايا". 

وقال غريفيثس إن ذلك "يوضح ما قلناه وكررناه مراراً: إن الطريق الوحيد لوضع حد لأعمال القتل وحالات البؤس في اليمن هو إنهاء الصراع".

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم. إذ يحتاج ما يقرب من 80 في المئة من إجمالي عدد السكان، أي 24.1 مليون شخص، إلى نوع من أنواع المساعدات الإنسانية والحماية. وأصبح عشرة ملايين شخص على بعد خطوة من المجاعة والموت جوعاً، فيما يعاني 7 ملايين شخص من سوء التغذية.

وتتطلب خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019 مبلغ 4.2 مليار دولار لمساعدة أكثر من 20 مليون شخص يمني، منهم 10  ملايين يعتمدون كلياً على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية كل شهر. وحتى اليوم تلقت الخطة 34 في المئة من إجمالي المبلغ المطلوب.

وعلى مستوى الاجتماع رفيع المستوى الذي عقده الأمين العام للأمم المتحدة بشأن إعلان التعهدات من أجل اليمن في شباط/فبراير 2019، قُطِعَت الوعود للأمم المتحدة وشركائها بتقديم مبلغ 2.6 مليار دولار لتلبية الحاجات العاجلة. إلا أن البيان أشار إلى عدم تلقي سوى أقل من نصف هذا المبلغ حتى اليوم.