منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تنادي بسياسات عاجلة لصالح مئات الملايين من شباب الأرياف المهمشين

تتأثر المجتمعات المحلية الريفية، مثل قرية دان كادا في نيجيريا، بتغير المناخ والضغوط البيئية. المصدر: الصندوق الدولي للتنمية الزراعية
IFAD/David Rose
تتأثر المجتمعات المحلية الريفية، مثل قرية دان كادا في نيجيريا، بتغير المناخ والضغوط البيئية. المصدر: الصندوق الدولي للتنمية الزراعية

الأمم المتحدة تنادي بسياسات عاجلة لصالح مئات الملايين من شباب الأرياف المهمشين

التنمية الاقتصادية

أظهر تقرير أممي جديد أن هناك حاجة ماسة لسياسات واستثمارات فعالة توجه نحو مستقبل مئات الملايين من الشباب المهمشين ممن يعيشون في المناطق الريفية، في أكثر دول العالم فقرا.

ويكشف تقرير بعنوان "خلق فرص للشباب الريفي" صدر عن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أن حوالي 500 مليون شاب، أي حوالي نصف الشباب في البلدان النامية، يعيشون في المناطق الريفية. ويرتفع هذا الرقم إلى 780 مليون عندما يتم تضمين المناطق شبه الريفية وشبه الحضرية. 


ويقول الصندوق إن هؤلاء الشباب عرضة للفقر وعدم المساواة، وتعوقهم سلسلة من القيود، بما في ذلك الافتقار إلى التدريب والمهارات، ومحدودية الوصول إلى الأراضي والتمويل الائتماني، بالإضافة إلى قلة مدخلاتهم الحياتية، وروابط محدودة بالشبكات الاجتماعية.

 

ما لم يتخذ العالم أي مبادرات خاصة لمعالجة أوضاع الشباب الريفي، فسيتعين علينا مواصلة مواجهة الهجرة الاقتصادية القسرية، ومواجهة خطر زيادة عدم المساواة والهشاشة الناتجة عن كل ذلك--جيلبرت هونغبو، إيفاد

ووفقا للتقرير، فإن الوضع يثير قلقا خاصا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد شباب الريف من 105 ملايين في عام 2015 إلى 174 مليون بحلول عام 2050. يمثل ذلك زيادة بنسبة 70% في البلدان التي تفتقر في كثير من الأحيان إلى وسائل التعامل مع التحديات المقبلة.

وقال رئيس الصندوق، جيلبرت هونغبو، إنه ما لم يتخذ العالم أي مبادرات خاصة لمعالجة أوضاع الشباب الريفي "فسوف يتعين علينا مواصلة مواجهة الهجرة  الاقتصادية القسرية، ومواجهة خطر زيادة عدم المساواة والهشاشة الناتجة عن كل ذلك".

ووجد التقرير أن من بين الشباب الذين يعيشون في المناطق الريفية وشبه الريفية والمناطق المحيطة بالمدن، يعيش 67% منهم في مناطق تتمتع بإمكانيات زراعية جيدة، لكن العديد منهم يعانون من إمكانية محدودة للوصول إلى الأسواق.

وأشار التقرير إلى أن شباب الريف يمكن أن يصبحوا أكثر إنتاجية وتواصلا مع من هم خارج مجتمعاتهم، ويصبحوا أكثر قدرة على السيطرة على مستقبلهم عبر عدد من التدابير. من ذلك، زيادة فرص الحصول على التدريب والمهارات وسبل الوصول إلى الأسواق، وإتاحة فرص الخدمات المالية والتقنيات.

وحذر الصندوق من أن صانعي السياسات بحاجة إلى التحرك في مجابهة هذه التحديات، بشكل سريع، لتجنب الأزمات الأكبر التي تشير إلى آثار تغير المناخ على الزراعة عموما. وحسب الصندوق، ينبغي عليهم أيضا اغتنام الفرص التي تتيحها الثورة الرقمية المنتشرة في جميع أنحاء العالم النامي، بشكل متوازن مع تطلعات الشباب المتزايدة ومطالبهم.

على وجه الخصوص، شدد التقرير على أنه من الضروري بمكان أن يتم دمج سياسات الشباب في إستراتيجية التحول الريفي الأوسع، وألا يتم تحقيق هذه السياسات بمعزل عن غيرها.