منظور عالمي قصص إنسانية

اعتداءات على مرافق الرعاية الصحية ومطارات يستخدمها مدنييون في ليبيا--والبعثة تذكر بأن هذه الأعمال قد ترقى إلى "جريمة حرب"

من الأرشيف: طبيب يجري عملية جراحية لصبي يبلغ من العمر 4 سنوات في ليبيا. مع استمرار النزاع في العاصمة طرابلس تستقبل المستشفيات العديد من الحالات الحرجة.
منظمة الصحة العالمية
من الأرشيف: طبيب يجري عملية جراحية لصبي يبلغ من العمر 4 سنوات في ليبيا. مع استمرار النزاع في العاصمة طرابلس تستقبل المستشفيات العديد من الحالات الحرجة.

اعتداءات على مرافق الرعاية الصحية ومطارات يستخدمها مدنييون في ليبيا--والبعثة تذكر بأن هذه الأعمال قد ترقى إلى "جريمة حرب"

السلم والأمن

أدان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، بأشد العبارات النمط الواضح من الهجمات الشرسة على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، مؤكدا في بيان صادر اليوم الخميس عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل) على أن "الاستهداف المتعمد للعاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافق الرعاية الصحية وسيارات الإسعاف يعدّ جريمة حرب".

ويشير بيان البعثة إلى تسجيل أكثر من 37 اعتداءً ضد مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، بما في ذلك المستشفيات والمستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف المدنية والعسكرية، منذ بداية الهجوم على طرابلس مطلع نيسان/ أبريل الماضي.

ويوضح البيان أن هذه الهجمات المشينة، التي ألحقت الضرر بـما لا يقل عن 19 سيارة إسعاف و19 مستشفى، أسفرت عن مقتل ما مجموعه 11 شخصا وإصابة أكثر من 33 آخرين بجروح، مشيرا إلى احتمال أن يكون العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير.

الاستهداف المتعدد للمدنيين ..جريمة ضد الإنسانية

وقال غسان سلامة، عندما يتم استهداف العاملين في مجال الصحة بشكل متعمد و"كجزء من هجومات واسعة النطاق أو منهجية ضد السكان المدنيين، فإن ذلك قد يشكل جريمة ضد الإنسانية".

لن نألو جهدا لضمان تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة--الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، غسان سلامة

وأضاف، "إننا لن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد الأطباء والمسعفين يُستهدفون يومياً بينما هم يجازفون بحياتهم لإنقاذ الآخرين. ولن نألو جهدا لضمان تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة".

وفي أواخر شهر تموز/ يوليو، استهدفت الغارات الجوية التي شنها الجيش الوطني الليبي مستشفيين ميدانيين وسيارتي إسعاف، ما أسفر عن مقتل أربعة أطباء على الأقل وأحد المسعفين وإصابة ما لا يقل عن ثمانية آخرين من العاملين في المجال الطبي. وعلى الرغم من الإدانة المتكررة واسعة النطاق، استمرت، وبتجاهل صارخ للمعايير والاتفاقيات الإنسانية الدولية، هذه الهجمات الوحشية حيث استهدفت ضربتان جويتان دقيقتان أحد المستشفيات الميدانية في حي العزيزية ما أسفر، حسبما أفادت التقارير، عن إصابة أربعة من أفراد الطاقم الطبي على الأقل.

 وأكدت البعثة في بيانها أن "القانون الإنساني الدولي يحظر بشكل صارم أية اعتداءات ضد المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى والعاملين في المجال الطبي والنقل الطبي."

استنكار للهجمات المتزايدة على المطارات المدنية في غرب ليبيا 

وشجبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا "الهجمات الممنهجة والمتزايدة باطراد على المطارات في غرب ليبيا، بما في ذلك مطارا زوارة ومعيتيقة".  

وقالت البعثة، في بيان آخر أصدرته اليوم الخميس، إن "هذه الهجمات عرضت حياة الآلاف من المسافرين المدنيين للخطر، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني".  

ويعد مطار معيتيقة المطار الوحيد العامل في منطقة طرابلس الكبرى والمتاح للاستخدام من قبل مئات الآلاف من المدنيين، كما يستخدم أيضا لتقديم المساعدات الإنسانية.  

المطارات التي يستخدمها المدنيون ليست أهدافا عسكرية--بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا

وكان آخر هذه الهجمات المشينة ضد أهداف مدنية القصف العشوائي الذي تعرض له مطار معيتيقة بالأمس، والذي أفيد بأنه تسبب في مقتل أحد العاملين في المطار وإصابة آخر بجروح كما تسبب في أضرار مادية أسفرت عن إغلاق المطار لعدة ساعات اليوم. وأدى ذلك إلى تعطيل حاد في عمليات المطار وترك مئات الركاب عالقين. وخلال الليل، كانت هناك غارة جوية أعلن عنها الجيش الوطني الليبي على مطار زوارة، وهو منشأة مدنية، مما تسبب في إلحاق أضرار بالبنية التحتية للمطار. 

وشددت البعثة على وجوب إيقاف هذه الهجمات على الفور، مؤكدة مرة أخرى أن المطارات التي يستخدمها المدنيون ليست أهدافا عسكرية.  

هذا وذكرت البعثة أطراف النزاع بأنه يتوجب أخذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية السكان المدنيين، وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، مشددة على أن عدم القيام بذلك قد يشكل جريمة حرب.