منظور عالمي قصص إنسانية

الصحة العالمية: يجب تكثيف الخدمات الحكومية المدعومة للمساعدة في الإقلاع عن التبغ

الملعب القومي في العاصمة الصينية بيجين يضاء برسالة "ممنوع التدخين". سياسات حظر التدخين العامة، وإضافة الرسومات والصور المحذرة على علب التبغ وعبواته من الوسائل الفعالة لمكافحة تعاطي واستخدام التبغ.
WHO China Office
الملعب القومي في العاصمة الصينية بيجين يضاء برسالة "ممنوع التدخين". سياسات حظر التدخين العامة، وإضافة الرسومات والصور المحذرة على علب التبغ وعبواته من الوسائل الفعالة لمكافحة تعاطي واستخدام التبغ.

الصحة العالمية: يجب تكثيف الخدمات الحكومية المدعومة للمساعدة في الإقلاع عن التبغ

الصحة

قال تقرير أممي جديد إن العديد من الحكومات تحقق تقدما كبيرا في مكافحة التبغ، عبر تبنيها لتدابير فعالة مثل سياسات حظر التدخين العامة، وإضافة الرسومات والصور المحذرة على علب التبغ وعبواته، وغيرها. ومع ذلك، يشدد التقرير على أن بلادا عديدة لا تقوم بما يكفي لتنفيذ "سياسات من شأنها أن تنقذ الأرواح" بالفعل، مثل تقديم أشكال المساعدة لمستخدمي التبغ، للإقلاع عنه.

التقرير العالمي السابع عن مكافحة آفة التبغ العالمية يحلل جهود الدول في تنفيذها "لأكثر التدابير فعالية"، تلك التي قدمتها "اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ"، والتي ثبت بالفعل أنها تقلل من الطلب على التبغ.

 

الكثير من هذه التدابير، مثل تدخلات السياسات الرامية إلى دحر وباء التبغ، المسماة بـ(MPOWER)، أثبتت فعاليتها في إنقاذ أرواح الناس، وتقليل تكلفة نفقات الرعاية الصحية، وقد تم إطلاقها في عام 2007 لتقوي من الإجراءات الحكومية لست استراتيجيات لمكافحة التبغ من اتفاقية المنظمة وهي:

  • سياسات استخدام التبغ والوقاية منه؛
  • حماية الناس من دخان التبغ؛
  • عرض فرصة المساعدة على الإقلاع عن التدخين للمدخنين؛
  • تحذير الناس من مخاطر التبغ؛
  • فرض حظر على إعلانات التبغ والترويج له ورعايته؛
  • وأخيرا، زيادة الضرائب على التبغ.

 

وينصب تركيز التقرير الأخير على التقدم الذي أحرزته البلدان لمساعدة مستخدمي التبغ على الإقلاع عن التدخين. ويتم اليوم إطلاق التقرير من دولة البرازيل، كونها صارت الآن ثاني دولة، بعد تركيا، تقوم بتنفيذ كامل لتدابير (MPOWER) بأعلى نسبة من مستوى الإنجاز.

وقد ذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غبريسوس أن على الحكومات أن تقوم بتنفيذ "خدمات الإقلاع عن التبغ" كجزء من جهودها لضمان التغطية الصحية الشاملة لمواطنيها. وأضاف الدكتور تيدروس أن "الإقلاع عن التدخين هو أحد أفضل الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الشخص من أجل صحته"،  وأن حزمة (MPOWER) تعطي الحكومات الأدوات العملية لمساعدة الناس على التخلص من هذه العادة، "مما يمكنهم من العيش حياة أطول وأكثر صحة"، حسب تعبيره.

 

ويوضح التقرير أنه مع التقدم المحرز الآن أصبح 2.4 مليار شخص يعيشون في بلدان تقدم خدمات شاملة للإقلاع عن التبغ (زيادة تصل إلى 2 مليار شخص مقارنة بعام 2007).

لكن خدمات الإقلاع عن التدخين ذات المستوى الأفضل متوفرة في 23 دولة فقط،  مما يجعل من هذه الخدمات "أقل تنفيذا" من حيث عدد البلدان التي تقدم تغطية الرعاية الصحية الكاملة.

 

وتشمل خدمات الإقلاع عن التدخين توفير أرقام الهواتف المجانية لتلقي المساعدة على المستوى الوطني، وخدمات "الإقلاع عن التدخين" للوصول عبر الهواتف المحمولة إلى أعداد أكبر من السكان، بالإضافة إلى تلقي المشورة من الأطباء الصحة العامة ومراكز الرعاية الصحية الأساسية، وتوفير العلاج المجاني لبدائل النيكوتين.

 

سفير منظمة الصحة العالمية العالمي للأمراض والإصابات غير السارية، مايكل ر. بلومبرج قال إن عددا أكبر من البلدان جعل من مكافحة التبغ من أولوياته الأساسية "ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به". وأوضح سفير المنظمة ومؤسس بلومبرغ للأعمال الخيرية أن تقرير المنظمة الجديد يسلط الضوء على الجهود العالمية الرامية إلى مساعدة الناس على الإقلاع عن استخدام التبغ، "ويقدم تفاصيل بعض مكاسبنا الأكثر أهمية".

 

وأوردت أرقام التقرير، الممول من مؤسسة بلومبرغ للأعمال الخيرية أنه، في حين أن 23 دولة فقط قامت بتنفيذ سياسات دعم الإقلاع على أعلى مستوى، فإن "116 دولة أخرى تقدم خدمات مجانية تماما أو جزئيا" في بعض مرافقها الصحية. كذلك، هناك 32 دولة تقدم الخدمات للناس لكنها لا تتحمل نفقاتها. ويدل هذا النمو، حسب السيد بلومبرغ، على مستوى عال من الطلب العام للحصول على المساعدة للإقلاع عن التبغ.

 

ورغم انخفاض استخدام التبغ في معظم البلدان، لكن النمو السكاني يعني أن العدد الإجمالي للأشخاص يظل مرتفعا. هناك حاليا ما يقدر بنحو 1.1 مليار مدخن، يعيش حوالي 80% منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وحسب تقارير المنظمة فإن التبغ يحصد سنويا أرواح 8 ملايين شخص على الأقل ويتسبب في معاناة ملايين أخرى منهم من أمراض سرطان الرئة أو السل أو الربو أو أمراض الرئة المزمنة.