غسان سلامة يقترح خطة من ثلاث نقاط للخروج من النزاع الحالي في ليبيا

"لا يمكن تأجيل قرار وقف الحرب في ليبيا إلى أجل غير مسمى". هذا ما شدد عليه اليوم المبعوث الأممي الخاص لليبيا، غسان سلامة، خلال إحاطته إلى مجلس الأمن اليوم الاثنين حول الوضع في البلاد. وفي كلمته التي أشار فيها إلى الاعتداءات على المراكز الطبية والمدارس ومراكز إيواء اللاجئين، اقترح المبعوث الخاص خطة من ثلاث نقاط للخروج من النزاع الحالي.
سلامة الذي كان يتحدث عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من ليبيا، قال إن مسار النزاع شهد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وأوضح أن المناطق السكنية تعرضت للقصف العشوائي والغارات الجوية، معربا عن "قلق خاص لاستهداف المدارس والعاملين في مجال الصحة والمرافق الصحية بشكل متكرر"، حيث قصفت 19 سيارة إسعاف وأربعة مرافق صحية، وقتلَ العديد من الأطباء والمسعفين، بمن فيهم خمسة قتلوا في الأمس وآخرون أصيبوا بجراح. وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في البلاد قد أدانت في بيان لها اليوم الهجوم الأخير على كل من مستشفى الزاوية الميداني ومدرسة العلمين.
كما أشار المبعوث الأممي إلى "ارتفاع غير مقبول في حالات الاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية منذ بداية القتال"، لافتا الانتباه إلى اختطاف السيدة سهام سرقيوة عضو مجلس النواب المنتخب، بعنف من منزلها في بنغازي على أيدي جماعة مجهولة في 17 يوليو / تموز الجاري. وقد أثار غسان سلامة قضية السيدة سرقيوة مع السلطات في الشرق، بما في ذلك البارحة مع الجنرال حفتر، داعيا إلى "إطلاق سراح السيدة سرقيوة على الفور ومحاسبة المسؤولين عن اختطافها".
وبحسب إحاطة المبعوث الأممي إمام مجلس الأمن اليوم، انتشر نطاق العنف الجغرافي. فلأول مرة في 26 تموز/يوليو، شنت قوات حكومة الوفاق الوطني هجوما جويا على القاعدة الخلفية الرئيسية للجيش الوطني الليبي في منطقة الجفرة. وفي 27 تموز/يوليو، شنت قوات الجنرال حفتر غارات جوية على قاعدة جوية لحكومة الوفاق الوطني في مصراتة، مشيرا إلى زيادة في تجنيد واستخدام المرتزقة الأجانب، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة الثقيلة والهجمات البرية.
ومن الأمثلة الأكثر المأساوية على الهجمات العشوائية، كانت الغارة الجوية التي ضربت مركز احتجاز المهاجرين في تاجوراء في 2 تموز/يوليو، مما أسفر عن مقتل 53 شخصا وإصابة 87 على الأقل، بمن فيهم أطفال. ومما زاد الطين بلة، بحسب تعبير سلامة، "قيام السلطات في الأيام الأخيرة بنقل أكثر من 200 مهاجر مرة أخرى إلى المنشأة التي قصفت". يأتي ذلك في أعقاب الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لنقل المهاجرين إلى أماكن أكثر أمنا..
أما مأساة غرق القارب قبالة ليبيا الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى وفاة ما يصل إلى 150 مهاجرا في البحر، فـ"نؤكد مرة أخرى على الحاجة الملحة إلى معالجة الأسباب الجذرية لقضية المهاجرين ومعاناتهم الفورية"، بحسب سلامة.
ويستمر تنظيم داعش باستغلال الفراغ الأمني الناشئ عن النزاع في طرابلس وحولها بما فيها المناطق النائية الواقعة في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد. من بين الحوادث الأخرى، كان داعش قد أعلن مسؤوليته في 2 حزيران/يونيو عن هجوم بسيارة مفخخة في درنة أسفر عن إصابة 11 شخصا بجروح.
"والأمر الأكثر إثارة للقلق هو الدلائل التي تشير إلى أن ترسانة الأسلحة التي يسلمها المؤيدون الأجانب إلى طرف أو آخر من النزاع تقع إما في أيدي الجماعات الإرهابية أو يتم بيعها لهم"، كما قال المبعوث الخاص الذي أشار أيضا إلى "خطر كبير يتمثل في عسكرة النفط في هذا الصراع، والذي ستكون عواقبه كارثية على الاقتصاد الليبي" خاصة وأن شركة النفط الوطنية الشرقية الموازية تواصل جهودها لبيع النفط في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وفي هذا السياق قال غسان سلامة إنه "لا يمكن تأجيل قرار وقف الحرب إلى أجل غير مسمى"، مقترحا إجراءً فوريا من ثلاث نقاط للخروج من النزاع:
وذكر المبعوث الخاص أن مثل هذا التوافق كان على وشك أن يتم في الفترة التي سبقت المؤتمر الوطني، وأن الوقت قد حان لليبيين لإنهاء هذا الفصل الطويل من الشك المتبادل والخوف والانقسام.
وسيتطلب هذا الإجراء الثلاثي توافق آراء في مجلس الأمن وبين الدول الأعضاء التي تمارس نفوذا على الأرض في ليبيا، كما أوضح سلامة، مضيفا أن الليبيين من جانبهم بحاجة إلى الاستماع إلى قوى الخير أو "الملائكة الطيبين" حسب تعبيره، قائلا "إنهم يخوضون الآن حروب الآخرين وبذلك يدمرون بلدهم".